«13»

457 58 18
                                    



يوم جديد ويحمل في طياته الحزن على البعض ، والفرح على البعض الآخر ، حفيدات ملفي من اول ما سمعو بخبر الخطبه كانو مصدومين و يكساهم الحزن على ديم
كانو متجمعين كلهم في جلسة الحوش وشابين النار يتدفون عليها لان البرد كان شديد بهذا اليوم وكانه يعلن عن عاصفه قادمه
طلعت سدن من البيت وبيدها صينيه فيها هوت شوكلت لهم ، اعطت نوره كوبها وجلست العنود الي كانت منسدحه بحضن منار واخذت كوبها من سدن: تسلم يدك حبيبي
ابتسمت سدن ومدت الصينيه لمنار الي هزت راسها بالنفي: مالي نفس
نزلت سدن الصينيه وتنهدت تجلس جنبها: وليه مالك نفس؟ مابيدنا شيء ياروحي وش بنسوي يعني!
منار: اي شيء اهم شيء ما نسكت كذا و نتقهوى ولا كان فيه انسانه بتتزوج غصب عنها بكره
تنهدت نوره بضيق: ديم وافقت عليه احس انها راضيه
لفت عليها العنود: مستحيل نوره ، ديم تحب جسار والي يحب صعب يتخطى بهذي السرعه
منار: هذا الي انا اقوله ، البنت ماتبي تتزوج اصلاً وربي ان عجوز النار مسويه لها شيء وان قلبي ماهو مرتاح
ميلت سدن شفتها بحزن: الله ياخذها ذا العجوز ونفتك منها
وقفت منار يوم نفذ صبرها: ابي اروح لها وافهم كل شيء بنفسي يمكن مسويه لها شيء ولا ضاربتها ما اثق فيها
وقفو البنات واردفت نوره وهي تحاول تهديها: يا بنت اهجدي وخلينا نفكر بحل راكد
منار بانفعال: مافيني صبر زياده نوره افهميني
العنود: انا اشوف ان كلام منار صح ، نروح لها ونفهم كل شيء
نوره بقلق: ووش عذر زيارتنا لو سالتنا عجوز النار؟
منار بحقد: والله مو مجبوره ابرر لها اسباب زيارتي لصاحبتي
سدن بابتسامه: معها حق خلونا نروح وهناك ندبر اعذارها ماعليه
تنهدت نوره ودخلو يلبسون فروهم ونقاباتهم وطلعو ، قابلو ملفي داخل من البوابه واتسعت ابتسامته: يا مرحبا ببناتي وزينة البيت!
قربو البنات يقبلون راسه واردفت العنود: ياقلبي يا جدي
حاوط كتف العنود بيده اليمين ونوره بيده اليسار واردف بحنية: هاه وش عندكم متجهزين ولابسين ، وين الوجهه؟
نوره بابتسامه: بنروح لبيت العم راشد نزور ديم
هز راسه بتفهم واردف: ايه زين بس ماودي تمشون بذا البرد ويمكن تمطر بعد ، خلوني ادق على العيال يودونكم
سدن: زين تسوي يا جدي والله برد اليوم
التفت على منار الي كانت ملامحها منزعجه واردف: وش عندها المهبوله منفسه اليوم؟
ضحكو البنات وابتسمت منار ، واردفت العنود: ابد ياجدي دايم وهي كذا
ملفي وهو يمازحهم: دايم كذا ودايم مايهون علي زعل منورتي لانها غير عنكم كلكم هذي الغاليه
العنود وهي تمثل الدراميه: اها يعني الحين صارت منورتك وحنا من تبي يدلعنا يعني!
ناظر فيها ملفي واردف بهدوء: يدلعك رجلك انتي
انفجرو البنات ضحك ومن بينهم منار ما عدا العنود الي انحرجت: جدي!
ضحك ملفي بقوة واردف وهو يشد على حضنها: وانا صادق ، يدلعك وندلعك حنا بعد كم العنود عندنا؟
ابتسمت العنود برضى ورفعت يدينها تحاوط معصمه: الله يخليك لنا يارب
ردو البنات بصوت واحد: اميين
رفع انظاره لمنار واردف بجديه: ماقلتي لي وش مزعلك يابنيتي؟
تنهدت منار بضيق: يا جدي انت راضي عن خطبة ديم؟
ملفي: والله يابنيتي مالي دخل راضي ولا مانيب راضي دام ابوها وهي راضين وش علينا؟
منار: طيب هي ماتبي قالت لي واصلاً هم يبون يزوجونها عقاب لها مو حب فيها
خزتها نوره بنظراتها عشان تسكت ولا تفضحها بس ماقدرت من الغبنه ودها تفضفض عنها حتى لو كان قدام جدها
ملفي بهدوء: عقاب لها؟ ليه وشهي مسويه عشان اهلها يرمونها هالرميه وانا جدك!
صدت منار: ماسوت شيء غلط انا اعرفها واعرف اسبابها والله لو انها غلطانه ماوقف معها تعرفني يا جدي
هز مافي راسه: اعرفك وانا جدك واعرف انك ما تشيلين هم احد الا وداريه انه مظلوم ، لكن تذكري هالكلام زين ، ان كانت صدق مظلومه ربي معها وما صاير لها الا الزين سواء كان في زواجها من نمر ولا لا
تنهدت منار بضيق: ادري
ابتعد عن العنود ونوره واقترب من منار وهمس بصوت محد يسمعه غيرهم: سوي الي تشوفينه صح وانا بظهرك
اتسعت ابتسامة منار وبسرعه حضنت جدها تحت استغراب البنات من سعادتها المفاجئه ، ابتعد عنها واردف: يلا بدق عليهم يجون يودونكم
دخل ملفي ووقفو البنات قدام البوابه واردفت العنود: ايش قال لك جدي عشان تنبسطين كذا؟
منار بابتسامه: بعدين اقولكم خلونا الحين نشوف حل لديم
التفتو على صوت هتان: يا بنات
نوره: يلا جايين
طلعو وراه وركبوا في سيارة عاصف واردفت نوره الي ركبت قدام: بشويش لو سمحت لا تصرعنا
هتان بابتسامه: اقول ماودكم بجولة؟
اقتربت منار منه واردفت بهسهسه: وش رايك تستعجل!!
هتان: طيب طيب يا المجنونه
رجعت منار تعتدل بجلستها وحرك متجه لبيت راشد الي كان يبعد عنهم بخطوات فقط ، وصل قدام البيت واردف: اذا خلصتو دقو علي زين؟
نوره: طيب
حرك هتان واستعجلو البنات بخطواتهم لين وقفو قدام الباب وطقته سدن بيدها واردفت بعبوس: اح الباب بارد
اقتربت منار: وخري يا دلوعه
بدت تطق بقوه وضحكت العنود: بشويش هديتي بيتهم!
منار بجمود: خل ينهد على راس العجوز تفتك منها ديمو
بعد ثواني سمعو صوت نوير من داخل: طيب طيب
سدن وهي تقلدها: طيب طيب ، انننن
ضحكو البنات وفزوا يوم فتحت الباب وعقدت حاجبها يوم شافتهم وفتحت الباب بقوه عشان يدخلون: ادخلو ادخلو عن البرد
دخلت منار وهي تخزها بنظراتها ، والتفتت نوره لها: نبي ديم وينها؟
رفعت نوير شرشفها على اكتافها تعدله: عسى خير ان شاء الله
نوره: كل خير ، جايين نبارك لها ونشوف لو محتاجه شيء وكذا
العنود هزت راسها: ونعطيها نصايح ، تخبرين سبقتها بذا المجال انا
كتمت سدن ضحكتها وصدت منار معد تتحمل توقف قدامها واردفت نوير وهي تاشر لغرفتها: ديم في غرفتها وراكم
دخلو البنات متجهين لغرفتها وطقت منار الباب وسمعو صوت ديم من داخل وكانت معصبه: قلت لك مابي اكل!
نوره بخوف: يمه شفيها
لانت ملامح سدن والعنود بحزن وماقدرت تصبر منار وطقت الباب: انا منار افتحي!
بعد دقيقه انفتح الباب ودخلو البنات بسرعه وقفلت وراهم ولفو عليها بخوف وابتسمت ديم بتكلف: ماتوقعتكم تجون
العنود: وليه مانجي مستحيل نتركك بموقف كذا
مشت ديم تنظف غرفتها واردفت بهدوء عكس الضجيج الي بداخلها: لو عارفه بتجون كان نظفت غرفتي
مسكت منار معصمها ووقفتها عن الي كانت تسويه واردفت بحده: ممكن اعرف ليه سويتي كذا؟
اعتدلت ديم بوقفتها: لو قصدك على الخطبه انا استخرت وارتحت له
ضحكت منار بسخريه: تضحكين على مين؟ تراني منار ما ينضحك علي
اقتربت العنود وتكتفت: ترا ندري ان عجوز النار لها يد بموافقتك بس وش مسويه لك ، ليه تراجعتي عن قرارك!
سدن: مو على اساس قلبك يحب شخص ثاني؟
اقتربت نوره منها وحاوطت كتفها واردفت بحنيه: اول شيء طلعي الي بقلبك لا تكتمين وتتصرفين وكان الوضع طبيعي
ميلت ديم شفتها بحزن يوم شافت اهتمامهم وخوفهم عليها: بنات
سدن: عيون البنات انتي
انفجرت ديم تبكي ماقدرت تتحمل اكثر من امس كاتمه كل الالم بقلبها ، كل شيء صار بسرعه وبلمح البصر ما امداها تفكر او تقرر زين وتطلع نفسها من المشكله الا ودخلت مشكله ثانيه واصعب ، حضنتها نوره وشدت عليها: ابكي ياروحي وطلعي الي بقلبك
حست منار بقهر وحرقه في قلبها من منظر ديم واقتربت تحضنها مع نوره واردفت: الي مفروض يبكي عجوز النار مو انتي
ناظرو العنود وسدن فيها بحزن وملامح ذابله ، وبعد خمس دقايق هدت ديم وجلست على السرير والبنات جالسين تحت ينتظرونها تشرح لهم تصرفها وبدت تقول لهم كل شيء صار امس وكانو البنات موسعين عيونهم بصدمه من بشاعة نوير الي طلعت اسوء من ما كانو متوقعين
حطت سدن يدها على قلبها: يمه كيف قدرت تنام البارح وهي مسويه فيك كذا
وقفت منار واردفت بتهجم: وليه تخاطرين بنفسك عشان جسار ؟ مو طبيعي ديم فكري بمصلحتك
ديم بنفس الاندفاع: ماقدرت اسوي فيه كذا مابي اكون السبب في تعاسته مره ثانيه مابيه يذوق الطعنه مرتين
تاففت منار ورفعت يدها تحك جبينها بالم تحس بصداع فضيع داهم راسها واختارت الصمت لان غضبها وكرهها كبر تجاه نوير
وقفت سدن ونطقت بحده: لازم نوقفها عند حدها ما ارضى بالي صار انا
وقفت ديم معهم: ما بيدي شيء ثاني الا اذبح نفسي ولا اذبحه نا اقدر اتحمل اني بكون من نصيب شخص نفسه
العنود: ولا احنا راضين حتى جدي وجدتي مو عاجبهم وضعه ذا النمر
سدن باندفاع: قال نمر قال ذا حتى وزغه قليله فيه
ضحكت ديم وابتسمت سدن: الله ضحكتي!
اقتربت تجلس جنبها: ايه خليك كذا اضحكي للدنيا تضحك لك وصدقيني بنلقى حل للعجوز هذي
تنهدت ديم بضيق: ما ظنتي معد فيه وقت بس نقول ان شاء الله
كانت منار تناظر فيهم بصمت وتحس ببكيه ماتبي تطلعها قدامهم ابداً ، كتمتها بصدرها وتنهدت بضيق ، لفو على نوير الي دخلت مدرعمه: هتان عند الباب يقولي اناديكم بيردكم قبل المطر
قامو البنات يحضنون ديم ويودعونها وهمست لها العنود: صدقيني بتنحل لا تشيلين هم
هزت ديم راسها بتكلف وطلعو بدون لا يردون على نوير حتى ، خزتها نوير بنظراتها: لايكون جايين يخلفون عقلك ذول المهابيل
ديم بجمود: هذول موب مهابيل ، هذول صحباتي وخواتي الي ما جابتهم امي
كشت نوير عليها: الحمد لله ما جابت غيرك ولا كان من زمان في عداد الموتى انا
طلعت تضرب الباب وراها واردفت ديم بحقد: الله يوريني فيك يوم ، تستنجدين باسمي وما يرف لي جفن عليك

يا ديم نجد وقلب الجسور ومرباعه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن