مَعبـدْ العِشق

302 23 16
                                    


فَلِي بهِ عَينٌ مَجوسِيَّةٌ
تَعبدُ مِن وَجنَتِهِ نَارا



































لم يستطع كبحَ نفسه عن مراقبته الواقف، طريقته في الكلام وحتى طريقة إمساكه بالهاتف كل شيء فيه كان مستحوذاً عليه بطريقة لا يدرك تفسيرها، لكنه سرعان ما أدار بصره ناحية الأرض ليكسر هذا الصمت الذي بدا ثقيلاً على صدره دنى تقي نحوه مرة أخرى، جلس على الكرسي المقابل له وابتسم بخفة




"تشرب شي؟" تسائل تقي بطرف إبتسامة يضع بعدها هاتفه على الطبلية يعاود النظر الى الأصغر الذي اكتفى برد خافت يهز رأسه بأيجاب





"حسون جيبلنا چايين هنانه" تقي التفت بسرعة نحو الباب و بصوت جهوري شبه مرتفع، لم تمضِ لحظات حتى دنى حسن بائع الشاي، الشاب الذي تصبغت ملامحه بسمار الشمس، كان يعمل بائعاً متجولاً داخل السوق، دنى نحو المحل يحمل صينيتهُ الصغيرة حملت استكانات الشاي المغطاة بالبخار وضع الصينية أمام تقي وأصفهان بابتسامة خفيفة






"تفضل وهذا هذا أحلى چاي من إيدين حسون" تكلم تقي وهو يرفع الاستكانة ويضعها أمام الأصغر الذي ألتقط الاستكانة بحذر، يده تهتز بشكل طفيف من أثر التوتر الذي كان يحاول قمعه طوال الجلسة أخذ رشفة من الشاي كان حاراً لكنه منح

إحساساً بالراحة حاول أن يركز على حرارة الشاي والنكهة العميقة فيه، رفع عينيه سريعا نحو الجالس على الكرسي الخشبي المتين، مستنداً برأسه قليلاً إلى الوراء بينما كانت الأستكانة بين يديه يحتسي الشاي ببطء، مما أظهر عناية خاصة في تلك اللحظة كان البخار يتصاعد من الشاي، متلاعباً بأطراف أنفه، حاملاً رائحة الهيل التي تعكس جزءاً من ثقافة مدينتهم





"شرايك بالچاي بعده نفس الطعم؟" تسائل تقي بنبره هادئة، وكأنه يحاول كسر السكون، يحرك الأستكان برفق، ثم أماله نحو شفتيه، ليشرب رشفات صغيرة، بدت عسليتاه تتأمل الأصغر، بينما أطراف أصابعه، الممتلئة بخطوط الزمن، تتلاعب بحافة الأستكان بحركة دائرية




"كلش طيب مثل كل مرة" قالها أصفهان يبتسم بلطف يهم بارتشاف الشاي برتابه يلتمح شبح ابتسامة لطيفة ارتسمت على وجه الأكبر من جوابه

دوى عقبها صوت آذان الظهر من مرقد الأمير، أوقف أصفهان قدح الشاي الذي كان يحمله بيده، يلتفت نحو الأكبر الذي كان ينظر إلى السماء، يستمع لصوت الأذان وكأنه يدعوه للدخول في روحانية اللحظة

آصفهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن