البارت التاسع عشر 🌲

27 2 2
                                    

في احد المباني الكبيرة و الفخمة وسط روسيا

دخل بخطوات ثابتة وهالة من البرود تحيط به، عينيه تلمعان بنظرات لا تقبل النقاش، بينما همس الموظفون بعضهم لبعض بإعجاب وخوف.

وقف ليو أمام باب المكتب الكبير
دفع الباب ببطء دون أن يطرق،
كما عادته

في الداخل،
كان رجل  يجلس خلف المكتب
عيناه تتابعان ليو باهتمام. ابتسم بسخرية وهو يقول:
"أوه، ليونارد فيدروف! شرف كبير لمكتبي، يا له من يوم لا يُنسى!"

جلس ليو على الكرسي أمام المكتب براحة تامة، يشعل سيجارته بنظرة ساخرة، ثم أجاب:
"يبدو أنك كنت تنتظر هذه اللحظة، فلاديمير."

ضحك فلاد بهدوء، لكنه لم يُخفِ غضبه الذي بدأ يتسلل إلى صوته:
"كيف لا أنتظر؟ عدوي القديم يدخل مكتبي وكأن شيئًا لم يكن بيننا."

أجاب ليو ببراءة مصطنعة:
"عدوك؟ هذه كلمة قاسية منك يا فلاد. ألم نكن يومًا... أصدقاء؟"

ضغط فلاد يده على سطح المكتب،
متمالكًا نفسه بصعوبة، بينما رغبته في إخراج سلاحه والتخلص من ليو كانت تتزايد.
لكن ليو استمر بإثارته بهدوء:
"أنا هنا لأطمئن عليك. أردت فقط التأكد أنك لا تزال تُهدر وقتك الثمين في محاولة الإطاحة بي وبالمنظمة."

نظر فلاد إليه بغيظ، ثم أجاب:
"وهل تتوقع مني أن أترككم؟"

ضحك ليو، وأطلق دخان السيجارة ببطء قائلاً:
"بالطبع لا. كنت أتمنى أن تحافظ على هذه الروح القتالية."

نفد صبر فلاد، فضرب سطح المكتب بيده قائلاً:
"ماذا تريد؟!"

تلاشت الابتسامة الساخرة من وجه ليو، وأجاب بجدية:
"سأساعدك على الإطاحة بالمنظمة. سأعطيك كل ما تحتاجه."

صُدم فلاد لدرجة أنه عجز عن الرد للحظات. أخيرًا، نطق بدهشة:
"ماذا؟!"

أعاد ليو إشعال سيجارته وقال بهدوء:
"مثلما سمعت. سأساعدك. لكن لدي شرط واحد."

اقترب فلاد منه، يجلس مقابله على حافة المكتب، عيناه تتمعنان في وجه ليو بحذر:
"ما هو شرطك؟"

"الحماية."

ضحك فلاد بقوة وكأن ليو قال شيئًا مضحكًا للغاية:
"ليونارد فيدروف، الرجل الذي لا يخاف شيئًا، يطلب حماية من وحدات التحقيق؟ هذه نكتة السنة!"

لكن ابتسامة فلاد اختفت عندما أكمل ليو ببرود:
"الحماية ليست لي."

ارتبك فلاد، ولم يرد لثوانٍ، ثم سأل:
"ما الذي يدفعك للمخاطرة هكذا؟"

"لا شيء يدفعني، فلاد. لكن إذا كنت تظن أنني أخشى الموت، فأنت مخطئ. بالنسبة لي، الحياة والموت وجهان لعملة واحدة."

"اذن تعترف انك عضو من تلك المنظمة !"قالها فلاد بخبث
لليو الذي صدمه  بجوابه "لم انكر أبدا انني عضو في المنظمة و انت تعرف ذلك منذ الازل "

مـــــــابــيـن الـرصــاص و الـصـلـــوات  Between bullets and prayers حيث تعيش القصص. اكتشف الآن