" ايُّهما يُناسبني اسود ام ابيض؟"
يُخيّرني بين معطفيه بينما يرفعهما
لقد اخطأ
لا المعاطف تُجَمّله بل هو يُجمّلها
لقد كان بكامل اناقته يرتدي السواد
يُسدل خُصلاته السوداء على عينيه
كان اسودًا
ما كان يلمعُ في مظهره شيء
سِوى عيناه النجمة والقُرط الفضّي الذي يتدلى من إحدى اذنيه
" الأسود "
اجبته ليأخذه ويضعه على كتفيه بمثاليّة
هُناك مقولة تقول أن الأسود مَلِك الألوان
ولكنني آراك مَلِك الألوان و الأكوان
أزرقًا في عُمقِك
أبيضًا في نقائِك
أصفرًا في مَرِحك
أحمرًا في حُبّك
بُنيّ في دفئك
و أسودًا قويّا يلمع
ما كُنت لأشهد سوادٍ يلمع حتى التقيتك
انت أسودي البرّاق
و الظلام الذي لا أخافه
و لن أخافه.. ما حييت
______
الهيئة الصغيرة تجلُس على سرير يونجون الفوضوي
قُرب النافذة..
تتراقص خُصلات شعره على انغام العاصفة
كانت الخامسة عصرًا ولكنّها بدت كالخامسة فجرًا
حيث الغيوم في السماء مُتكدّسة..الشمسُ غائبة
الرياحُ تتخلل بين اوراق الأشجار والأزهار
فتنتشر عبيرها في ارجاء القرية
هتّان يختلط بعبق الأزهار
يضرُب سقف المنزل يُصدِر اصواتًا مُتناغمة
الهدوء
رائحة المطر
وهبائبُ الريّاح
والإثنان هُناك
تشتدُّ وتغضب قطرات المطر فجأة فبدت وكأنها تُنذر بعاصفة مُمطرة بغزارة آتيه
"ألن تُلغي الموعد؟ يبدو وكأنها ستمُطر بغزارة الليلة"
بومقيو قُرب النافذة يسأل للمرة الثانية يتأكد
" لا يُمكنني إلغاء موعدي معها،
سأكون بخير لا تقلق"
المُتألّق هُناك يُجيب
بينما انشغل بالسلسال بين اصابعه
"قيو-اه"
همس بينما يقترب من الأخر
يجلس امامه بينما عيناه ترتفع للجالس مُواجهًا ايّاه
" تأكّد من تذكير والدتي بدواءها
بحلول الثانية عشر صباحًا لا تنسى"
أكمل مُحذّرًا
