كَم هي مِثاليَةٌ من جَمِيع النَّواحِي ومُريحَةٌ للنَّاظرِينَ، كَالْغُيومِ التي تَأتِي بعدَ يَومٍ مَاطِر.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
. . .
هَل تعلَم ما هِي الشجَاعَة الحَقِيقيَّة؟ إنهَا الإفصَاح عمَّا يَجُول فِي دَاخِلِكَ لِلآخَرِينَ... ماذا، هَل يَبدُو حَدِيثِي غَرِيبًا؟! أنا فقَط أُخبِركُم بِالحَقِيقَة، فَليسَ مِن السهَل أن تَقِفَ أمَام شَخصٍ مَا وتُخبِرهُ بِشُعُورِكَ تِجاهَه. هذه هي الشجَاعَة، فَقد تَكون مُؤلِمة، ولكنها تُعَبِّر عن الأصالة والتّجَرُّؤ. عندما نكون صادقين مع ذَاتِنا ومع الآخَرين، نُخاطِر بقلوبنا وعواطفنا، وهذا ما يميّزنا عن الآخرين. في عَالمٍ يَخاف فيه الكثيرُون من إظهار مشاعرهم، الشجاعة تَكمن في اعترافِنا بمشاعرِنا دون خَوفٍ من الرفض أو الانتقاد. فَالمواجهة مع الذَّات تتطلَّب جُرأةً، والقرار بالحديث عما نشعر به يتطلَّب قوةً نفسيَّة. وفي النِّهَايَة، إنَّ الشجاعة الحقيقية تُظهِر لنا أنَّ الانفتاح على الآخَرِينَ هو ما يُقَوِّي الرّوابط الإنسانيَّة ويجعلنا نعيش حياةً أكثر صدقًا وواقعيَّة.
لقَد مضَى أسبُوعَان على ذَلِك العَرض المِثَالِي، ولا يزَال الحَاضِرُون يتَحدثُون عن مدَى مِثالِيتَه، دون أن يَلحظُوا أبدًا كُون إحدَى العَارِضَات قد أُصِيبَت، وأن التِي قد حلَّت مكَانِهَا لم تكُن سِوى مُصمِمَة أزيَاء لم تَتوقَع أبدًا أنهَا ستَقدِم على فِعل شيءٍ كهذَا، لا سيمَا دون أن تُخبِر مُدِيرهَا الصَارِم...
وعلى ذِكر ذَلك الصَارِم، فهَاهو يخرُج مِن الحمَام بَعدَ أن اِستحَم، يُحِيطَهُ رُوب الاِستِحمَام بينمَا يُمسِك بِأحدَ يدِيه مِنشفَة أصغَرُ حجمًا لِيُجفِف بِهَا خُصلاتَه حالِكَة السوَاد. تَوجَه لِأخَذ هاتِفَه الذِي كَان بِجانِب السَرِير قَبَل أن يتوجَه لِلجلوس على إِحدى الأرَائِك بينمَا لا يزَال يُجَفِف خُصلَاتَه. فِي حَال أنتِهَائه بدَأ بِالنَقر عِدَّة نقرَات على شاشَة هاتِفَه ليهُم بِالإتصَال عِندَ رؤيَتَه لِجهَه الاِتصَال المَطلُوبَة... كانَت عِدَّة رنَات فقط قَبل أن يصِلَه صوت الآخر:
