الحلم الثاني.. !

11 2 0
                                    

جاك: كم كان سهلاً التلاعب بي كم كان بسيطاً عليكَ أنْ تداعبَ مشاعري الفياضة ، ذراعيكَ كانو بيتي ، بيتي الثاني.. الأول حظيت به مع جدتي  .. والثاني بين أحضانكَ يا روحِ.. ولكن الآن لستُ انا فقط من ضاعَ حلمه! "بل أحلام هذه المدينة جميعها تحطمت"..
المدينة كلها تحطمت.. وكأن الله يخبرنا شيئاً عظيماً ..
لاس فيغاس الجديدة أصبحت تتقيئ البشر المجانين والدخان والحرائق وأصبحت تبكي دماءاً كثير..
............................................................................
وصل جاك إلى منزل أرسس:
_ أرسس ؟ أرسس ؟
إستيقظ أرسس بسرعة من ما جعل عيناه تتوقف عملياً لمدة ثواني:
_ من هناك.؟
كان يتكلم جاك وهو يلهث ويتعرق:
_ هيا هيا أنهض .. أنهض..!!!
_ اا-ماذا هنالك؟
صرخ جاك في وجهه وهو يلفظ من بين صف أسنانه:
_ لا تسأل لا تسأل .. تحرك هيااااااااااااااا... هياا....... هياااا..
حرك أرسس وجهه:
_ حسناً حسناً..
إذهب إلى المنطقة الجنوبية في آخر الوادي بسرعة .. قال جاك..
_ ل-لماذا.؟
صرخ جاك مرة أخرى من ما جعل صوت جاك يتوقف عن العلو:
_ أنجو بحياتك فحسب..
تمتم جاك يقول:
_ أسمع عليّ الذهاب إلى المنزل سأجمع بعض الأوراق التي تهمني من أجل الجامعة..
     وهل تعتقد أنه سيبقى جامعة بعد ذلك ياجاك؟
............................................................................
      ما أصعب أن تفقد موطنكَ الكريم.. الذي ترعرت
   به ما أبشع أن تموت به دون تضحيات دون مبادرات
  وكنتَ بأرض مليئة بالمشاعر والعاطفة..تحب هوائها           وتعشق   أرضها .. وتعشق كل شيئ عن كل شيئ ..
جاك: لقد أخطأت الأختيار.. بِ بكل شيئ بأرضي..    وبأحبائي وبكل من عرفته بحياتي.. ولكن سأبقى أقاوم حتى أنال جزاة ما أخترت.. ولمَ أنا؟..لم أكن انا من أختار حياتي.. ولا والداي الذي لم أراهم حتى الآن.. ولا أحد .. فهذا القدر هذا هو قدري بأميركا.. وفي لاس                             فيغاس تحديداً ..
............................................................................
الكاتبة : تعيش دور من التضحية فتتعلم الكثير.. تريد الموت ولكن هنالك من تنتظره وهنالك من تحلم من أجله.. ولكن.. ولكن عندما تنحصر بين واقعك وماضيك.. ومستقبلك.. والآن.. تتناثر أحلامك.. مكونة لك ذكرى..   وذكرى لا تنفعكَ.. أبداً.. ونهائياً.. دون     جدوى.. ؟؟... فعلياً
..
قانون أرسس الآن .. _ "أنقذ روحك"
في هذه المواقف ليس عليكَ التعامل بلطف او بإحترام..
فقط أنقذ نفسك.. لانها حياتك وليست حياة الآخرين الذين لا يريدون لك الخير..
ولكن قانون جاك الآن مختلف تماماً عن ما يدور في رأس أرسس تماماً:
انا على علم بأن ليس جميع الناس الذين حولك يتمنو لك الخير.. ولكن على الأقل إنقاذ روح تطلب المساعدة .. فليس كل الكوكب أوغاد ولا يستحقون المساعدة .. بل هنالك من يمتلك قلباً أطيب من السكر.. ولهذا السبب انا أحارب وأقاوم ولا أريد الهزيمة أمام .. هذه الفاجعة.. او المجذرة.. وكأنها الحرب العالمية الثالثة.. وستغزوها الرابعة قريباً ..
............................................................................
               ..إنتشر المرض بقسوةً كبيرة..
خلال ساعات فقط .. وخلال تلك الساعات .. بدت مدينة لاس فيغاس كعجوز أشبه بالأموات.. لا تقاوم أحد ولا تفعل شيئ سوى إخراج من أمعائها أشخاص               مجانين على هيئة بشر فقط.. فقط..
....
