الصغير في الجوار

109 16 21
                                    




لم يتسنّى له رؤية ملامح والدته
او حتى اشتمام رائحتها

لقد دخل الحياة بينما غادرتها هي
في الوقت ذاته
انتشرت روحه في جسده بينما بُعثت روحها للسماء
في الوقت ذاته

عاش مع والده..

ثُمّ بعد سنوات فارقتهُ روحًا أُخرى،
أعزّ اصدقاءه

في تلك الأيّام لم أكن اعرفه
حيثُ في اوّل مرّة عرفتهُ فيها كانت عندما
انتقل ليعيش في المنزل المجاور مع جدّته ووالده

اصبحنا
نرتاد الثانوية ذاتها
نذهب معًا ونعود معًا
نأكل وندرس معًا

كنّا نلتقي لسبب ما ولهدف ما
ثُم تطور ذلك فأصبحنا نلتقي لأجل لا شيء

لأجل تأمل النجوم في صمت مُريح
او للتمدد على السرير
واحيانًا لتجربة شيء غريب

أردنا البقاء قُرب بعضنا فقط

لقد كان مُتعب ولكنّه أحب البقاء معي
انفتح كثيرًا وتحدّث كثيرًا

كان من الصعب حفظ نبرة صوته المبحوح
لأنه اعتاد على ان يستمع فقط

اعتاد الهمهمه وايماءات الرأس تلك
و التي استلطفُها منه

كان يُبالغ في الايماء عند الحماس
و على الرغم من عدد المرّات التي تساقطت فيها خصلات شعره على عينيه بينما يومئ
لقد كانت تسحرني من جديد كأوّل مرة

والدهُ احبّني كذلك استمر بتشجيع صداقتنا
لأنه لاحظ تأثيرها على فتاهُ الصغير

استمرّ بدفعه نحوي في كُلّ مرة عبس ابنه فيها
حتّى اصبحت اشبه بمفتاح قلب بومقيو المُقيّد بالأصفاد

اتذكر لحظات الثانويّة جيدًا

في كُلّ مرّة استمع فيها لتلك الأغاني التي اعتدنا على سماعها عند سطح المنزل

هبائب الصباح وشروق الشمس
وبداية النهار بأكمله
يُذكّرني بأناملك التي كانت تتشبث بي بينما يستندُ صدرك بظهري في طريقنا الى المدرسة على درّاجتي

رائحة الشاي الأخضر تُذكّرني بكم كُنا حمقى حيث ظننا انه سيجعلنا اذكى فنشربُه إجبارًا في ليلة الأختبار بدلًا من المُذاكرة
وتلك الملامح المُتقززة التي ترسمها..اتذكرها

ويُذكّرني الحليب الدافئ عند الواحدة فجرًا
بتلك الليالي،عندما أتسلل لحُجرتك
فأجدُك مُرهقًا لم يزورك النوم بعد
بعدها تتأرجح ساقيك الصغيرة
حيث تجلس على مائدة الطعام
تُراقبني و انا اُسخّن لك بعض الحليب

Wannabe yours | yeongyuحيث تعيش القصص. اكتشف الآن