٠١| فِي اللّب صَدعٌ.

136 17 5
                                    

طوكيو - أكتوبر

أصوَاتُ سُرورٍ ومُبارَكاتٌ وجنازَة فِي ثوبِ زيجَة... جنازَتي.

لَم أدرِ أنّي بُليتُ بالسّكنى فِي فؤادٍ مقفرّ إلّا حِين عصَفت الرّياح الرّملية خيمَتي ومَا مدّ لِي يدَ العَون مالِكُ الأرض! تقهقرتُ فِي أرضٍ رمضاءٍ قاحِلة لِوقتٍ طَويل بحثًا عنهُ لكنّه اِختبئَ وما تجرّءَ على الظّهُور.. كانَ ذلِك عِندما أدرَكتُ أنّه تمّ تركِي بالخلفِ.

لَن نعرِف أنّنا نرتكِب الخطَايا إلّا حِين تشجّ النتائِج رؤسَنا، حِينها مَهمَا بذلنَا من جهدٍ لرَتقها لن نُفلِح، حَملتُ بطَريقة غيرِ شرعيّة فاِنتهَى بِي باِجهاضِه رُغمًا عنّي والزّواجَ بشخصٍ لم أقابِلهُ إلّا عن طَريقِ التّلفاز ومُناسَباتٍ تنعدّ على أصابِع اليدِ الواحِدة.

عَيناهُ سيّدَتا التّرهِيب كلّ ما نظرَ لي بعيُونِه القرمزيّة الثائرَة إلّا وتصبّبت شجاعَتِي بأرضِ العَجز، أحيَانًا يبدُو لِي وكأنّه عَلى وشكِ قتلِي فأعِيدُ التّفكِير فِي قرارِ عِصيانِي لَه، لَاعجَب بأنّه الأشرَس بوسَطه.

أعَاد عقلِي مِن أرضِ اللّاوعيِ حِين شدّ على يدِي بقوّة ثمّ أحسَستُ بحرَارَة تسرِي بهِ، رمَشتُ بتعجٍب ثمّ نظرتُ له، أدركتُ أنّني قد تُهتُ في يمّ أفكَاري حِين كنّا نتلي الوُعود.

- آنسَة نانوكَا هارَا هل تقبلِين بباكوغو كاتسُوكِي كزوجٍ لكِ في السّراء وَالضرّاء، السّقمِ والصحّة؟.

أشحتُ ببصرِي إلى يدِه ثمّ إلى باقَة الوُرودِ بيدِي ثمّ إلى والِداي بالخلفِ، شدّ على تعابيرِ وجهِه يحثّني علَى الإجابة، ترقرَقت دمُوعِي حِين سحبتُ أبصارِي نحوَ الرّجل بجانِبي، حتّى لَو رفضت إلى أينَ أذهَب؟.

- مُوافِقة.

- أعلِنكما زوجًا وزوجَة، باِمكانكَ تقبيلُ العروس.

تهافتت التّصفيقات بحَرارَة، مِن المُؤكّد أنّ الجَمِيع يظنّ أنّني ودَدتُ لعِب لُعبةٍ سخِيفة لأوتّر الجُموع كعادَة الزّيجاتِ العاديّة.

لفّ يدُه عندَ فكّي فرفعتُ بؤبُؤيّ نحوَه، تهافَتت التهدِيدَات مِن عيونِه أن لَا أقومَ بأيّ فِعلٍ طائِش، ثمّ لثّمَني بقبلَة لطِيفة لا تُشبُهه، تنائَى عنّي وسَار نحوَ أذنِي وهمَس إزاءَها بلكنةٍ شرسَة.

- أرجعِي دُموعَك لِمنابِتهَا.

لِي فائِضٌ من الدّموع وغصّة أبَت أن تخمَد، مهمَا أسرَفتُ من البُكاءِ عَلى وصَبِي مَا بَرأ، كأنّه غيرُ قابِلٍ للشِفاءِ كورَمٍ خبيثٍ تفشّى دونَ إدراكٍ منّي إلّا بعدَ وفاتِ الأوَان.

رَميتُ حِذائِي ثمّ دخلتُ الشّقة من خلفِ كاتسُوكِي متعجّبة، بالطّابق الأعلى غرفة مفتوحَة وبالأسفلِ الصّالَة متّصلَة بالشّرفة والمطبَخ.

اِعتنقتُك | MY NORTH STARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن