---
الفصل الأول: بين النار والدموع
في احد الليالي
التي تتساقط فيها الأمطار بغزارة على شوارع موسكو،
تغمر الأسفلت وتترك أثرًا رطبًا تحت أقدام المارة. كان بطلنا ليو يقف في زقاق مظلم،
يستعد لمهمته التالية.
و طبعا ليس هذا هو المكان الذي يفضل التواجد فيه
ولكن الحياة و القدر لا يتركان للانسان خيارًا
كان يحمل في جيبه سلاحه الموثوق
يتفحصه بحذر
ويعيد تجميع أفكاره حول ما يجب عليه فعله.تدور في ذهنه ذكريات مظلمة،
من لحظات مؤلمة من ماضيه كقاتل مأجور. كان يعلم أن كل عملية يقودها تقترب به أكثر من الهاوية، لكن لم يكن لديه خيار. شعور بالضياع يتسلل إلى قلبه، لكن استعداده لمواجهة المخاطر كان هو القاعدة
نظر للأسفل
إلى الأمطار التي كانت تلطخ أحذيته، ثم صرخ في داخله: هل سأبقى أسيرًا لهذه الدائرة اللانهائية من العنف؟في الجهة الأخرى من المدينة،
كانت ليلى تسير تحت المطر، كل خطوة تخطوها تغمرها في مشاعر مختلطة. كانت تفكر في مستقبلها
في حلمها بأن تصبح فنانة، ترسم لوحات تعبر عن آمالها ومخاوفها. لكن الحياة كانت مليئة بالعقبات. كانت تشعر بالانزعاج من الطموحات التي لم تتحقق، والفجوات التي تركتها الذكريات.توقف المطر لثوانٍ، تاركًا ليلى في هدوءٍ نسبي
لكن سرعان ما عاد الصوت المكتوم من الأزقة القريبة ليشعرها بالقلق. كان هناك شيء غريب، وكأنما كان يدعوها للاستكشاف
كان الصوت مخيف مما جعل دقات قلبها تتسارع، لكنها شعرت بالفضول يجرها نحو تلك الأصوات.دخلت زقاق مظلم
اختبأت خلف عمود حديدي متهالك،
محاولة رؤية ما يحدث.لقد رأته،
كان يقف هناك بملامح جادة، يواجه رجلًا يبدو خطيرًا. تجمدت ليلى في مكانها
، خائفة من المناظر التي تراها و التي لم تكن تعرف عنها شيئًا. كان صوت المطر يتلاشى، بينما كانت حواسها تتقد، تدرك أن ما يحدث أمامها كان أكثر من مجرد شجار عابر.وبعد لحظات، انطلق صوت الرصاص كصوت انفجار صاعق
مجلجلاً في آذان ليلى
. رأت ليو وهو يضغط على الزناد، وفي ثانية واحدة، سقط الرجل على الأرض
و كان يشاهد سقوطه ببرود ، لكن عينيه كانتا تتأملان المكان من حوله.و في لحظة كانت نظراته تُبصر ليلى، التي وقفت تتأمل الموقف بفزع. صرخة مفاجئة انطلقت منها،
لا إراديًا، حتى بدت كأنما تستنجد بشيء ما.“ماذا تفعلين هنا؟” همس ليو، وصوته كان مليئًا بحدة جعلت ليلى ترتعب من نبرته
اقترب منها بخطوات ثابتة، وعينيه الزرقاوين تتأملانها. و بالاحرى تتأملان مظهرها الذي يجده غريبا و .....و جذابا !!بينما كان يقترب، حاولت ليلى أن تتراجع خطوة إلى الوراء
، لكن قدميها لم تستجيبا و كانت تتعثر بسبب طول عبائتها التي اتسخت بالوحل و ماء المطر
كانت عالقة بين الرعب والفضول.
في تلك اللحظة، كانت أمام خيارين: الهرب أو مواجهة المجهول.
لكن شيئًا ما في عيني ليو جذبها، كان مزيجًا من الحزن والغضب،
وكأنه يحمل بين طياته قصة لا يمكن أن تُروى بسهولة.“لا تقترب!”
صاحت، ولكن كلمتها كانت مجرد همسة مهتزة ضعيفة.
كانت تعرف أنها في خطر، لكنها شعرت بشيء غير عادي. لم يكن ليو مجرد قاتل؛
كان إنسانًا....
يحمل عبءًا كبيرًا.“لماذا تراقبينني؟”
سألها بصوت منخفض، لكن انفعاله كان واضحًا. لم تكن لديه نية لترك أي شاهد، لكن عينيه لم تستطع الهروب من ملامحها. كانت تجسّد الجمال البسيط، و كما سماه في عقله الباطني جمال غريب
لكنها في نفس الوقت كانت تمثل العجز أمام قسوة الحياة.لحظة تردد اجتاحت قلبه
، لكن سرعان ما طغى صوت الماضي على مشاعره. كان يعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك مكان لشخص مثل ليلى في عالمه المظلم في عقله، كان يجب أن يتخلص منها، ولكن هناك شيء في داخلها أعطاه لمحة من الأمل، أمل لم يعتد على رؤيته.انتهى الفصل هنا، تاركًا ليلى متجمدة في مكانها، وقلوب القراء تتسارع بفعل التوتر، وليو محاطًا بصراعات داخلية تدور حول ما يجب فعله.
---
أنت تقرأ
مـــــــابــيـن الـرصــاص و الـصـلـــوات Between bullets and prayers
Romance"حبٌ ولد في قلب الصراع... بين رصاص و صلوات. عندما يلتقي ، قاتل مأجور مطارد بظلال ماضيه الدموي، بـفتاة مسلمة تحمل بداخلها نوراً من الإيمان والأمل، يندلع حب مستحيل بينهما. لكن كيف يمكن لهذا الحب أن ينجو وسط رصاص الخيانة ومؤامرات المنظمة القاتلة؟ بين...