في الصمتِ أحاديثٌ لا تنتهي..
**
الهروب هو أفشل طريقة للنجاة!..
كان هذا أكبر درس تعلمته في حياتي، وهو هكذا فعلا..
فبقدر ما ستحاول الهرب ستفشل في الأخير وستجد نفسك تواجه وحشك من جديد شئت ذلك أم أبيت..
بل ستتعب نفسك فقط لأنك ستركض كثيرا وأنت غير مدرك بأنك تركض من الفراغ بل وحاملا ذاك الوحش المعنوي معك..
بداخلك!..لاشيء أفضل من مواجهة الأمور كما هي..
والترحيب بالنتيجة أي كانت..
عسى أن يكون خيرا لنا فيها!..مشيت بجانبها وسط الشارع تحت ضوء تلك الأعمدة المنيرة عند زواياه في تلك الليلة الباردة قليلا..
كانت تتأبط ذراعي وهي تصغي لي باهتمام..
كنت سعيدة جدا رغم كل شيء!..
طريقة استقبالها كانت مؤلمة جدا بالنسبة لي، لكنها ها هي ذا تتصرف أخيرا كياسمين التي أعرفها!..
وكان هذا أهم شيء بالنسبة لي!!..- حسيت حالي خبصت الدنيا كلها.. وصلت لدرجة مش عارفة فيها ساسي من راسي.. اخخ.. بعرف ما حد الو ذنب بالي أنا كنت قاعدة بساويه، بس جد آسفة ياسمين..
توقفت قليلا لأتوقف أنا معها، استدرت إليها لأجدها تناظرني بابتسامة ثم قالت.. - فينا نعتبر أنو ما صار شي؟..
نظرت إليها باستغراب لتردف.. - اي هو أنا زعلت أنو رحتي فجأة بس طالما فهمت هسا فخلص، أنا حاسة فيكي حبيبي.. مدت يدها ووضعتها على خدي لتستأنف حديثها قائلة.. - بحبك كثير وعارفة قديه انتي غالية ع قلبي.. صمتت قليلا بينما بقيت أنا أناظرها بابتسامة وقد امتلأت عيناي بالدموع..
- اي بعرف..
- بعد ما خسرت أهلي.. أنتي أكثر شخص لقيتو جنبي.. فمافي شي بدو يغير علاقة صداقتنا.. قالت ثم أخذت الخاتم ووضعته في أصبعها بضحكة قائلة.. - وهيدا الخاتم أكيد بلبسو.. هاد أغلى هدية من أغلى شخص..
ضحكت بفرح واحتضنتها مباشرة وأنا أمسح على ظهرها شاكرة إياها ليقاطعنا صوت رنين هاتفها فجأة..
- لحظة بس بيسان.. قالت وأخرجت الهاتف من جيبها لألمح رقما دون اسم يتصل بها..
ردت على المكالمة ليبادرها الطرف الآخر..
لم أكن أسمع ما يقوله لكنها ردت بتوتر.. - اه.. ي.. ياسمين يوسف معك.. مين حضرتك؟..
**
~ إيف..
شردت قليلا وأنا أتأمل قطرات المصل الشفاف ذاك وهي تنزلق عبر الأنبوب الضيق لتعبر تلك الإبرة نحو وريدي..
عسى أن تعيد فيني بعض الحياة!..
أنت تقرأ
تحت ظلال الياسمين
Romanceليس لنا في الحنين يد.. وفي البعد كان لنا ألف يد.. سلام عليك، افتقدتك جدا.. وعلى السلام فيما أفتقد!.. - محمود درويش -