اليوم التالي.أغلق الباب خلفي بإحكام بعد أن تراجع إلى مكانه بإصدار طقطقة خفيفة. الباب الإلكتروني هذا دائمًا له نغمة خاصة، تأبطت مفاتيحي، وبدأت بتمريرها بين أصابعي، حركة عصبية صارت جزءًا من عادتي، دون أن أفكر.
انطلقت في الرواق الهادئ، أنفاسي متتابعة، أمتار قليلة فقط تفصلني عن الدرج. بإمكاني أخذ المصعد، لكنه حكر على صعودي فحسب، فأنا لا أفضل هذا الصندوق الحديدي إلا عند الضرورة.
دندنة خفيفة بين أسناني ترافق خطواتي، همهمات مقتطعة من أغنية قديمة عالقة في ذهني. لكن سرعان ما صمتت، عندما لمحتها. شخص ما هناك، يجلس على السلالم. توقفت لوهلة، وأخذت لحظة لأراقب من بعيد.
كانت شابة جالسة بآخر الدرجات، ذراعاها تعانقان صدرها بقوة وكأنها تتشبث بشيء خفي. سيجارة بين أصابعها، تدخن بشراهة، عقدت حاجبي بفضول، وأكملت نزولي حتى توقفت خلفها.
"ما الذي تفعلينه؟" نطقت بهدوء.
شهقت بسرعة، واستدارت برعب غير متوقع. بدت دهشتها وكأنني أتيت من عالم آخر، لم تتوقع رؤيتي، أو ربما لم تتوقع أن يرصدها أحد هنا، عند السلالم. منذ أن انتقلت هنا، لم ألتق بأوليفيا إلا نادرًا. كانت دائمًا تحمل تلك الهالة الغريبة التي تحيط ببعض المراهقين. مثل الظلال التي تلتف حولهم.
شعرها القصير، بشرتها السمراء التي ورثتها عن والدتها، عينان مطليتان بالكحل مثل لوحة تجريدية، ملابس فضفاضة تكاد تخفي معالمها، وقرط صغير في أنفها يضفي شيئًا من التمرد. حدقت بي برهة، وارتبكت وهي تخفي السيجارة خلف ظهرها.
"ما شأنك أنت؟" همست بصوت متحشرج.
رفعت حاجبًا ببرود، ووجهت نظري إلى الدخان المتصاعد من خلفها، "عُمرك سبعة عشر عامًا وتدخنين؟"
هزّت كتفيها بلا مبالاة، "سأبلغ الثامنة عشرة بعد شهرين، فلا يمكنك اعتباري قاصرًا."
رمت السيجارة أرضًا ودعستها بقدمها، نظرت إليها باستغراب، نفيت برأسي ببطء وأنا أقترب منها، "إن رأيتكِ تُدخنين مجددًا، سأخبر والديك."
ضحكت ضحكة ساخرة باردة، "لن يُبالوا." أصدرت هذا الرد الجاف قبل أن تستدير وتدخل من الباب، مغلقة إياه خلفها بلا تردد.
أنت تقرأ
BIKER.
Truyện Ngắnجي هون، هاكر انسلخ عن عالم الفساد، لم يعرف في حياته سوى صخب المحركات.. دراجته النارية كانت ملاذه الوحيد من ماضٍ يطارده. على الجانب الآخر، إيلاي، الفتاة البَكماء التي يحمل صمتها عاصفة، تختبئ خلف قناع الشابة البريئة لتعيش حياة سرية في ظلام سباقات الد...