أحيَانا نقعُ في حبّ الأشخاصِ الخطأ، أفئدَتهم موبُوءة ومقفرّة غيرُ صالِحة للعَيش، بينَ الحِين والآخر تهدِم عواصِف الكِبرَياء خِيمنا فنُطرَد من الأرضِ مجزّئين لَا سالِمين كامِلين.
لم يُنفِق عليّ نُتفة اِعتذارٍ قط، كان إن أخطأتُ يُعاقِبني متحجّجًا بأنّني عصَيتُه أمّا إن أخطَأ يطبطِب على رأسِي ثمّ يُغادِر، لا يودّ الاِعترَاف بخطَئه أو غزلَ كلمة آسِف كأنّ ذلِك سَينقِص مِن قِيمَته!.
لكنّ درَجَ حبّه الذّي صعِدتهُ طواعِية ذاتَ مرّة قد اِنهارَ من خلفِي ولا رجعَة بعدَ الآن، ودَدتُ لو أقولُ له .. بينَ كفّيك ضرِيحي لا مفرّ!.
نزلتُ عقِب تغييرِي لملابِسِي ثمّ وقفتُ شامِخة بالقُربِ منه، دعانِي أبِي لغدَاءٍ أمس، رأيتُه يجلِس إلى الأريكة رُغم أنّ كاتسوكِي بيومِ عُطلَته لا يزالُ يحمِل حاسُوبه.
- أنا ذاهِبة.
رفعَ رأسَه عنِ الشّاشة ثمّ شخّص ملابسِي وددتُ لو أقلّب عينَاي لكِن لا طاقَة لي للاِستفزاز.
- سَأوصِلك.
- لَا تتعِب نفسَك لأجلِ خمسِ دقائِق، مِن المُرجّح أنه سَيقولُ شيئا لن أحِبّه ثمّ أخرُج غاضِبة.
- أسَتكونِين بخير؟ لم تطئِي عتبةَ منزِل عائلتكِ منذُ تزوّجتِ.
زممتُ شفاهِي ثمّ حككتُ قفاي.
- لن أهرُب مِنه إلى الأبَد.
همهَم بتفهّم فلوّحت له بذاتِ اليدِ التي تحمِل مفاتِيح سيّارتي، رُغم أنّ أبي قد أخذَ منّي كلّ شيءٍ ترَك لي السيّارة.. يا للسّخرية.
وصلتُ لمَنزلِ العائلَة عقِب شوطٍ طوِيل من القيادَة، عِندمَا توقّفت بالمَكانِ المخصّص وأوقفتُ هدِير السيّارة وضعتُ خصلًا من شعرِي خلف أذني ثمّ أخذتُ نفسًا عميقًا.
مشَيتُ حِبن فتحَ لي البَاب مِن قبلِ خادمَة شابّة ثمّ تقدّمت بحذرٍ وبينَ كلّ خطوَة وخُطوَة تومِض ذكرَياتٌ عنّ توسّلاتي أن لَا يُزهقني واٍبنِي، لَا أزالُ أذكُر ألمَ صفعَتهِ.
- هارَا.
اِستقامَت أمّي فورَ أن وطأتُ أرضَ صَالة الجلوسِ ولفّت ذراعيهَا حولِي بحمِيميّة وكأنّها لم تلعنّي مِن قبلِ.
- كيفَ حالُك؟.
لَم يُقابلها سوَى وجهِي المغلّف بالتبرّم فعَبسَت، سُرعان ما لاحَ صوتُ شقيقتِي الصّغرَى تسيرُ رفقة أبِي مع عكّازه.
- كيفَ لَا تكُون بخير وهيَ زوجَة البطلِ الثّاني!.
تلقّت نقرَة عَلى قدَمها من عكّازِ أبِي آلمَتها وأخرَستها متبرّمة النّظرات ثمّ وجّه سُؤالَه نحوِي.
- كيفَ حالُكِ؟.
- كَما ترَى، أتنفّس.
قادَني حِينهَا إلَى غرفةِ الطّعام وأخذتُ مكانًا بجوارِ شقيقتِي الصّغرى موكَا تقابلني أمّي أما أبِي فيترأسّ الطّاولة.
أنت تقرأ
اِعتنقتُك | MY NORTH STAR
Hayran Kurguعندمَا ينبِض القلبُ يُلحَدُ العقل في مأدُبة الحبّ. 12/11/2024 21/11/2024