" العصر ، مسجد الديره"
طلعو الرجال من المسجد ومسك جسار معصم هتان قبل يطلع: شفيه عاصف؟
رفع هتان اكتافه: مدري عنه من يوم رجعنا من السوق امس وهو كذا على الصامت ويتهرب مننا اذا هرجناه
افلت جسار معصمه وحس بقلق عليه ، جاء سطام من وراهم: شفيكم وجيهكم مصفقه
التفت له جسار: عاصف ما لاحظت عليه تغير؟
سطام: الا اشوف مثل ما تشوفون
تنهد جسار بحيره من امره ما يقدر يرتاح وهو يشوف ولد عمه بذا الحاله ولا يقدر يساله لانه يعرف عاصف وقت يتضايق من شيء يحب دايم ينعزل ومحد يتدخل فيه ابداً مين ما كان ، صحاه من شروده صوت سطام يربت على كتفه: امش خلنا نشوف وش عنده
نفى جسار: لا خلوه عاصف من مايحب احد يتدخل فيه وهو متضايق
هتان باعتراض: قلبي ماهوب متطمن من امس وان جاء الليل وما تكلم معنا بصفقه
حك سطام جبينه يفكر بحل واردف جسار وهو يطلع من المسجد: على خير
طلعو العيال يشوفون جسار راكب سيارته وسال هتان: على وين معد تقعد حتى انت
رفع جسار صوته عشان يسمعه: على الوديان يابو نواف ما تستهويني البيوت ومجالسها
ضحك سطام من كلامه والي دايم يردده على مسامعهم اذا بغى ينفرد بنفسه: اعذارك معد تمشي علينا حاول تغيرها
هتان بابتسامه: خله يروّح يدور هوى نفسه
حرك جسار متجه للوادي ومشو هتان وسطام متجهين لمزرعة ملفي ، اتجه هتان لبيت الشعر والي كانو متجمعين فيه جده وراشد وكل الرجال اما سطام دخل حوش البيت ودق على سدن وبعد ثواني ردت: هلا سطام
سطام وهو يحط يده بجيب ثوبه: اطلعي لي برا انا بالحوش
سدن: حاضر
سكر الخط وبعد دقيقه طلعت سدن وكانت لابسه فروتها من فوق البجامه من قو البرد اليوم ، قربت تسلم على اخوها والي شد على قبضة يدها: يدك بارده تدفي زين
ابتسمت سدن: حاضر
سطام: ترا جيت امي وابوي البارح
لانت ملامح سدن يوم جاب طاريهم: بيجون؟
لمح سطام الحزن بعيونها ولا حب يصارحها بالي صار واردف بابتسامه عشان يطمنها: يقولون ان فضو بيجون ان شاء الله
تنهدت سدن وكمل: وانا جايك ابي منك طلب ولا ابي اي احد يدري عنه انتي اقرب وحده لي واكثر شخص اقدر امن عليه
توترت سدن من كلامه وهزت راسها بالايجاب: ان شاء الله ، امر
سطام: نادي بنت عمك منار ابيها في موضوع مهم ولازم احله اليوم
استغربت سدن من طلبه الغريب وبدون نقاش: تمام يناديها
دخلت وهي تفكر بطلبه وجلس سطام على الجلسه الي بالحوش ينتظرهم
،
اتجهت سدن للمطبخ بخطوات سريعه وشافت منار ونوره يجهزون القهوة واشرت لمنار تجي معها والي طلعت وراها: شفيك؟
تخصرت سدن ونطقت بتوتر: وش مسويه انتي!
عقدت منار حاجبها باستغراب: بسم الله وش مسويه؟
سدن: انا اسالك ، سطام عند الباب يا استاذه وقالي انادي عليك عنده موضوع مهم ولازم يحله اليوم معك
منار بتعجب: متاكده يبيني انا؟
هزت سدن براسها: ايه انتي ، البسي شرشفك واطلعي تراه برا ينتظر
اتجهت منار للمدخل واخذت شرشفها حطته على راسها وغطت وجهها وطلعت برا تشوفه جالسه على الجلسه واول ما شافها صد ووقف ياشر لها تجلس: اجلسي
حست بتوتر من نبرته الصارمه وجلست على طرف الجلسه: قالت لي سدن تبيني؟
تكتف سطام وهو يناظر الفراغ: تدرين ان اسمك معمم عليه يا بنت العم واني دقيت مشوار امس عشان احل الموضوع بالهداوه لكن المصيبه ان هذي بالذات ماتنحل ولا اقدر اتدخل فيها انا
زاد توتر منار وخافت من كلامه: كيف يعني معمم عليه! انا ماسويت شيء غلط ابداً
حاول سطام يتمالك غضبه ونطق بتهجم: تعرفين مين مصاحبه انتي؟ السرابيت الي تدخلينهم حياتك هم ساس البلا لعد تكلمين احد واقطعي علاقتك بكل الي حولك من ناس فاسده
ضحكت منار بسخريه ووقفت تحس انها عصبت من طريقة اوامره لها لو نصحها باسلوب وتكلم معها بهدوء بتتفهم وتطبق نصيحته لكنها ماتحب احد يرفع صوته عليها: وانت مين تحسب نفسك عشان تجي وترفع صوتك علي؟ تكلم باسلوب ولا اطلع برا وفكنا من الازعاج
عقد سطام حاجبه والتفت لها: انتي تدرين وش تقولين؟
منار باصرار: اي ادري وش اقول معي عقل وواعيه على كل كلمه اقولها ، اذا بتنصحني انصحني باسلوب هادي مو كذا يا همجي
غمض عيونه بقهر ورجع فتحها وبحده اردف وهو ياشر عليها بسبابته: الي قلته لك يتنفذ وصوتك احذري ثم احذري يعلى فوق صوتي
منار بتهجم: انا موب اصغر عيالك عشان تصارخ علي
كانت اخر جمله تقولها له ودخلت بسرعه بدون لا تعطيه مجال يتكلم اكثر ، رفع يده يخلخلها بخصلات شعره ويستغفر ربه ، رفع راسه على صوت سدن: ايش صاير؟
سطام وهو ياشر على البيت: كلمي بنت عمك تطلع الناس الفاسده من حياتها قبل يطيح الفاس بالراس
عقدت سدن حاجبها باستغراب من كلامه وماقدر يكمل من الغضب الي احتله وطلع برا ، استغربت سدن من كل الي صار ودخلت بسرعه بتفهم السالفه من منار
،
دخل بيت الشعر يشوف عاصف متكي على المركى وسرحان في الفراغ وهتان يشعل النار ، انتبه هتان لملامحه المحتده وجلس جنب عاصف يتكي معه على المركى ويفكر بالي صار ، وقف هتان باستغراب من وضعهم: صار عندنا مطلقتين الحين موب مطلقه وحده
رفعو الاثنين نظراتهم لهتان ورمقوه بغضب وبلع ريقه ينطق بتوتر: اظاهر يبي لكم ماء مقري فيه كل شوي داخل علي واحد اخلاقه في خشمه
عاصف بحده: اعقب واخس تراني من امس متحمل ازعاجك
سطام بنفس الحده: ماهوب عاقب لين اقوم له انا
رفع هتان كفه يقبلها وجه وقفا ونطق وهو ناقد عليهم: ياربي لك الحمد والشكر بس
بعدها طلع يسقي النخل تاركهم لحالهم في بيت الشعر
أنت تقرأ
يا ديم نجد وقلب الجسور ومرباعه
Romance"يا ديم نجد وقلب الجسور ومرباعه صدري شمالي وتعلق في هوى نجديه"