أسرَفتُ عليهِ طائِلًا من الدّموعِ لكنّه أبيّ ما اِستطاعَ مراضاتِي بكلِمة بل ويظنّ أن أفعالهُ كلّها صوابٌ. أحيانًا يكُون تصوِيب خطأ باِعتذارٍ يكفِي لأن يمحَق جمِيع الأخطاءِ، كعلبَة كبرِيت إن اِشتعلت واحِدَة تشتعِل شقيقاتُها والعكسُ صحِيح.
في كَثيرٍ من المرّات أعتقِد أنّ مكانتِي فيهِ قد اِنخفظَت، لأنّ حبّه وجهانِ لعُملة؛ أحيانًا يُشبهُ الفردَوس في جمالِه وأحيانًا أخرَى كالجَحيم لن أعلَم قط متَى سَينقلِب عليّ، سَيقومُ بأيّ شيءٍ لينالَ مُرادَه، لا أصدّق أنّه غيّر أدوِيتِي لأخرَى حِين اِكتشف أمرِي، كان يجِب أن أكون أكثَر ذكاءً من المُستحيل أن أقومَ بشيءٍ إلّا وهو قد كشِفني!.
آمل أنّ كذبَة الحَمل غيرِ المستقرّ ستنطَلي علَيه علّه يَشعُر بالذّنب ولو قلِيلًا!.
دَفعتُ الكِيس البلاستيكيّ بيدِي بمللِ جيئة وذهابًا، آلمنِي رأسِي بشكلٍ فضِيع إثرَ التّفكيِر المُفرط وحلّه الأدوِية، مرّ أسبُوعٌ منذُ أن عقدتُ هدنَة وإيّاه، رفضَ أن أبيتَ بالفُندق وها أنَا ذي محبُوسَة معَه، للتوّ أيقنتُ سبب عدمِ تغييرِ الشّقة رُغم إصراري الكثير يعلَم أني أنتهِج سَبيل البُعد حِين أغضب.
فورَ أن دخلتُ المَنزل لفحتنِي رائحَة عطرٍ غريبة سُرعانَ ما أدرَكتُ منبَعه، إمرَأة جمِيلة تجلِس بقُرب كاتسُوكي.. إمرأة بعُقرِ داري! حتّى صدِيقاتِي لم يتشرّفن بتجاوُز عتبةِ الباب! عندَما لمحَني كاتسُوكي رفعَ رأسَه لي وسأل بحدّة.
- لِم خرجتِ دونَ إذن؟ ودُون هاتِفكِ أيضا.
رفعتُ الكيسَ البلاستيكيّ المرسوّ عليهِ شعارُ الصّيدلة كدليلٍ.
- من هذِه؟.
ورُغم حدّة سُؤالِي عرّفت عن نفسِها بلطَافة تنحني لِي بعدَ وقوفِها.
- أدعَى شيزوكَا، مُساعِدة داينمايت، أحضرتُ العملَ إلى هنا فقط.
- كان رجُلًا على حسبِ ما أذكُر!.
- كان ذلِك قبلَ ستّة أشهر.
أجابني بنبرَة متهكّمة، يعلَم تمامًا أنّني غيرُ مهتمّة بعمَله طالَما أنّه يعودُ سَالمًا، لوّحتُ بيدِي بغيرِ اِكتراثٍ أذهبُ للمطبخِ.
- مثّلا أنّني غيرُ موجودَة، اِعملَا.
شرِبتُ الدّواء على مهلٍ ثمّ خطَوتُ من خلفِهما لأجلِ الصّعودِ، الشّيءُ الوَحيد الذّي سَأفعلُه هو النّوم، تشبّتت قدمايَ بالسّلالم عندمَا صدَح صوتُ كانسُوكي ينادي عليّ، يمدّ يدَه التّي تحمِل هاتِفه. لأنني واقفة بالأعلى اِستطعتُ لمحَ المَسافة القليلة بينهما.
- اِشحَني هاتِفي.
رَفعت حاجبي بتبرّم ثمّ سحَبته بقدرَتي فاِرتفع في الهوَاء سبحَ في الفضاء إلى أن سقطَ فوقَ راحة يدِي، مسكتُه ثمّ بالسّبابة رَفعت وسادَة كانت مرصُوصة فوق أحدِ الأرائك ورَميتُها بينهما. لم تُعجبهُ حرَكتي علّه يظنّها حركة صبيانيّة أو شكًا في مصداقيّة حبّه، أيًا كانَ تفكِيره فالأهمّ أنّني أغضِبه.
أنت تقرأ
اِعتنقتُك | MY NORTH STAR
Фанфикعندمَا ينبِض القلبُ يُلحَدُ العقل في مأدُبة الحبّ. 12/11/2024 21/11/2024