ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.

"القرار المصيري"

عندما التقيا في المساء، كانت الأجواء مشحونة بالقلق والتوتر. جلس هيونجين على المقعد المقابل لصديقه في المقهى، عينيه مليئتين بالحيرة والحزن. بينما كان صديقه يراقب تصرفاته بتوجس، قال هيونجين بصوت منخفض ولكنه مليء بالعزم:

"لا أستطيع أن أعيش هكذا، لا أستطيع أن أتركه. أنا لا أستطيع تخيل حياتي من دون أن أجد فيلكس."

صديقه الذي كان يراقب هيونجين بصمت لفترة، أخيرًا تنهد وقال:

"أنت تعلم أن هذا لا يمكن أن يستمر. يجب عليك أن تتوقف عن تعذيب نفسك."

هيونجين رفع رأسه ببطء، عينيه مليئة بالدموع.

"أنا لا أستطيع، إذا تركته بهذه الطريقة، فإنني أخشى أنني سأفقد نفسي أيضًا."

صديقه وضع يده على كتفه بلطف وقال: "لكن، ما الذي يمكنك فعله الآن؟ كيف يمكنك أن تواصل البحث بدون أن تحطم نفسك؟"

هيونجين وقف فجأة من مكانه، عاقدًا العزم على أن يواصل البحث مهما كلفه الأمر.

"لن أتركه. سأجد طريقة."هيونجين جلس على المقعد المقابل لصديقه في المقهى، لكن على عكس المعتاد، كان وجهه مشدودًا وعيناه غارقتين في ضباب من الغضب والضيق. تنفس بعمق ثم نظر إلى صديقه بنظرة متوترة قبل أن يتحدث بنبرة حادة:

"لا أريد أن أسمع منك أي شيء عن التوقف. لا تظن أنك ستجعلني أتراجع الآن."

صديقه بدا متفاجئًا قليلاً من هذا التغير المفاجئ في سلوك هيونجين، لكنه حاول أن يتمالك نفسه ويتحدث بهدوء:

"هيونجين، أنا أفهم أنك مصدوم من اختفاء فيلكس، لكنك تضيع وقتك بهذا الشكل. هذا لن يؤدي إلى أي شيء سوى المزيد من الألم."

لكن هيونجين هز رأسه بقوة، وأجاب بلهجة يملؤها التذمر والصرامة:

"لقد فُقدتني أشياء كثيرة في حياتي، ولكن لا، لن أسمح لهذا أن يحدث. فيلكس ليس واحدًا من تلك الأشياء. سأجده، سواء كانت النهاية جيدة أو سيئة. لا تظن أنني سأجلس هنا وأنتظر فقط."

صديقه حاول تهدئته قائلاً: "لكن هذه ليست الطريقة. هذا سيؤذيك أكثر من أي شيء آخر."

"أنت لا تفهم." قال هيونجين بعينين ضيقتين، يضرب بيده على الطاولة. "إذا تركت الأمور هكذا، سأموت من الداخل. سأجده، مهما كلفني الأمر."نظر صديق هيونجين إليه بعينين مليئتين بالقلق، محاولًا فهم ما يمر به. تنهد بصوت منخفض، ثم قال بحذر:

"هيونجين، أنا أعرفك جيدًا. وأنت تعلم أنني هنا لمساعدتك. لكن ما الذي يحدث حقًا؟ لماذا أنت مصمم على هذا؟ ما الذي يجعلك تلاحق فيلكس بهذا الشكل؟"

صمت هيونجين للحظة، بينما كانت أصابعه تلامس الطاولة بعصبية، ثم رفع رأسه وأجاب بصوت منخفض: