كانت الأيام تمر بطيئة وثقيلة في الفيلا،
مليئة بالصمت الذي يثقل كاهل الجميع. ليلى كانت تقضي معظم وقتها في الحديقة، حيث تجلس تحت ظل الأشجار، مستمتعة بالهواء العليل، لكن فكرها كان دائماً شاردًا. كانت تتساءل عن والدها،
و هل ستجده يومًا؟
وهل سيتقبلها بعد كل هذه السنوات؟"ماذا لو لم يتطلقوا؟" همست لنفسها، تحاول أن تتخيل حياة أخرى، حياة مليئة بالدفء والحنان. "كانت ستكون حياتي رائعة"، لكنها سرعان ما استغفرت ربها، حمدت الله على كل شيء. كانت تعلم أن الله سبحانه وتعالى له حكمة في كل شيء، وأنه سيجعل حياتها سعيدة، مهما طال الزمن.
في مكان آخر،
كان ليو يقود سيارته بهدوء، ينظر إلى الطريق أمامه لكنه لم يكن هناك تمامًا. كان ذهنه مشغولاً بشيء آخر. تذكر الكتاب الذي وقع في حبه مؤخرًا، كيف أصبح مهووسًا بحكاياته، يقضي الليل في قراءته. كان مستغربًا من تأثير الكتاب عليه، كيف جعلته يشكك في أشياء كثيرة ويعيد التفكير في قراراته.وصل ليو إلى وجهته، مبنى قديم في حي بعيد. دخل المكان ورأى ديميتري عند النافذة يقرأ كتابًا، كما لو كان ينتظره. جلس ليو بفوضوية على الكرسي المقابل، ورفع نظراته نحو ديميتري الذي ابتسم ضاحكًا: "لم أرك تدخل."
نطق ليو بسخرية معتادة: "هل كان يجب أن أطرق الباب؟"
قهقه ديميتري وقال: "لا، اعتبره مكتبك. بالمناسبة، ما رأيك أن نغير اسمك إلى ديميتري؟"
ضحك ليو وقال بهدوء: "كيف حالك يا صديقي؟"
"صديقك؟!" قال ديميتري بصدمة مصطنعة، "جيد أنك تذكرت أن لديك صديقًا!"
نهض ليو واقترب من ديميتري الذي كان واقفًا عند النافذة يدخن سيجارة.
قال بضحك: "كيف أنساك وأنت من حبستني في القبو لأسبوع كامل؟"ضحك ديميتري بقوة، مستذكرًا تلك الأيام، ثم قال: "كانت أسعد أيام حياتي."
ضربه ليو بمزاح، ثم جلسا معًا. "أنا آسف يا صديقي، لكنني مشغول جدًا هذه الأيام."
"مهمة جديدة؟" سأل ديميتري.
هز ليو رأسه بغموض. "لا، ليس بالضبط."
تردد قليلاً قبل أن يبدأ في سرد قصة ليلى، كيف وجدها، وكيف يشعر بمسؤولية كبيرة تجاهها.
أخبر ديميتري عن خطته لتهريبها بعيدًا عن أعين المنظمة.ديميتري نظر إليه بصدمة، فاغرًا فاه، قبل أن يصرخ: "ماذا تقول؟! هل أنت ليونارد فيدروف حقًا؟ أم أنك مستنسخ صيني؟!"
ثم وضع يده على جبين ليو وكأنه يفحص حرارته. "هل أصبت بالحمى؟"
أبعد ليو يده بهدوء وقال: "أنا جاد."
"متى أصبحت تخالف أوامر سيرجي؟" سأل ديميتري بجدية.
"لطالما خالفت أوامره، ولكن هذه المرة... الأمر مختلف. لن أسمح بروح بريئة أن تُزهق بسببي."
أنت تقرأ
مـــــــابــيـن الـرصــاص و الـصـلـــوات Between bullets and prayers
Romance"حبٌ ولد في قلب الصراع... بين رصاص و صلوات. عندما يلتقي ، قاتل مأجور مطارد بظلال ماضيه الدموي، بـفتاة مسلمة تحمل بداخلها نوراً من الإيمان والأمل، يندلع حب مستحيل بينهما. لكن كيف يمكن لهذا الحب أن ينجو وسط رصاص الخيانة ومؤامرات المنظمة القاتلة؟ بين...