لم يتسنّى له رؤية ملامح والدته
او حتى اشتمام رائحتهالقد دخل الحياة بينما غادرتها هي
في الوقت ذاته
انتشرت روحه في جسده بينما بُعثت روحها للسماء
في الوقت ذاتهعاش مع والده..
ثُمّ بعد سنوات فارقتهُ روحًا أُخرى،
أعزّ اصدقاءهفي تلك الأيّام لم أكن اعرفه
حيثُ في اوّل مرّة عرفتهُ فيها كانت عندما
انتقل ليعيش في المنزل المجاور مع جدّته ووالدهاصبحنا
نرتاد الثانوية ذاتها
نذهب معًا ونعود معًا
نأكل وندرس معًاكنّا نلتقي لسبب ما ولهدف ما
ثُم تطور ذلك فأصبحنا نلتقي لأجل لا شيءلأجل تأمل النجوم في صمت مُريح
او للتمدد على السرير
واحيانًا لتجربة شيء غريبأردنا البقاء قُرب بعضنا فقط
لقد كان مُتعب ولكنّه أحب البقاء معي
انفتح كثيرًا وتحدّث كثيرًاكان من الصعب حفظ نبرة صوته المبحوح
لأنه اعتاد على ان يستمع فقطاعتاد الهمهمه وايماءات الرأس تلك
و التي استلطفُها منهكان يُبالغ في الايماء عند الحماس
و على الرغم من عدد المرّات التي تساقطت فيها خصلات شعره على عينيه بينما يومئ
لقد كانت تسحرني من جديد كأوّل مرةوالدهُ احبّني كذلك استمر بتشجيع صداقتنا
لأنه لاحظ تأثيرها على فتاهُ الصغيراستمرّ بدفعه نحوي في كُلّ مرة عبس ابنه فيها
حتّى اصبحت اشبه بمفتاح قلب بومقيو المُقيّد بالأصفاداتذكر لحظات الثانويّة جيدًا
في كُلّ مرّة استمع فيها لتلك الأغاني التي اعتدنا على سماعها عند سطح المنزل
هبائب الصباح وشروق الشمس
وبداية النهار بأكمله
يُذكّرني بأناملك التي كانت تتشبث بي بينما يستندُ صدرك بظهري في طريقنا الى المدرسة على درّاجتيرائحة الشاي الأخضر تُذكّرني بكم كُنا حمقى حيث ظننا انه سيجعلنا اذكى فنشربُه إجبارًا في ليلة الأختبار بدلًا من المُذاكرة
وتلك الملامح المُتقززة التي ترسمها..اتذكرهاويُذكّرني الحليب الدافئ عند الواحدة فجرًا
بتلك الليالي،عندما أتسلل لحُجرتك
فأجدُك مُرهقًا لم يزورك النوم بعد
بعدها تتأرجح ساقيك الصغيرة
حيث تجلس على مائدة الطعام
تُراقبني و انا اُسخّن لك بعض الحليب