- مدينة الندم .𖡺𖡼

0 0 0
                                    


-
لم أكن قد خططت حقاً للقيام بأية رحلة في هذا الوقت من السنة ، رغم ذلك وجدت نفسي أحزم
حقائبي بعجالة نوعا ما ، ستكون هذه الرحلة غير سارة
وأعرف مسبقاً بأنه لا خير سينوبني جراء قيامي بها ؛
إنها رحلة «الذنب السنوية» .
اشتریت تذاكر للسفر إلى هناك على متن خطوط
شركة « أتمنى لو أنني . . .» للطيران ، لقد كانت رحلة
قصيرة للغاية ، وبعد وصولي استلمت حقائبي التي لم
أتمكن من التحقق منها ، وقررت أن أحملها بنفسي على
طول الطريق ، لقد كانت محملة بآلاف الذكريات عن
«ما كان يمكن أن يحدث» ، ولم يستقبلني أحد عندما
دخلت من المحطة إلى مطار مدينة الندم الدولي ، وأصفه
بأنه دولي لأن الناس يأتون من جميع أنحاء العالم إلى
هذه المدينة الموحشة .
لاحظت بينما كنت أثبت حجزي في فندق «الملاذ
الأخير» أنهم سيقيمون الحدث الأهم لهذه السنة وهو
«حفلة الشفقة السنوية» ، ولم أكن لأفوت هذه المناسبة
الاجتماعية الهامة إذ سيكون هناك العديد من سكان
المدينة البارزين .
في البداية سوف تكون هناك عائلة «انتهى» الذين
تعرفونهم وهم «كان يجب أن . . . » و «كنت سوف ...» «و كان باستطاعتي أن . . . » ، ومن ثم ستأتي عائلة «كان لدي» ومن المحتمل أنكم تعرفون «أتمنى» العجوز وعشيرته ، وبالتأكيد ستتواجد هناك عائلة «الفرص» بكل أفرادها «الضائعة والمفقودة» ، ولكن العائلة الأكبر التي ستكون هناك عائلة «الأيام الماضية» .
هناك الكثير منهم لدرجة لا يمكن أن نحصيهم ،
ولكن كل واحد منهم لديه قصة حزينة جداً ليرويها ،
من المؤكد أنه سيكون هناك مشاركة لعائلة «الأحلام
المحطمة» ، وسوف تمتعنا عائلة «إنه خطؤهم» بقصص
(الأعذار) التي تروي كيفية فشل الأمور في حياتهم ،
وستصفق عالياً الجنة «لا تلق اللوم علي» و «ما باليد
حيلة» على كل قصة تروى ..
باختصار ذهبت إلى هذه الحفلة الكئيبة مدركاً تماماً
بأنه لن يكون هناك فائدة حقيقية من القيام بذلك،
وكالعادة أصبحت كئيباً للغاية ، ولكن وبينما أنا أفكر بكل قصص الفشل المسترجعة من الماضي خطر لي أنه بإمكاني إلغاء هذه الرحلة و«حفلات الشفقة» الملحقة بها!
بدأت أدرك أني لست مضطراً أن أكون هناك ، ولا
يجب أن أكون مكتئباً ، بقي شيء وحيد يجول في
خاطري هو أنني لا أستطيع أن أغير الأمس ولكني
أمتلك القوة لأجعل اليوم رائعاً ، أستطيع أن أكون سعيداً
ومبتهجاً وراضياً ومشجعاً وفي الوقت نفسه مشجعاً .
حالما توضح لي ذلك غادرت مدينة الندم حالاً ولم
أترك ورائي أي عنوان لإعادة التواصل ، هل أنا آسف
على الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي ؟ نعم! ولكن لم
تعد توجد أي وسيلة لتغييرها ..
لذا إذا كنت تخطط للقيام برحلة عودة إلى «مدينة
الندم» من فضلك ألغ كل هذه الحجوزات الآن ، وبدلاً
من ذلك قم برحلة إلى مكان جميل جداً يدعى « البدء
من جديد» لقد أحببت هذا المكان كثيراً لدرجة أنني
جعلته مكان إقامتي الدائم حيث هناك جيراني «لقد
سامحتك» و«نحن بأمان» متعاونون جداً ، وبالمناسبة لا
يتوجب عليك أن تحمل الأمتعة الثقيلة بعد الآن حيث
يتم رفع هذا الحمل عن كتفيك عند وصولك إلى هذا
المكان ، ومع ذلك لا تثق بكلامي تلقائياً وإنما جرب
بنفسك .

         ༺═────────────═༻

أشياء جميلة  Beautiful  Thingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن