الفصل الاول

126 12 0
                                    

لا تنسى عزيزي ان تتفاعل

تصويت  ⭐ تعليق  💬
...........................................................




----






كان ممر المدرسة يعج بالطلاب في الصباح، ضجيج أصواتهم يملأ المكان، كل منهم يتحدث مع أصدقائه ويتبادل الضحكات قبل بدء الحصص. وسط هذا الزحام، وقف يونجون بجانب نافذة تطل على ساحة المدرسة، يراقب بملامح هادئة وعينيه البنيتين تتأملان المشهد بهدوء كعادته. كان يحمل حقيبته على كتفه وينظر حوله وكأن شيئًا ما يشغل تفكيره.
تأتيه أصوات خطوات قادمة ببطء نحو الممر، خطوات معتادة لكنه لم يكن يتوقع سماعها مجددًا. في تلك اللحظة، التفت ببطء، وكأن قلبه شعر بوجود شخص مألوف يظهر بومقيو في الممر، يقف فجأة عندما تتلاقى عيناه بعيني يونجون. كانت عينا بومقيو السوداوان تحملان مشاعر مختلطة بين الصدمة والحنين، عميقة كأسرار لا تنكشف بسهولة. تجمد في مكانه للحظة، ونظر إلى يونجون الذي كان ينظر إليه بدوره، وكأن الزمن توقف حولهما.

يونجون (بصوت خافت ومتفاجئ):
"بومقيو؟… لم أكن أعتقد أنني سأراك هنا مجددًا."

بومقيو (بابتسامة متوترة وعيون قلقة):
"يونجون… مر وقت طويل، أليس كذلك؟"

كانت تلك الكلمات بسيطة، لكنها حملت معها أثقالًا من الذكريات والمشاعر. كان كل منهما ينظر إلى الآخر بنظرات حائرة، مترددة، وكأنهما يحاولان قراءة ما بداخل الآخر اقترب بومقيو بخطوات بطيئة نحو يونجون، وأصبحت المسافة بينهما أقل من ذي قبل، لكنها بدت وكأنها أكبر من سنوات الفراق التي مرت بينهما.

بومقيو (بصوت يائس):
"أعتقد أنك… أصبحت قائدًا الآن، سمعت من بعض الزملاء عن مجموعتك الجديدة."

يونجون (بملامح جامدة):
"نعم، يبدو أن الأمور تغيرت كثيرًا منذ آخر مرة التقينا فيها."

كان هناك جدار غير مرئي بينهما، جدار من الصمت المشوب بالأسى. يتبادلان نظرات تكشف عن جروح قديمة لم تندمل بعد

بومقيو (بابتسامة حزينة، وعيناه تتفاديان النظر إلى يونجون):
"لم أكن أعتقد أن ذلك اليوم سيأتي، اليوم الذي أصبحنا فيه غرباء."

يونجون (بتنهد طويل، يشي بحزن دفين):
"نحن لسنا غرباء، بومقيو… لكن يبدو أننا أصبحنا أشخاصًا مختلفين. أحيانًا، الناس يتغيرون."


كانت كل كلمة يتبادلها الاثنان تحمل ثقلاً من المشاعر التي كبتت لسنوات. بومقيو ينظر إلى يونجون وكأنه يحاول أن يجد أثرًا لصديقه القديم خلف ملامحه الهادئة.

بومقيو (بصوت متردد وهادئ):
"أتذكر حين كنا نخطط للمستقبل معًا؟ كل تلك الأحلام التي بنيناها… كيف أصبحت كلها بعيدة الآن؟"

يونجون (يحاول تجنب نظرات بومقيو):
"الأحلام… نعم، أتذكرها، لكن ربما بعض الأشياء ليست لنا. لقد حاولت، بومقيو، حاولت الحفاظ على ما كان بيننا، لكن…"

قطع حديثه وتوقف لبرهة، وكأنه كان على وشك الاعتراف بشيء، لكنه تراجع. شعرت كلماته بأنها نصف حقائق ونصف اعتذارات غير مكتملة.

كان الصمت يسيطر على الأجواء مرة أخرى. كلاهما يدرك أن هذا اللقاء لم يكن عاديًا، لكنه مليء بالكلمات التي لم تقال. بومقيو يضع يده في جيبه ويخرج ورقة صغيرة، ثم يتردد قبل أن يمدها ليونجون.

بومقيو (بصوت خافت):
"إن احتجت للحديث، هذا رقمي… فقط، لا أريد أن يصبح كل شيء مجهولًا بيننا."

يونجون يأخذ الورقة ببطء، وينظر لبومقيو بنظرات دافئة قليلاً، وكأن جدران الماضي بدأت تتصدع بشكل طفيف.

يونجون (بابتسامة خفيفة حزينة):
"سأفكر في الأمر."

بومقيو يبتسم بتردد ثم يستدير ليغادر، لكنه قبل أن يبتعد تمامًا، يتوقف ويلتفت مرة أخرى إلى يونجون، وكأن هناك شيئًا آخر يود قوله، لكنه يفضل الاحتفاظ به لنفسه. يمضي بومقيو في طريقه، تاركًا خلفه ممر المدرسة المليء بذكريات قديمة وتجددت بشعور من الأسى.
يونجون بقي واقفًا، يحدق في الورقة بين يديه، يتساءل عما إذا كان هذا اللقاء هو بداية جديدة أم مجرد تذكير بما لن يعود.

بومقيو يسير ببطء في الممر الطويل المؤدي إلى غرفة الصف، وذهنه يغوص في ذكريات بعيدة، تُعيده إلى أيام كان فيها هو ويونجون لا يفترقان. كل خطوة يخطوها تعيد إليه صورة مختلفة من الماضي، صوت ضحكات، وهتافات حماسية لأحلام لم تكتمل، ومواقف صغيرة جعلت صداقتهما ما كانت عليه.

يتوقف لحظة عند نافذة في الممر، ينظر خارجًا حيث الحديقة الصغيرة للمدرسة، الحديقة نفسها التي كانوا يجلسون فيها لساعات يتحدثون عن المستقبل الذي تخيلوه سويًا.

بومقيو (في داخله، مسترجعًا):
"أتذكر يا يونجون؟ كنا نجلس هنا، نتحدث عن كل شيء... عن أحلامنا في أن نصبح شيئًا كبيرًا. كنت تعزف لي على البيانو في قاعة الموسيقى، بينما كنت أرسم وأتخيل كل تلك الصور التي حلمنا بتحقيقها."

يبتسم بومقيو ابتسامة حزينة وهو يتذكر اللحظات التي كان يونجون يدعمه فيها في فترات اليأس. كيف كان صديقه يقف بجانبه، ويشجعه على الاستمرار في الرسم، وكيف كانوا يتقاسمون ضحكاتهم وأسرارهم كأنهم روح واحدة.

يونجون، مبتسمًا: "لا تقلق، بومقيو. أنا أثق أنك ستكون أعظم فنان رأيته هذه المدرسة. سنجعل اسمك يُذكر دائمًا."

بومقيو، متحمسًا وضاحكًا: "وأنت ستكون العازف المشهور، يوماً ما سيستمع الجميع لعزفك، أعدك بذلك."

يرجع بومقيو إلى الحاضر ويدرك كم تغير كل شيء. كانت تلك الوعود والشغف تبدو وكأنها من زمن آخر، زمن لا يشبه الحاضر المشوب بالندم والشعور بالفقد.



---

يتبع

ما تبقى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن