في صباح اليوم التالي، كان هيونجين وصديقه يتجولان في الشوارع الهادئة، وسط أجواء الشتاء الباردة التي كانت تملأ الأجواء بشيء من الحزن. كانت السماء ملبدة بالغيوم، والرياح تداعب الأشجار بسكون، ولكن في قلب هيونجين، كانت العاصفة على أشدها.
صديقه، الذي كان يلاحظ صمته الطويل، قرر أن يقطع هذا الهدوء قائلاً: "هيونجين، أنت لا تزال تفكر فيه، أليس كذلك؟"
أجاب هيونجين بلهجة غارقة في الحيرة: "نعم، طوال الوقت. أفكر في كل شيء، في كل اللحظات التي مضت. ولكن ماذا لو لم أستطع إيجاده؟ ماذا لو كانت هذه هي المرة الأخيرة التي أراه فيها؟"
صديقه حاول أن يخفف من وطأة الحزن في كلامه: "ربما لا تكون المرة الأخيرة، لكن يجب أن تجد طريقة، شيء يساعدك على فهم أين هو. عليك أن تكون أقوى من الحزن، وتبحث بجدية."
هيونجين توقف فجأة وسط الطريق، ونظر إلى أفق المدينة، وكأنما يبحث عن خيط يقوده إلى الإجابة. "أنت محق... يجب أن أظل أبحث، رغم كل شيء. ليس لدي خيار آخر."
استمروا في المشي، وكل واحد منهما غارق في أفكاره. كان هيونجين يأمل في أن يكون هناك خيط جديد، أو إشارة تقوده إلى فيلكس. توقف هيونجين للحظة، ثم توجه بنظره نحو صديقه الذي كان يسير بجانبه. كانت هناك رغبة ملحة في ذهنه، شيء يلح عليه ويريده أن يفعله. فجأة، وبنبرة جادة، قال: "هل تعتقد أنه سيجيب إذا اتصلت عليه من رقمك القديم؟"
صديقه نظر إليه بدهشة للحظة، ثم ارتسمت على وجهه ملامح التفكير قبل أن يجيب. "من الرقم القديم؟ ألا تعتقد أنه قد يتجنب الإجابة؟"
هيونجين أطرق رأسه للحظة، يبدو أن الشكوك بدأت تساوره. "لكن... هذا سيكون شيء مختلف، أليس كذلك؟ إذا اتصلت من رقم قديم، قد يتذكر شيئًا، قد يتراجع عن قراره ويجيب. ربما نتمكن من الوصول إليه بهذه الطريقة."
صديقه كان يفكر جادًا في الأمر. "لكننا لا نعلم ما إذا كان الرقم لا يزال نشطًا، أو حتى إذا كان سيشعر بالأمان للحديث معك. إذا كان يحاول الهروب من كل شيء، فقد لا يكون راغبًا في التواصل."
لكن هيونجين لم يكن مستعدًا للاستسلام بعد. "أعتقد أنه يستحق المحاولة. حتى لو كانت هناك فرصة صغيرة فقط للحديث معه، أريد أن أعرف كيف يشعر. أريد أن أفهم لماذا اختفى فجأة."
أخذ صديقه نفسًا عميقًا، ثم قال ببطء: "حسنًا، إذا كنت متأكدًا، سأدعمك. لكن عليك أن تكون مستعدًا لرفض محتمل."
هيونجين أومأ برأسه بعزم، ثم أخرج هاتفه، وعيناه تومضان بالأمل والحزن في الوقت ذاته. هيونجين أخذ نفسًا عميقًا وأمسك بهاتفه بقوة، يحاول جمع شجاعته. شعر بقلبه ينبض بسرعة، وكل ما في رأسه كان يتعلق بفيلكس. لم يكن يعرف إذا كان سيتلقى الإجابة التي كان يأملها، لكنه كان بحاجة للمحاولة. كانت كل تلك الأيام التي أمضاها في البحث عن فيلكس والتفكير فيه تتراكم عليه كعبء ثقيل.
أنت تقرأ
ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.
Romanceهل تعتقدَ أننا قادِرون على تغيير شيء في حياتِنا،في هذا العالمَ الذي يرفضُنا أحياناً؟...