الكنز الأثمن . °。⋆✿♡

1 1 0
                                    


-لم أطق انتظار موعد تقاعد زوجي شأني شأن
العديد من أزواج وزوجات العاملين في السلك
العسكري . ربما كنا أسوأ ثنائي في تحمل البعد أثناء
خدمته الفعلية في مهمات للقوات البحرية في أماكن
مختلفة في العالم . بقدر ما أحب زوجي البحر بقدر ما اشتاق إلي ، وبقدر ما قدمت له الدعم في وظيفته التي اختارها بقدر ما كرهت كل لحظة قضيتها بعيدة عنه .
تأقلمت مع غيابه المتكرر بأفضل طريقة ممكنة ، فقد
كنت أصلي دوماً أن يعود إلي سالماً وكتبت له الرسائل يومياً ، وكنت أتحضر لكل مهمة سيغيب فيها مسبقاً ، فقد كنت أكتب عشرات الملاحظات الصغيرة وأضعها خلسة في حقيبة سفره التي ترافقه في مهماته البحرية بحيث يتمكن من إيجادها عندما يكون مسافراً في البحر . كما احتفظ كلانا بمذكرات منفصلة كتبها كل منا على حدة يوميا ، تشاركنا في هذه المذكرات تفاصيل حياتنا اليومية التي مرت بنا ونحن بعيدان عن بعضنا البعض ، وإلى هذا اليوم ما تزال هذه المذكرات ثمينة
جداً لكلينا ..
وأخيراً تقاعد زوجي من البحرية في عام ١٩٩٦ ،
ومن ثم انتقلنا إلى جبال فرجينيا التي أحببناها دائماً ، غير مدركين أننا نمضي إلى الفراق الأطول في زواجنا فقد جعلت إصابتي بمرض الربو إمكانية استقراري في هذه المدينة أمراً مستحيلاً وكانت فرصة العمل الوحيدة المتاحة لزوجي في نورفولك في فرجينيا التي تبعد مسافة
ستة ساعات ونصف عن مكان إقامتنا ...
قضينا ثمانية أشهر بعيدين عن بعضنا وفي ذلك
الوقت كان قد أصبح البريد الالكتروني متاحاً بحيث
تمكنا أخيرا من تبادل التعبير عن مشاعرنا بشكل يومي . كانت هذا الفراق هو الأصعب بالنسبة لنا ربما لأننا كنا قد خططنا مسبقاً لنبقى سوية ولم يعد البعد مدرجاً في مخططاتنا على الإطلاق . كان لوي يأتي لزيارتي كلما سنحت له الفرصة ، وكنا نسافر لقضاء عيدي الشكر والميلاد برفقته ، وواصل لوي التقدم بطلبات التوظيف في المنطقة التي كنا نأمل أن نمضي بقية حياتنا فيها ، وصلينا لنتمكن من العيش معاً كأسرة من جديد ..
في أحد الأيام اتصل بي لوي حاملاً الأخبار الجيدة
فقد كان قد حصل على فرصة عمل في جنوب غرب
ولاية فرجينيا تماماً في قلب جبال الأبلاش . شعرنا
بسعادة غامرة! تم التعاقد مع لوي على الفور وقريباً جداً سنعود أسرة واحدة من جديد . ولكن كان هناك مشكلة واحدة حيث أن لوي سيعيش في عربة صغيرة بينما سأعيش مع ولدي في منزل صغير يبعد مسافة ساعة ونصف عنه إلى أن نتمكن من إيجاد منزل مناسب .
طمأنت نفسي وقلت حسناً أنا أعلم كيف أجتاز هذا
فقد عشنا متباعدين من قبل ، احتجت ثلاثة أيام حتى اتخذت قراري، التفت إلى ولدي الناضجين كفاية والقادرين على رعاية نفسيهما ، وعندها أعلنت «حسناً يا ولدي ، اهتما بنفسيكما فأنا ذاهبة لأبقى مع زوجي» .
حزمت أغراضي خلال دقائق ومضيت في طريقي
كي أجتمع مع حبيبي مجدداً ، قدت سيارتي مجتازة
الطرق الجبلية أثناء عاصفة مطرية دون أن يثنيني عن وجهتي ظلام الليل أو الخوف أو الحواجز التي تضعها الشرطة خارج سجن الولاية . بارك الرب شرطة ولاية فرجينيا فقد كانوا يشيرون لي بالمرور حتى قبل أن أكمل قصتي !
ليس لدي أدنى شك بأن الملائكة أنارت لي دربي
وأرشدتني إلى مكان المخيم الذي كان من المستحيل أن أجده في الظلام بنفسي ، عندما وصلت كان بإمكاني رؤية زوجي وهو يقرأ تحت ضوء مصباح صغير يبدو من نافذة العربة ، أسرعت بالتوقف وكدت أقتل نفسي وأنا أترجل من سيارتي في الوقت الذي كان فيه يفتح باب العربة ، ومد لويس يده إلي وألقيت نفسي بين ذراعيه ،
أجل يستحق كل هذا الدفء وكل هذه العاطفة رحلة
تبعد ألف ميل !
قضينا سوياً أجمل ثلاثة أسابيع ونصف . وفي أحد
الصباحات جلست وحيدة بعد أن غادر لوي إلى عمله
وحاولت أن أراجع لحظاتنا فلم أجد أي شيء نمتلكه
أثمن من الوقت الذي وهبه لنا الله لنمضيه معاً ، ولم
أجد شيئاً واحداً آخر أهم من ذلك . لقد انتقلنا بعدها
إلى العربة وعشنا هناك لسنة كاملة حشرنا أثناءها في
العربة كالسردين . لقد كانت متعة حقيقية! لقد تعلمت
في تلك السنة أن أعظم كنز أمتلكه هو الوقت الذي
منحني إياه الرب لأمضيه مع من أحبهم .

        ༺═────────────═༻

أشياء جميلة  Beautiful  Thingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن