البارت الثامن 💛

61 7 5
                                    

استيقظ ليو في ساعة متأخرة من النهار  عابراً بحر عميق من نوم هادئ. حتى أفاقه الهاتف على الواقع. نظر إلى الشاشة، وارتفع القلق في صدره فور رؤيته لاسم سيرجي. رفع الهاتف ببطء، وسمع صوت سيرجي الغاضب يأمره بالحضور إلى المنظمة فوراً.

شعر ليو بالقلق، وتساءل بصوت خافت، "هل علم بما يحدث مع ليلى؟"
نهض وتحضر بسرعة، وغادر باتجاه المنظمة، محاولاً استجماع قوته ليكون متماسكاً أمام سيرجي.

في هذا الوقت، استيقظت ليلى بتفاؤل، وبعد حمام دافئ، أخذت ترتدي ملابسها وهي تسترجع اللحظات الدافئة التي عاشتها مع ليو وشقيقته، حيث كانت ترى كيف يتعامل ليو بلطف وحنان مع أخته.
شعرت بوجع خفيف وهي تتذكر أن كل ما يفعله هو مجرد مهمة، مجرد حماية لا أكثر. وقفت بصدمة أمام المرآة، وخاطبت نفسها بصوت مرتجف، "هل... هل أحببته؟"

أجابت نفسها سريعاً، "لا، لا، هذا هراء. إنه فقط يحميني، وأنا أقدّر ذلك. ولكن الحب؟ لا، هذا غير ممكن لعدة أسباب؛ أولها أنه من دين مختلف، وثانيها... أنه قاتل."

ازداد شعورها بالانزعاج من هذه الأفكار، فذهبت لتصلي، رافعة دعاءً لله بأن يجعل نهايتها خيراً وراحتها دائماً في كنفه.

أما ليو،
فقد وصل إلى مقر المنظمة، ودخل مكتب سيرجي، الذي بدا عليه الغضب بشكل واضح.
جلس ليو ببرود مصطنع يراقب سيرجي، منتظراً حديثه.
بدأ سيرجي بالحديث،
اتعرف ليعيش الناس بسلام يجب التخلص من كل "الخائنين في هذا العالم المقرف"
تمالك ليو نفسه رغم التوتر، لكنه لم يستطع منع ابتسامة ساخرة من الانزلاق على شفتيه، وهو يظن أن سيرجي قد كشف سره.

قاطعه سيرجي بتوبيخ غاضب: "عن ماذا تضحك؟ هل تظن أن الأمر مضحك؟" ردّ ليو بصوت بارد، "أنت من يعرف السبب. أخبرني، ماذا يحدث هنا؟"

واصل سيرجي كلامه بحنق، وأخبره عن عميل خان المنظمة وتعاون مع أعدائهم، مما أدى إلى كشف مكان شحنة سلاح كبيرة. "هذا الخائن يجب التخلص منه بأسرع وقت، وهذه مهمتك القادمة."

نظر سيرجي نحو ليو، الذي كان يبدو مصدوماً، فاتحاً فمه بدهشة وكأنه لم يستوعب الموقف. فقد كان ليو متأكداً أن سيرجي سيواجهه بأمر ليلى، ويجعله من عداد الموتى، وينتهي كل شيء. ولكن، حدث غير ذلك تماماً.

صرخ سيرجي بصوت عنيف: "إلى ماذا تنظر هكذا؟ ركّز معي!"

عاد ليو إلى هدوئه المعتاد، ذلك الهدوء الذي لطالما أزعج سيرجي، وقال ببرود: "اهدأ يا رجل، يوماً ما ستقتلك عصبيتك هذه." ولم يشعر إلا وملفاً يتوجه نحوه ويصدمه على وجهه.

ضحك ليو بشدة، مُحباً الطريقة التي يغضب بها سيرجي
بينما الأخير يحاول تهدئة نفسه بصعوبة، وقال له: "لن أموت إلا بسببك، يا ليونارد."

ثم استعاد ليو جديته وسأله، "ماذا تريد مني أن أفعل الآن؟"

أجابه سيرجي بنبرة هادئة متأنية، "أريدك أن تتخلص من هذا العميل الليلة في أحد الفنادق. وأريد معروفاً منك أيضاً."

مـــــــابــيـن الـرصــاص و الـصـلـــوات  Between bullets and prayers حيث تعيش القصص. اكتشف الآن