كاد جاك ان يصل إلى منزله إلى أن أوقفه أمراً ما ..
رجلٌ طويل القامة عريض الأكتاف أصلع الرأس مفتول العضلات ويبدو في هذا الليل العصيب يرتدي رداء رسمي أسود اللون..
_ هيا عرف عن نفسكَ؟
جفل جاك في وجه أحد رجال نيكس فهو يعرفهم جداً
أدرك جاك ان نيكس جاء لطلبه ولم يجده .. فبحركة بهلوانية لا يدري من أين تعلمها دفع الحارس الأمني وركض مغيّر مساره تماماً  ....
صرخ الرجل الذي دفعه جاك:
_ أمسكوه.. أنه الوغد جاك!!!
من حالة السكون إلى حالة النيران.. تتلفت رجال نيكس فور سماعهم الخبر .. ثلاثة رجال لحقت به ركضاً والبقية ركبو الدرجات النارية بغية الوصول بسرعة..
حالة جاك تسوء جداً أصبح كالمجانين الموجودين هنا تماماً يركض ولا ينظر إلى الخلف لقد نسى حتى إلى أين ذاهب ولقد نسى من ينتظره هناك.. يركض بغية الوصول إلى شيئ ما .. حتى هو لا يعرفه..
نزل نيكس من الطابق العلوي إلى الطابق الأرضي ليتفاجأ بخلو المكان.. لم يجد حراسه الأمن.. كاد أن يجن من سيحميه الآن.. والجنون يقتحم المكان.. من؟ ..
تعثرت خطى جاك وهو يركض فوقع أرضاً وهو يسعل بشدة ضاقت على صدره ، توقفت الدراجات النارية عند أقدام جاك الملقية على طولها وهو لا يعي شيئ الآن يشعر بالدوار وخنقة الصدر فقط .. تقدم أحد الرجال قائلاً:
_ أحملوه وأتجهو به إلى المنطقة الجنوبية التي يسعها وادي المنطقة وأدخلوه المستودع الكبير .. والباقي دعونا نتجه إلى السيد نيكس عله يتفقدنا ولا يرانا..
رغم تشوش جاك ووجع صدره سمع كل ما كان يقال هو عرف تماماً ان كل الأشخاص الذين لم يصابو ومازالو طبيعين يتواجدون في الوادي وهذا يخيفه أكثر..
تساعدو رجال نيكس بحمله من أقدامه حتى كتفه ورأسه.. يمثل الأغماء وكان ناجحاً فعلاً وضعوه على الدراجة وجلس آخر يسوقها ولكن بصعوبة كبيرة فقد وضع جاك في المقدمة وجعله يتلصق جيداً في المقعد وجلس بعده يقبض قبضات الدراجة النارية ومازال جاك مغمى عليه بحركة تمثيلية رائعة كان يفتح عينه ويغلق الأخرى ولكن بطريقة لا تجعل رجل نيكس ان يشك في أمره ولكن كانت المناظر تبدو له أكثر ضباباً وتشويشاً..
الشوارع مدمرة تماماً ولا تنار بأي مصباح.. ولكن ضوء القمر جعل الشوارع تتهماس الأضواء من شدة ضوء القمر الخافت .. واخيراً وصلا إلى المنطقة الجنوبية ..
         .. فتح جاك عيناه بغية وضوح الصورة..
                   صرخ جاك بضحكةً لّعينة:
                       ها فلقد وصلنا..؟!
     قبل أن يستوعب رجل نيكس تحرك جاك قافزاً من
  فوق الدراجة النارية إلى أعشاب الوادي .. وذلك الرجل
      بقي مستقر على الدراجة بسبب عدم قدرته على   
           ..السيطرة فأخيراً أصطدم بأحد الأعمدة..
              ..وهذا هو هدف جاك موت الرجل ..
مازال يتدحرج على العشب وهو مغمض العينين مغمى عليه ينزف الدم من جميع أنحاء جسده شعره يتطاير مع شدة تدحرجه تتعالق الأشواك على خدوده.. يصطدم      بأخشاب قاسية تعيق جسده فتجرحه فعلياً .. .... .... ..
تنبذ ريندي في وسط المجموعة التي تجلس معها:
_ لقد تأخر تأخر .. لقد أخبرتموني أنه سوف يعود بسرعة..!
تنهمر الدموع على وجه آلكس جاعلة منه يتكأ على ركبتيه برأسه ويكوه انحاء جسده المكشوف من شدة قساوة الجو في هذا الوادي ..
وصل أحداً من بعيد يركض بسرعة كبيرة من ما يجعل منه ظلاً كبيراً وأيادي تتراوح يميناً ويساراً .. ظنه الجميع بأنه مجنون لقد أقتحم المكان وسيصبح من بعده الجميع هنا مجانين .. صرخ أبَ آلكس بشفهتان ترجف وأيدي تشير إلى شاكلة الذي يركض هناك:
_ أنجو .. أهربو أنه أحد المجانيننن!!
رفع آلكس رأسه ليتضح له أن هنالك فعلاً من يركض يحمل اخته لاسي ويركض بها بهلع شديد يغطي رأسها بصدره ويحمي ظهرها بكفه العريض ، بكائها الشديد أنفاسها السريعة تلفح آلكس من عنقه فيرتعش برداً وقلقاً .. وصل الراكض المكان ويبدو له أن من كان هنا ورحل منذ دقائق فسار إلى الأمام فقط ..
تدور لاسي هنا وهناك تتمشى وتقطع العشب بيديها
_ لاسي تعالِ إلى هنا عله أن يصيبكِ مكروه ( نبذ آلكس بنبرة جدية وحادة)
لاسي لم تكترث له وبقيت تمشي بدوائر وهمية تصنعها بأقدامها الصغيرة ..
صرخ آلكس ينادي لاسي بتشتت:
ل-لاسي لقد إبتعدتي كثيراً..
خبأ ظل لاسي شخصاً ما طويل القامة وعريض الجسد تقدم فأصطدم بها هو لم يرها من شدة ضعرها ونعومتها وقصرها..
همس _ اوه ماهذا الآن..؟
تسمع لاسي مايقوله هذا الغريب .. او غريب الأطوار..
فتتراجع بخطواتها الصغرى وتقع على ظهرها قاصدة البكاء .. هي تصرخ وتبكي .. بينما آلكس إلتفت لها ورأى ما رأه ..
كان أرسس يجثو على ركبتيه ويرمق تلك الفتاة التي تبكِ يحاول مساعدتها للنهوض ولكنها تحاول في كل مرة أبعاد يداه عنها .. همس بلطف معها وهو يداعب شعرها..
_ أهدأي صغيرتي سآخذك لوالديكِ..
أجابته بأحرفها المتلعثمة الخائفة:
_ إبتعد عني انت مجنون!
نبذ متدارك الموقف:
_ صدقيني لم أصاب .. انا طبيعي..
بعد وصول آلكس ومدة  تإخيره كانت إرتداء سترة والدته من إجل عدم لمس المجنون أطراف يده..
وصل صارخاً به بغضب طفيح:
_ طبيعي؟؟
إنتشل لاسي من بين يديه وهو يتفحصها ويتطمأن عليها وهو يتراجع بخطواته إلى الخلف وهو ينظر إلى أرسس الذي أعتقده الجميع بأنه مجنون..
أومأت لاسي برأسها _ نعم لقد أخبرني ذلك هو لم يجن حتى الآن..
رفع أرسس ركبتيه عن الأرض وعدل ثيابه متسائلاً في وجه آلكس:
_ أولم يكن جاك الذي أسترسلكم إلى هنا؟
بحلق آلكس إلى مايسمعه.. ينبض قلبه بعنف من ما جعل منه ينزل أخته ارضاً ويتنفس بصعوبة كبيرة ويرتعد جسده برداً ودفئا وحرارة..
نبس بأحرف خرجت من صدره ولم تخرج من فمه:
_ ج-جاك أرس-أرسلك إلى هنا أيضاً؟
هز أرسس برأسه إيجاباً لهذا ..  _ أجل حصل..
تقدم آلكس إلى وجه أرسس ومسك ثيابه بطريقة التهديد او البداية بعراك فنظراته تشعل نيران وأنيابه ترى وعروقه تخرج وكأنها تريد الأنفجار:
_ ماذا فعلتَ بهِ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
قطب أرسس حاحبيه وأنتفض بغية أبعاد ايدي ذلك المجنون عنه:
_ جاك؟ ماذا سأفعل به ؟ أيها الوغد ..
استرخت ملامح آلكس وفجأة أطرحه أرضاً قائلاً:
_ أذا وغد؟
صرخ أرسس نحوه وعيناه تملوها الدموع:
_ انت الآن تسأل عن شخص واحد بينما الجميع هنا يموت ..أنظر..! أنظر إلى حولك جميعهم لديه عائلة تنتظره جميعهم لا ذنب له.. الدنيا تحترق.. تحترق يا رجل..
نزع أرسس يدا آلكس بعد رؤيتة أنه مصر على خنقه..
دفعه أرضاً ودلك صدره يستنشق بعض الهواء الرطب..
.........
بعد سقوطه هكذا من المؤكد أنه لن يعد يستطيع القيام أبداً .. ولكنه فعل .. فعل ذلك البطل بعد إستقراره على اسياخ حديد متشابكة مع بعضها البعض كسراج المنطقة العسكرية.. حاول الوقوف .. ووقف!.. وما إن وقف فقد توازنه مجدداً ورميَ على الأرض تدور عيناه دون فهم اي شيئ حوله فقط يشعر بالكثير من الآلام..
..
                   في ذلك الوادي الحزين:
    يشهق أرسس بعد أنكباته للبكاء.. " لقد خسرتُ والدتي ولقد توفيت بطريقة بشعة.. وعدت سنين دراستي وفشلتُ في العمل .. وها أنا الآن لم اجني شيئاً.. لقد..لقد مات من كان يصبرني على مرّ هذه   الدنيا.. لقد إرتحل.. أرتحل..! آه ياربي آه...... .... ..
      حرك آلكس رأسه يسأله بأعين متصالبة:
               ..هل توفيت بهذا المرض؟..
          جفل أرسس ينطق بصعوبة من حلقه:
           الم يكن أنتشار المرض منذ ساعات؟
                       هز برأسه إيجاباً..
           " اذا كيف ستموت به ايها الثخين؟"
      حرك آلكس رأسه بملل يقول بملامح مستائة:
       " لا أعلم ، لا أعلم انت قلتَ توفيت ببشاعة..
              "لا أقصد المرض .. أقصد جاك..!
كل ماذكر اسم جاك او شيئ ما يخصه أمام آلكس يشعر بإنتفاضه في جسده يرتعش وينبض بسرعة وتترجف يداه وتترواح حرارة جسده ما بين البارد    والحامي .. جفل به وهو يفتح ثغره بصدمة تلقاها:
_ وما علاقة جاك؟
ضحكَ أرسس مع دموع تخالط ضحكاته يريد السرد له..
وفجأة يسمع صوت صراخ أم آلكس السيدة يون ..
يتلفت آلكس إلى الخلف يركض دون أن يعرف أتجاه الصوت فغالباً المجموعة الذي كانت هنا بدأت بالهروب والركض ..  يصرخ هو بأنفاس هائجة:
_ أمي؟؟ اين انتِ؟؟
_ ابي؟؟
_ لاسي لاسي .. يون؟ امي؟؟
يلتفت ويضيع ويقول إلاهي اين انتم؟؟ دماغه مشوش تماماً تتقطع المشاهد حوله وكأن الحياة توقفت تماماً..
عند نيكس الوغد:
يصرخ وتتعالى أصواته ويشير بيديه ويركل الكراسي بقدمه:
_ أين هو ألم تقولو أمسكتوه؟
يستيقم أحد رجاله على جزعه ناطق:
_ س-سيدي كلمته منذ ساعات وكان آخر شيئ يقوله لي أنه لقد وصل المنطقة الجنوبية وكاد أن يتخطاها.
أشار بيديه أخرى:
_ تواصلو معه الآن..!
بينما أحد رجاله يتصل بالمعني..يدخل أحد رجاله أيضاً بتلهج وقلق يبان على وجه يقول:
_ سيدي لقد نُشِطت لاس فيغاس بالجيش الأمريكي ويتجابهون مع المصابين بغية القضاء عليهم..
يغمض نيكس عيناه ويأخذ نفس عميق " فليحترقو..يحترقوو.. ويصنعون المجاذر لا مانع.. أريد ذاك الوغد الآن.."
يغلق هاتفه الآن.
_ سيدي الجهاز خارج الخدمة!
يضرب نيكس على الطاولة من ما جعل الأغراض تتطاير تارة يمني وتارة يسار ويثرثر دون وضوح أحرفه:
_ هاااعع اللعنة كيف يجرؤ على هذا؟!!
ينبذ مرةً أخرى:
_ أين قلتَ لي كان في آخر إتصال لكم.؟
_ في المنطقة الجنوبية سيدة.
_ أذاً طوفو هناك ولا تعودو الا اياه وان لم تعودو معه أعدمو أنفسكم بأنفسكم . لست مضطر على فعل هذا بنفسي..
تقف مجموعة رجاله تلقي التحية الرسمية عليه وتنطلق فعلياً للبدأ بمهمتها الآن..
عند ذلك البطل >>
لا يزال جاك ذات الجسد الهامد على الأرض لا يتحرك منذ ساعات ، هم في القيام مرة ولكنه وقع.. ومن بعد هذه المحاولة ، لم يعد يتحرك.. يجسده متكسر حقاً فمن يقوم نفسه إلى هذه الفعلة فمن المؤكد أنه سيموت.. ولكن جاك كان كروح في مكان وجسد في مكان آخر.. يريد النهوض!! يراوده هذه الشعور ولكن يشعر بأن جسده مشلول تماماً .. فهو يتذكر جيداً من ينتظره لتأمين الطريق.. فهو تولى الأمر .. صاحٍ بعيون لا تتحرك ولا ترمش وبجسد غير قادر على الحركة تماماً من الممكن أعشاب هذا الوادي ساعدته على قلة تعرض جسده إلى قساوة المكان .. فأنها أهون من الصخور الذي كان متوقع ان يصطدم بها .. لديه صعوبة في التنفس .. فمن الممكن أنه تعرض لكسر في صدره .. وهذا أكثر ما يخيف.. يمكننا القول أنه مكث في مكانه هذا دون حركة مايقارب الثلاثة ساعات ونصف .. وتارة ما بين ريندي وآلكس ينتظروه وتارةً ما بين نيكس ورجاله ينتظروه ..
في ذلك الوادي:
يركض ويلحق به أرسس .. وبعدها يجثو على ركبتيه متعباً منهكاً مستسلماً يرسل بسؤاله إلى من يقف أمامه:
_ أرسس أرجوك أخبرني إلى أين ذهبو.؟!
يجثو الآخر على ركبيته ويرفع أكتافه عدم المعرفة:
_ من الممكن .. من ان.. أنهم ذهبو إلى امي..
يستدير آلكس بلهفة تتبعها مزيج من المشاعر والخوف والقلق:
_ اللعنة على أعتقاداتك.. ليتني لم أسألك..
يرفع نفسه وكأن شيئ ما دفعه للبحث مجدداً .. مشى ومشى ، فرأى علامة!! لقد رأى عقد أخته الصغرى ذات اللون الزهري .. يلتقطه من الأسفل ويدقق به ينظر إلى الأمام فيستعشر فوضى ما.. ينظر إلى أرسس ويضع سبابته على فمه بغية الصمت حالياً يتلو خطوة بعد خطوه وبكل هدوء ..
يسمع نحيب فتاة تبدو بعمر أخته.. فيتضح له أكثر من قولها:
_ أين أخي الآن.. أريد أخي.. ( شهقات صغيرة تدعي الأنهيار)
يزفر نفس آلكس ليطمأن ان ماكانت تتكلم أنه لاسي ولم تصب بعدوى.. بعد إسترخائه وأخذ الأنفاس. خطر له أن لاسي لوحدها هناك وتبكي لعدم وجود أحد أمامها .. يركض بغية الوصول إليها..
تنظر أليه بأعين لا تروق لها الصورة جيداً .. تعبك عيناها وتتراجع إلى الخلف قليلاً.. بينما الجميع لاحظ تراجعها حتى تسبقه امه في القدوم وتعانق وجهه فكادت ان لا تراه بعد اليوم حتى تسلسل الجميع إليه من أباه وبعض الناس الذي كان على معرفة بهم..
يتقدم أرسس يدور بنظره على من يدعى جاك ولكن لا يراه .. تبحلق أيضاً ريندي معقدة بأن جاك يتبع القادم..ولكن خاب أملها عندما لم ترى أحد خلفه أو امامه.. حتى تلاحظ وجه شخص تعرفه جداً .. يتقدم أرسس ويلقي التحية على ريندي.. ويبادر بالحديث:
_ المدعوة ريندي أعتقد؟
مد يده ليصافحها بإبتسامة شقت وجهه بعد دموع جفت على وجهه..
_ أعتقد أنك..( تصنع ملامح التذكر وتسارع الأحرف الذي جعل كلماتها ملعثمة)
_ أراس.. أرس..
في هذا المعنى او المقصود في هذه الأحرف أهل صحيح؟
ضحكَ أرسس في زمان يبدو للجميع أنها ساعات الموت فقط .. تنتقل الأنظار عليه وعلى ضحكته في هذا الوضع والآن.. يتهرب هو من نظرات الناس متجاهلاً مايحدث:
_ أرسس ، أرسس ..
تضرب جبينها وتفتح ثغرها وتغمض عيناها قائلة:
_ آهه نعم نعم تدعى أرسس .. هه لقد تذكرت ..








" يدعى جاك"

اختر عدواً يليق بك..!Where stories live. Discover now