٠٢| مِنه تشعّب.

85 14 5
                                    


طُوكيو - مارِس

نحنُ لَا نمُوت حِين نُطعَن بخناجِر الخِيانَة بل حِينَ نُدرِك صاحِبها!. كَذلكَ أنا متّ حِين أدرَكتُ مالِك اليدِ التّي سَاهمَت فِي طعنِي وتحرِيكَ الخِنجرِ بجُرحِي حتّى يستنفِذ دِمائِي كأنّه يتلذّذ بآهاتِي وبكَواتِي.

القلبُ يأمُر وما للمُهجَة خِيارٌ إلّا الرّضوخِ؛ وقعتُ فِي حبّ شخصٍ كأيّ اِمرَأة متشوّقة لاِنتفاضاتِ العَواطِف وبَنيتُ فوقَ ذِكرياتِنا تخيّلاتٍ لم أكُ أعتقِدُ أنّه فِي يومٍ مَا سَيهدِمها فوقَ رأسِي.. تركَ يدِي حِين اِحتجتُ مِنهُ أن يتشبّث بهَا.

في اللّب صدعٌ لَا يُمكنُ لإكسِير أيًا كان شِفاءُه، قلبِي يبكِي وإن صَامَ وجهِي عَن التّعابِير، فِي كلّ مرّة أرَى فيهَا وجهَه أو أشارِكهُ حدِيثًا جانبيًا هو رائِدُه أتسَاءَل؛ إن كانَ يُحبّني أعَليهِ حبسِي في قفصِهِ مدّعيًا أنّني فِي حَشاه؟.

أخرَستُ مجفّف الشّعرِ ثمّ وضعتُه فوقَ طاوِلة زِينتِي وفرَكتُ شعرِي القصِير بعشوائِية، مِن المُحتمَل أن يعُودَ من عمَلهِ الآن السّاعة التّاسِعة وقد أرسَل لِي رسَالة أنّه في عشاءِ دُعيَ إليهِ، رُغم الجَفاء الذّي أعامِله بهِ يُملِي عليّ تأخّراتِه كزوج مراعٍ.

نزلتُ إلى الصّالة ومِن القمّة رأيتُه يضعُ كيسًا كبيرًا فوقَ طَاولة غرفة الجُلوس، رُغم أنّنا متزوّجان منذُ وقتٍ طوِيل لَم يُتعِب نفسَه بتغييرِ شقّته، مهمَا قُلت.

- ها أنتِ ذا، أحضرتُ لكِ شيئًا.

رفعتُ حاجِبي بتبرّم فردّ عليّ بالمِثل قبلَ أن يذهَب للمَطبَخ.

- إيّاكِ وَصُنعُ تعابيرَ كتِلك.

أعدتُ وجهِي المُعتادَ وجلستُ على الأرِيكَة أتصفّح الهديّة الغرِيبة، بالعَادة يُحضِر إكسِيسوارَات أو ملابسَ على ذوقِه ويُجبرنِي علَى اِرتدائها لمُجرّد اِعتقادِه أنّها سَتلائٍمني، لكنّ هذِه المرٍة مُختلفة.

- حاسُوب؟.

اِستدرتُ لهُ بتفاجئ تزامَن ذلِكَ مع وضعِه لكأسِ الماءِ فوقَ البَار، اِستدَار لِي بتعجّب لصُراخِي وسَأل بينما يتقدّم نحوِي.

- ألَا يُعجِبك؟.

وضعَ كلَا يدَيهِ علَى ظهرِ الأرِيكة خلفِي فاِستقمتُ أسبحُ نحوَه، نزعتُ أحدَ يدَيهِ حتّى أسمَحَ لنفسِي بأن أكُون محاصرَة بيدَيه وَمن موقِعي القرِيب اِستطَعتُ بسُهولة رؤيةَ الصّدمة على وجهِه، جمِيعُ ملامَساتِنا دونَ اِستثناءٍ هو بادئها.

- شِراءُ حاسُوبٍ جدِيدٍ لًن يجعَلني أسامِحُك لأنّك كسَرت القدِيم، إنّه هديّة.

حطّت عليّ أنظارُه من بؤبؤيهِ القُرمزيّتان كالسّكاكين.

- هدّيّة ليسَت منّي لَا حاجَة لها، خاصّة إن كانت مِن ذاكَ الوَغد.

علّه لَا يعلَم أنّه الوَحيدُ الذّي يُغرِقني بالهَدايَا كأنّه يُصارِع ذكرَى حبيبيِ السّابق للفوزِ بحبّي!.

اِعتنقتُك | MY NORTH STARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن