مَكتبة

284 27 21
                                    

مَنْ عزّ بالأقوامِ ذلّ بذلِهم
وَمن عزّ بالرَحْمٰنِ ظلّ عزيزًا























في ممرات مطار النجف التي لطالما كانت شاهدةٍ على تفاصيل يومية، يسير بخطوات ثابتة،كما اعتاد بملامحه الجدية كان يُثير في نفوس زملائه رهبة واحتراماً في آن واحد لكن خلف تلك الملامح الصارمة، كانت هناك أفكارٌ تتشابك، وأسئلة عن الفساد الذي تسلل إلى كل زاوية من زوايا المطار

ومع اقتراب زميلهِ كريم،من حجرة الضباط  وقد بدا عليه التردد قبل أن يبدأ الحديث



"همزين اجيت اگعد عندي حچي لازم أگوله بس ما أدري إذا لازم نحچي هسه"




"گول كريم، شكو؟"
تكلم بنبرة من الجدية يستقيم بعدها ناحية ابريق الشاي الذي استقر على طبلية في احدى زوايا غرفة الضباط يسكب لنفسه كوباً من الشاي معاود النظر الى المعني




نظر كريم حوله وكأنه يتحسس إن كان هناك من يسمع، ثم اقترب أكثر وسأل بهمس  منخفض " انته تعرف شكو بالمطار؟... شغلات تروح وتجي... ناس ساكتين، وأنا مو مرتاح لهالوضع"



"شنو اللي مو مرتاحله؟ احچي صريح"

رفع فضل حاجبه وأخذ نفساً عميقًا قبل أن يرد وكأن الكلمات تثقل عليه من سيرة باتت مملة بالنسبة لهُ




"التهريب،المخدرات، جماعة نصير وعباس.. الريحة صارت فوگ والكل تدري، وعايفين السالفة تمشي طبيعي " اكمل كريم يشرح بنفور للآخر عن عمليات التهريب التي اصبحت جزء معتاد من هذه البقعة



دري"
تكلم فضل بعد صمتً استمر لثواني نتج عن نظرة مطوله لصفراويته المنطفئة التي عكست صراعاً داخلياً كونهُ كان يعلم تماماً ما يحدث، لكنه لم يبتغي الانخراط في مستنقع الفساد هذا

" مرات السكوت مو خوف السكوت تفكير، تدري إذا فتحت حلگي هسه شنو اللي يصير؟"بمحاولة شرح باردة وعلى ذات الوتيرة من الجدية اكمل فضل يشرح وجهة نظرة بحذر تام





"زين واذا بقينا ساكتين شلون نگدر نمشي بهاي الخيسة بسلام؟"برر كريم بنفور يشيح وجهه من الاخر ساحباً سيجارةً من علبته بنفرزة واضحة طغت على محياه



"هذوله مو ناس عادية اللي وراهم مو ناس نگدر نلعب وياهم حتى الدولة ماتگدرلهم وأنت تعرفني زين،مو من النوع اللي يخاف بس مو أعمى أنت تحچي واني أشوف ولازم نفكر بمنطق"همس فضل برتابة يناظر الآخر بقلق كونه يعلم بتهور صديقهُ وتذمره بشأن واقع عملهم المرير

آصفهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن