معركة الحياة والموت

27 10 5
                                    

لا تنسى عزيزي ان تتفاعل

تصويت ⭐ تعليق 💬

...........................................................



----

في أعماق ظلامٍ حالكٍ، حيث كانت العتمة تتخلل كل شيء كأنها ضباب ثقيل، كان يونجون محاصرًا في كابوسٍ متجسد، كأنما الزمن قد توقف من حوله. جسده المرهق كان يتلوى في معاناة شديدة، وكأن كل عظمة فيه تشكو الألم، تنزف حزنًا وعذابًا لا ينتهي. الظلال الساكنة التي كانت تحيط به كانت تلتف حوله كالقيود، تضغط على صدره وتخنق أنفاسه، مما جعل من المستحيل عليه أن يهرب من هذا المصير المظلم الذي يكتنفه.

أمام عينيه، كان جون يتقدم بخطوات بطيئة وثقيلة، وكأن كل خطوة كانت تمثل دقات ساعة الموت، تشير إلى نهايته المؤلمة. عينيه، اللتين بدتا كعينَي نسر جائع في انتظار فريسته، كانت تتلألأ بنار حقدٍ مكبوت، تحملان في طياتهما جحيمًا لا يرحم. كانت ملامح وجهه مشوهة بالتوتر والغضب، وكأن كل عاطفة مختلطة في داخله قد تحولت إلى عاصفة متفجرة تدمّر ما تبقى من إنسانيته.

بينما كان يونجون يحاول استجماع قواه المتبقية، أدرك أن الفضاء من حوله بدأ يتقلص، وأن النهاية تقترب بشكل متسارع. وفجأة، في لحظة رعب صامتة تخللها شعور بالاستسلام، رأى جون يرفع السكين بقبضة محكمة، اللمعان البارد للشفرة تحت الضوء الخافت كان يرمز إلى الموت الذي لا مفر منه، وكانه علامة على القضاء النهائي.

بدون تردد، وبحركة حاسمة ومتعمدة، غرز جون السكين في بطن يونجون. كان الألم يتفجر في جسده كصاعقة مدمرة، يزحف عبر أعماقه ويشعل نارًا من الرعب والقلق. كل ضربة كانت تتردد كصدى في روحه، تحمل معها صرخات مكتومة تتعالى في أعماقه. شعور الخيانة كان يغلغل في قلبه المحطم، بينما كان يراقب الحياة تتسلل منه ببطء، كأنها ضباب يتلاشى في الهواء قبل الفجر. الدموع كانت تنحدر على خديه، لكنها لم تكن تُرى من أحد، فقط العتمة والظلال التي كانت تشاهد نهاية مأساوية لروح محاصرة بين أحضان الألم والخيبة.

كان الجد يقف في الخلفية، ضحكاته العالية تتردد في الأرجاء كصدى مأساوي، وكأن كل نبرة من نبراتها تحمل في طياتها لذة مرعبة تثير القشعريرة حيث كانت كل زيادة في معاناة حفيده تعزز من شعوره بالقوة. كان ينظر إليهم كألعاب في مسرحية مأساوية، حيث يختبر صمودهم أمام مصيرهم القاسي.

كان هيونجين وتايهيون مقيدين بقسوة، وكأن الظلام نفسه قد استحوذ عليهما، يلتف حول أجسادهما كأصفاد من حديد بارد وقاسٍ، تعانق معاصمهم وكاحليهم بشدة لا تُحتمل. تلك القيود كانت كأنها تتغذى على آلامهما، مشدودة إلى حدٍ يجعل من المستحيل كسرها أو حتى محاولة الهروب منها.

في أرجاء المكان، كان صراخ الغضب والفزع يملأ الفضاء، يتردد صداه كصدى مأساة تتكرر بلا نهاية. كانت أصواتهما تتعالى كأنها صرخات استغاثة، تتصاعد في كل مرة يحاولان فيها التحرر من قبضة الظلام الجاثم عليهما. كانت حلقاهما تعتصر، تتدفق منهما صرخات مكتومة ومختنقة، تتصاعد مع كل جهد بائس يبذله هيونجين لتحرير ذراعيه، وكأنما يحاول كسر الأغلال التي تسلب منه حريته.

سر الظل الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن