الفصل 7: خيانة بالقصر الملكي

18 2 17
                                    


"هل تشعر بالتوتر؟" سألني بصوته العميق، بينما ألقت قامته الظلّ الطويل عليّ، يغمرني بوجوده القويّ. وكعادتي، كنت أسير خلفه، لا يفصل بيننا سوى بضع خطوات. هو ذاك الكيان الغامض الذي تنتهي عنده خيوط المؤامرة، ومجرد التفكير في كمّ المعرفة التي يحتفظ بها يُشعرني برهبة خفيّة. ومع ذلك، فإن وجودي بجانبه يمنحني إحساسًا عميقًا بالأمان، كما لو كان والدًا يعزّيني.

كنا اثنين فقط، في هذا القطاع النائي الذي نادرًا ما تطأه الأقدام؛ حيث تمتدّ أمامنا مساحة شاسعة من الظلام، تنتهي عند جدار معدني ثقيل يشبه بوابةً موصدة. كان هدير المحركات أعلى هنا، يتردد صداه في الأرجاء كنداء يذكّرني بما فقدته. وبينما تأملت هذا الفراغ، تدافعت الذكريات في ذهني، فأعادتني إلى الحادث الذي أخذ دانييل ولورا. كان عجزًا يسحقني، لأني تخلّيت عن اثنين من إخوتي في سبيل هدف اعتدت تبريره بمصلحة العامة.

ترددت حينها، وقلت لنفسي: "التضحية بالأقلية من أجل الأغلبية قانونٌ بديهي، لكن ماذا لو كانت تلك الأقلية جزءًا مني، من دمي؟" كان دانييل يؤمن بي، حتى اللحظة الأخيرة عندما صاح بي: "أغلق الباب". لم تكن مجرد كلمات، بل نظرة ثقة، كأنه يقول لي إنه واثق بعودتي. لكني أغلقت الباب، وأسدلت الستار على أمله الأخير. دانييل كان البطل، أما أنا فلا. لماذا أنا الباقي، وأنا الذي لا يمتلك بريق موهبة دانييل، بينما هو سقط؟ لا أزال أحمل عبء البقاء، وأجد نفسي عاجزًا حتى عن النوم.

وها أنا الآن، أقف بجانبه، هذا الرجل الذي اكتشفت مؤخرًا أنه والدي. نظر إليّ بتمعن وقال "هذا يومك الأول في الخارج، لكن بعيدا عن الرسميات، أتساءل ما سيكون انطباعك عن العالم الخارجي، شون".

مع صدى صفّارة التحذير، بدأت الكتل المعدنية الثقيلة تتحرك ببطء، كأنها تفتح أبوابًا لعالم آخر. تسللت ريح حادة من خلالها، فغمرني الهواء الغريب. بالكاد استطعت الوقوف وفتح عيني، حتى رأيت السماء للمرة الأولى؛ سماء خالية من أي نور، مجرد غيوم كثيفة أشبه برماد يطفو. مددت يدي محاولًا لمسها، لكنني لم أتمكن من الوصول.

سألني "ما رأيك؟". أجبته بصدق "طوال حياتي عشت تحت سقف، وها أنت تستبدله بسقف آخر، أكبر حجما. لا شيء مدهش في الأمر".

ضحك بصوت مدوٍّ، وبحركة خاطفة، جذبني من جانبي وركض بي نحو البوابة العظيمة. كنا على ارتفاع ثلاثة كيلومترات فوق سطح الأرض. تخيَّل ذلك! لم تكن هناك مناطيد أو مركبات طائرة؛ كانت الوسيلة الوحيدة هي الاعتماد على قدرات كونور، وثقته تلك تثير في داخلك شكوكًا حول سلامة عقله.

اثنان يقفزان من ارتفاع ثلاثة كيلومترات عن سطح مركبة مسرعة، في سقوط حرٍّ يكاد يولّد طاقة انفجار. الهواء استمر بصفعي بقوة، لكن قبضته المطبقة على ذراعي منحتني بعض الطمأنينة. اخترقنا السحب، متجهين نحو الأرض، بينما أطلت النظر إلى السماء العظيمة فوقي، لأدرك عمق هذا العالم من تحتي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Shadow Trainحيث تعيش القصص. اكتشف الآن