لم تستطع أن تتحمل أكثر، تلك الحياة في الريف كانت تخنقها. كم مرة نظرت إلى الأفق الواسع الذي لا ينتهي، بينما ترعى الأبقار في الحقول المترامية، تتساءل إن كانت هناك حياة أفضل بانتظارها في مكان ما بعيد؟ الفقر كان يطوق عائلتها ويكبل أحلامها، يسرق منها كل يوم بصيص الأمل المتبقي. كانت تحاول عائلتها أن تبقى على قيد الحياة، لكنها لم تعد ترغب في مجرد البقاء. أرادت الهروب، الانعتاق، والبحث عن فرصة قد تغير قدرها.
لذا، ودعت عائلتها بخوف في قلبها ودموع بالكاد استطاعت أن تحبسها. حزمت حقيبتها الصغيرة بما لديها من ملابس بسيطة وبعض الذكريات، وانطلقت إلى المدينة. كانت تعلم أن المدينة مختلفة، مليئة بالضوضاء المزعجة وعالم ملؤه الغموض، لكنها كانت وعداً بحياة أخرى، فرصة جديدة بعيداً عن الكدح اليومي في الحقول.
عندما وصلت إلى المدينة، شعرت بالرهبة. كان كل شيء فيها ضخماً ومبهراً، المباني تبدو وكأنها تلمس السماء، الأسواق تعج بأشخاص غرباء يصرخون ويبيعون بضائعهم. لكنها لم تكن تملك ترف الخوف، كانت بحاجة إلى عمل، وكانت على استعداد لقبول أي فرصة قد تساعدها على البدء مجدداً.
العمل؛ لجمع المال لعائلتها.
ثم رأت الإعلان، ورقة قديمة مهترئة معلقة على جدار حجري "يطلب خادمة للعمل في القصر." القصر! سمعت الكثير عنه. قصص تتحدث عن ثراء الملوك، وغموض يدور حول الجدران العالية والنوافذ المظللة. ورغم أنها لم تكن تعرف ما ينتظرها هناك، شعرت بشيء يشدها، وكأن قدرها كان يتربص بها بين جدرانه.
قررت أن تجرب حظها. ماذا يمكن أن يكون أسوأ من الحياة التي تركتها خلفها؟ لكن في أعماق قلبها، كان هناك شعور غريب بأن هذا القرار سيغير كل شيء.
eerua-Hauouo السيّدة آريان
أنت تقرأ
وعيونه وراء القبر
Fantasyهرباً من حياة الريف الفقيرة ورفضاً لقدرها كراعية أبقار، حزمت أمتعتها وقررت البحث عن فرص أفضل في المدينة. فماذا ينتظرها هناك؟ وهل ستستمر حياتها بهدوء؟