-الوحش الجاثم على وجنتها ༚✧

12 2 6
                                    


-عندما ولدت جين كان أول ما قالته الممرضة :
هناك وحش جاثم على وجنتها .
جاهدت ويندي لتعدل جلستها قائلة : دعيني
أراها ، دعيني أمسك ابنتي .»

-

«أنا آسفة جداً» قالت الدكتورة قالبة شفتها
للأسفل بما لا يتلاءم مع عينيها
- هل أخذت كل اللقاحات؟» سألت الممرضة .
- «بالطبع أجابت ويندي ، وقد فعلت ذلك حقاً ،
ولكن شعوراً بالذنب اجتاحها .
كان بكاء جين عالياً وصحياً ، وقبضتاها الصغيرتان

.

كانتا تلوحان في الهواء بحثاً عن شيء تتمسكان به .
على خدها الأيسر كان هناك وحش صغير وذو زغب ،
كان بلون حديدي رمادي ومغطى على هيئة ورم ، تلوى
الوحش في الوقت نفسه الذي لوحت فيه جين
بقبضتيها كما لو أنه هو أيضاً يبحث عن شيء يتمسك
به ، وعندما فتحت الطفلة عينيها الزرقاوين أطلقت
ويندي صرخة من شدة صدمتها .

                                  ***

«أنا آسفة قالت الاختصاصية «الوحش مرتبط
بجهاز جين العصبي والدوراني ، وإزالته قد تؤذي جين ،
لا شيء يمكننا فعله ، ثم ابتسمت قائلة : «وما عدا
ذلك فإنها طفلة ذات صحة جيدة على الرغم من كل

شيء

- لا أستطيع أن أفهم» قالت ويندي «لقد أخذت
اللقاحات تماماً كما هو محدد ، ما الذي حدث؟
- أحياناً يحدث ذلك فقط ، نحن لا نزال ندرس
الفيروس ، إنه جديد و . . . ومن ثم ترددت لكنها
قالت : «هناك جلسات دعم جماعية تعقد في هوستن
مرة كل أسبوع للعائلات اللواتي لديهم أطفال مشوهون
منذ الولادة مثل جين .
مجرد فكرة الخروج خارج المنزل تسببت لويندي
بضيق مفاجئ في التنفس . كان التعامل مع الدكتورة
والأخصائية أمراً مقبولاً ولكن أن تواجه الآخرين؟ لم
تكن قوية بما فيه الكفاية لتتعامل مع نظراتهم وأسئلتهم
وتعليقاتهم الجاهلة ، لم تكن الأم المناسبة لجين ، فجين
كانت بحاجة إلى محاربة وليس إلى ويندي .

«أنت بحاجة لأن تخرجي من المنزل قالت والدة
ويندي ، تحتاجين أنت وجين إلى ضوء الشمس .»
«نحن نخرج إلى الخارج قالت ويندي وهي :تثبت
الهاتف بين كتفها وأذنها بينما كانت تصارع لتغيير الحفاض
الوسخ للطفلة المتلوية سريعة الاهتياج ، حاولت ألا تنظر
للوحش ولكن ذلك كان يعني ألا تنظر إلى وجه جين .
-«في الساحة الخلفية» قالت أمها «ليس ذلك ما
عنيته ، اذهبي إلى المكتبة أو الحديقة أو أي مكان آخر ، أي شيء .»
شعرت ويندي بألم في صدرها ، وبدأ يكبر حتى
اعتصر قلبها ورئتيها ، قالت لا أستطيع ، سيقول الناس
أشياء ، ولا أعرف كيف أجيبهم .»
- «إنه ليس من شأنهم ، قولي لهم ذلك .»
تمنت ويندي لو أنها تمتلك قوة والدتها ، «غداً ،
سنذهب . غداً .»

-«سأذهب معك .»

-«کلا» قالت بهدوء وتابعت: «لا ضرورة لذلك» ،
أغلقت الخط مع والدتها وهي تعرف أنها لن تغادر المنزل
حقاً غداً ومن ثم أنهت تبديل الحفاض .
بدأت جين تصدر أصواتاً كهديل الحمام وابتسمت ،
ورمش الوحش الجاثم على وجنتها .

                              ***

في الساعة الثالثة ليال مشت ويندي جيئة وذهاباً
في الممر وهي تهز جين وتغني لها وتخبرهاقصصاً
وتشغل لها فيديوهات على هاتفها المحمول محاولة فعل أي شيء قد يجعلها تهدأ ، غيرت لها حفاضها وأرضعتها
وأعطتها زجاجة حليب وحممتها ومن ثم أعادت تكرار كل ذلك مرة تلو الأخرى .
- «من فضلك» قالت ويندي متأوهة وهي تندس
في فراشها والدموع تحرق عينيها «من فضلك .»
تورمت عينا ويندي من نقص النوم ، وسقطت إحدى الدمعات على الوحش ، تالشت الدمعة على خد
جين ورمشت عيناها وتحرك الورم مع تحرك ذراعي جين ،في تلك اللحظة خفت حدة منظره كشيء يزداد بشاعة
بل بدا أشبه بيرقة رمادية كثيرة الحركة .
-«ليست اليرقات سيئات» تمتمت ويندي إنهن يصبحن فراشات في النهاية .»
بكت جين بصوت أعلى .
أمالت ويندي رأسها على رأس جين وتنشقت
رائحة ابنتها ، ووضعت قبلة صغيرة على جبين جين ،
لمست الوحش لمسة خفيفة بسرعة للمرة الأولى ، لقد
كان ناعماً جداً ، وتراجعت الطفلة بسرعة إلى الخلف
رمش الوحش بعينيه وهو ينظر إليها في حين كانت

جين تصرخ بصوت عال .
جعل منظر الوحش معدة ويندي تتشنج ، ولكنه
كان مرتبطاً بجين عن طريق الدم وبجهاز عصبي
مشترك . لم يكن الوحش هو جين ولكنه كان جزءاً منها
وقد تجاهلته ويندي خلال هذا الوقت كله ؛ لقد تجاهلت
جزءاً من ابنتها .
أمالت رأسها للأمام مترددة وقبلت رأسه الصغير،
دغدغت اللمسة شفتيها .
تحول بكاء جين إلى فواق ، لكنها هدأت بين ذراعي
ويندي وبعد عدة لحظات نامت
أغمض الوحش عيناه وتكور مقابل خد جين
الجميل الممتلئ .
         
                                 ***

في اليوم التالي أخرجت ويندي عربة الأطفال
ووضعتها قرب الباب الرئيسي ، فهم سيتمشون في
الشارع إلى الحديقة ذهابا وإيابا . حاولت أن تتوقع كل
الأشياء الجاهلة التي قد يقولها الناس أو يفعلوها متسلحة
بردة فعلها كجندي مجهول ، ومن ثم خطت وجين بين
ذراعيها .
توقفت قائلة لنفسها : «لا أعتقد أني أستطيع فعل
ذلك .»
نظرت إليها جين بعينيها الواسعتين المولعتين ، لقد
كانا يعولان عليها لحمايتهما ، لتعليمهما ، ما الذي
ستعلمهما إياه وهما جالستان في المنزل؟
«نستطيع فعل ذلك يا صغيرتي »قالت بنعومة ثم
أردفت «وأيها الوحش» ، ثبتت ويندي جين في عربة
الأطفال بالحزام ، غرغرت الطفلة وهمهمت أما الوحش
الصغير أخذ يتأرجح إلى الخلف والأمام ..
دفعت ويندي عربة الأطفال خارج الباب في الهواء
الحار والرطب تحت أشعة الشمس ماشية إلى أسفل
الشارع

[الطفل ذو الاحتياجات الخاصة إنسان أيضاً
ويستحق أن يحيا الحياة التي وهبها الله له
فلنعامله باحترام ولنساعده على ذلك] .



"Disability is natural. We must stop believing
that disabilities keep a person from doing
something. Because that's not true ... Having a
disability doesn't stop me from doing
anything."
الإعاقة أمر طبيعي . علينا أن نتوقف عن الاعتقاد
أن الإعاقة تمنع الشخص من فعل شيء ما ، لأن
هذا ليس صحيحاً ... فكوني معاق أمر لم يمنعني
من فعل أي شيء .
Benjamin Snow

Use the skills that I have got.
Do not focus on what I have not.
Of course, I am aware of my limitation.
Yet, I am a part of God's wonderful creation.
أستخدم المهارات التي أملكها
ولا أركز على ما ينقصني
بالطبع أنا واع لما يقيدني
ومع ذلك فأنا أحد مخلوقات الله الرائعة

William E. Lightbourne

      ♡ ✿⋆。°  ✧  °。⋆✿ ♡




أشياء جميلة  Beautiful  Thingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن