هاتُوا فُؤادًا لا يُحسُّ بِما جرى
هاتوا عُيُونًا لا يُؤرِّقها السَّهَر
كان مستلقياً على سريره، عينيه مثبتة نحو السقف، تعلقت حدقيته بشبكات العناكب الصغيرة التي استحوذت على زواياه، يحاول عبثاً تذكر آخر مرة شعر فيها بالهدوء الداخلي باتت الأيام رتيبة للغايه،كل شيء يبدو مشوشاً في ذهنه، غارقاً في أفكاره، قطع رنين هاتفه الجو الثقيل الذي غلف الحجرة نظر نحو الشاشة، كان أسم المعني يملئ شاشته تنهد ببطيء والتقط هاتفه بضجر
"هلا علي"رد صفاء بشرود لازالت انظاره مُثبتة على سقف حجرته الرتيبة
"بويه عاش من سمع صوتك صارلك چم يوم ما بينت والدكاترة كلها تسأل عليك"صدح صوت المعني مغلفاً بالقلق من اختفاء الآخر المريب، يباشر بنثر أسئلته العفوية واحداً تلو الآخر
"شويه تعبان گلت ارتاح من لغوه الدوام هل اليومين"تنهّد صفاء وأجابه بعدم اكتراث يستمع لقهقه خفيفه من الآخر الذي رد بأستعجال
"زين بس مو عذر هذا ما متعود عليك تغيب من دون ما تحچي طبلي بالنظيف شصاير وياك؟"كان صوت علي جاداً غدت كلمات الآخر تخفي شيئاً آخر، يستمر يتسائل بطفيف فضول، يلاقي تنهد هادئ من المعني
"ماكو شي والله بس گتلك تعبان شويه"ابتلع ريقة بهدوء للحظة، ثم نبس بصوت خافت، يدعك عينيه من هدوء حل على الآخر
"انه آسف حطيتك بهيچ موقف ما چان قصدي تتورط شي"تأسف علي بصوت رتيب يقطع الصمت لثواني، علي من ناحية آخرى أحس بشعور الذنب كونه جر الآخر لطريق اعوج وتسبب له بمشكلة مع عائلة غدت متحفظة نوعاً ما
"ما صار شي مو صوچك انه الي ردت أروح وياك"علق صفاء بتبسم خافت يشرح للمعني بثقه اذ حس لا داعي للتأسف كونه هو اللي اختار الذهاب بارادته
"شرايك نطلع نغير جو ادري نفسيتك زاربه هسه"قالها علي بنبرة تهكمية، يعرض على الآخر الخروج معاً ملاقي همهمه ساخره من المعني الذي صمت لثواني يعض باطن خده بتردد
"خوش انتظرك"تردّد صفاء للحظة ثم اردف بهدوء، ينهي الاتصال، يجلس للحظات في مكانه، ينظر إلى الفراغ كان يشعر بأن شيئاً ثقيلًا يجثم على صدره، يستقيم بعدها نحو الحمام، شعر بالماء الدافئ ينساب على جسده، وكأن كل قطرة كانت تحاول محو جزء من ثقل تلك الليلة