1

681 47 31
                                    

.

يتكئ على عصاه وهو يجلس على الكرسي المخصص له في غرفة المراقبة، ويستطيع النظر للغرفة الثانية من خلال الزجاج الذي يغطي الجدار من ناحية واحدة.

الغرفة الثانية مخصصة للاستجواب ولا يستطيع من فيها أن يرى من في الجهة الأخرى أو يستمع إليه.

على عكس الغرفة الباردة والنظيفة التي يجلس فيها، غرفة الاستجواب كانت ملطخة بالدماء والرائحة العفنة.

ينظر بكل هدوء لحفيده شاهين المتواجد في غرفة الاستجواب برفقة أحد من عملائه الآخرين، وشخص آخر مستلقي على الأرض ويكاد أن يفقد وعيه.

ضرب بعصاه على الأرض ليبيّن انزعاجه، والمتواجدون معه في غرفة المراقبة لاحظوا الأمر على الفور.

لم يتقدم نحوه أي منهم سوى حفيده رُهام.

رهام: جدي؟

أشار الجد هازِم بيده: لا بأس. لا شيء.

كان هازم شخص قليل الكلام وسريع الغضب، ولهذا كان جميع من يعمل لديه يخشون من الحديث معه.

ولكن رهام كان مختلفا. فهو الحفيد الوحيد الذي يعلم بتفكير جده واحتياجاته.

كيف له أن لا يعرف الرجل، وقد عاش معه وتربى على يديه؟

عاد رُهام إلى موقعه خلف الجد وعم الصمت مرة أخرى.

الأصوات الوحيدة التي يسمعونها هي الأصوات النابعة من خلال الزجاج.

شاهين: أين الماء؟

صرخ العميل الآخر: أحضروا الماء!

مضت ثواني بسيطة وفُتح باب غرفة الاستجواب ودخلت عميلة أخرى تنتمي لعصابتهم وأعطته الماء، ثم خرجت مرة أخرى.

أخذ شاهين الماء من يدي العميل وسكبها على وجه الرجل المستلقي على الأرض.

على الفور، استفاق الرجل من لحظته التي كانت ما بين الوعي وفقدانه.

نزل شاهين لمستواه وأمسك بياقته، ثم لكمه على خده بقوة.

اهتز جسد الرجل وكاد أن يسقط للخلف، ولكن إمساك شاهين المحكم به جعلته يبقى في مكانه.

وجه الرجل مُلطخ بالدماء كسائر جسده وملابسه الدامية والممزقة.

تركيز الجد لم يكن على هذا الرجل، بل كان على حفيده شاهين الذي بلغ الأربعة والعشرون من العمر في هذا اليوم.

وجدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن