بعد أسبوعين من المحاولات المتواصلة، بدأ هيونجين يشعر بفقدان الأمل. ظن أن فيلكس قد قرر الابتعاد للأبد، وكان قرار تركه بمثابة احترام لرغباته، رغم أن قلبه لم يتوقف عن التفكير فيه. كانت أفكاره مشوشة ومعلقة بين رغبة في ملاحقته والمساهمة في حياته، وبين الاعتراف بأنه ربما عليه أن يتركه وشأنه.
في أحد الأيام، بينما كان يجلس في منزله، تَرنُّ رنَّة الهاتف فجأة. كان الرقم غريبًا ولم يعرفه. تردد لثوانٍ قبل أن يرفع السماعة.
"مرحبًا؟"
صوت ضعيف ومهزوز جاء من الجهة الأخرى. بدا كأن الرجل المتكلم كان في سن متقدمة جدًا، وكان صوته متقطعًا وكأن الكلمات كانت تخرج بصعوبة.
"هيونجين... فيلكس يحتاجك... لا تتركه."
توقف هيونجين للحظة، غير مصدقٍ لما سمعه. كان الصوت غريبًا وصعبًا على الفهم، لكن الكلمات كانت واضحة بما فيه الكفاية.
"ماذا تعني؟ أين هو؟" سأل هيونجين بسرعة، قلبه ينبض بسرعة.
"أنتبه، لا تتركه. فيلكس في خطر، تحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى."
قطع الاتصال فجأة، وبقي هيونجين مذهولًا. لم يعرف من كان المتصل، ولكن الكلمات ما زالت تتردد في عقله. كان يدرك أن هذه المرة لم يكن بإمكانه التراجع، وأنه يجب أن يبحث عن فيلكس مهما كلفه الأمر. أخذ هيونجين نفسًا عميقًا وهو يقف على قدميه، وعينيه تركزان على الهاتف. لم يكن مستعدًا للانصراف دون إجابة واضحة. مع كل ثانية تمر، كانت كلمات المتصل تتردد في رأسه: "فيلكس يحتاجك." لم يكن يعلم ما الذي كان يقصده، لكن شعورًا غريبًا بالتوتر بدأ يملأ قلبه.
بدون تفكير طويل، أعاد الاتصال بالرقم الغريب.
"مرحبًا، من فضلك، أنا بحاجة إلى معرفة المزيد عن فيلكس!" قال هيونجين وهو يحاول الحفاظ على هدوئه، رغم التوتر الذي بدأ يعتصر قلبه.
أخذت ثوانٍ من الصمت قبل أن يأتي الرد، وهذه المرة كان الصوت أكثر وضوحًا، لكن ما زال يحمل نفس الصعوبة في النطق.
"أنت... تحتاج أن تعرف أين هو. هو في خطر... لكنه بعيد عنك. لا تلاحقه. هذا سيؤذيك أكثر."
تجمد هيونجين في مكانه، الكلمات الثقيلة تتسلل إلى عقله: "بعيد عنك" و"يؤذيك أكثر". كانت هذه الجمل كالصاعقة في عقله، لكن لم يكن لديه وقت لتفسيرها الآن.
"أين هو؟" سأل بسرعة، محاولًا تجنب القلق الذي بدأ يملأ قلبه.
لكن المتصل لم يُجب، فقط ساد الصمت لثوانٍ، ثم سمع هيونجين صوتًا هامسًا، وكأن الرجل يحاول قول شيء مهم.
"فيلكس لا يستطيع الهروب... هو هنا، لكنك لن تجده بسهولة. هو في مكان غير مرئي... تأكد أن لا تتركه في النهاية."
أنت تقرأ
ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.
Romanceهل تعتقدَ أننا قادِرون على تغيير شيء في حياتِنا،في هذا العالمَ الذي يرفضُنا أحياناً؟...