"في قلب العزلة"

21 5 0
                                    

ذهب إلى منزل والديه. وصل سريعًا إلى هناك بعد أن قرر أنه لا يملك وقتًا للانتظار أكثر. دخل المنزل وألقى السلام على والدته وأبيه، ولكن كانت نظراته مليئة بالعجلة والقلق. لم يتوقف عند الحديث التقليدي، بل توجه مباشرة إلى والده، الذي كان يجلس على الأريكة يقرأ جريدة.

"أبي، لدي طلب عاجل وأحتاج مساعدتك." قال هيونجين بصوت صارم، وكان وجهه يظهر التوتر.

نظر الأب إلى ابنه بجدية، ولكن ابتسم قليلاً عندما رأى القلق في عينيه. "ما الأمر يا هيونجين؟"

"أحتاج إلى الوصول إلى موقع شخص ما عبر رقم هاتفه. هل تستطيع مساعدتي؟" سأل هيونجين بلهجة محايدة، لكنه كان يعلم أن الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد مسألة بسيطة.

فوجئ الأب قليلًا، لكنه ظل هادئًا. "هذا ليس شيئًا عاديًا. ماذا تعني؟"

"أحتاج إلى معرفة أين هو. هذا الشخص مهم جدًا بالنسبة لي، وأنا لا أستطيع الانتظار أكثر." أجاب هيونجين بلهجة حادة.

صمت الأب قليلاً، ثم نظر إلى ابنه بتمعن. "أنت تعلم أنني كنت أعمل في هذا المجال سابقًا، لكن هذا النوع من البحث يتطلب أسبابًا مشروعة. هل أنت متأكد من أنك لا تطلب شيئًا لا يمكنك تحمله؟"

أجاب هيونجين بسرعة: "لا يهمني. أحتاج إلى العثور عليه الآن."أخذ الأب نفسًا عميقًا قبل أن يرد، وكان واضحًا أنه يراقب ابنه بعناية. "أنت تعلم جيدًا أن هذا ليس أمرًا بسيطًا، وهيونجين، هذا لا يتعلق فقط بالحصول على معلومات، بل قد يؤثر على الكثير من الأشخاص."

لكن هيونجين كان مصممًا، لم يكن هناك وقت للمجادلة أو التفكير في العواقب. "لا يهمني، أحتاج إلى أن أجد فيلكس. لا أستطيع الانتظار أكثر."

رأى الأب تصميم ابنه، وابتسم بحزن. "حسنًا، إذا كنت مصممًا على هذا، سأساعدك. ولكن يجب أن تكون مستعدًا لما قد يحدث بعد ذلك."

أشار الأب إلى مكتبه في الزاوية حيث كان يحتفظ ببعض الأجهزة الخاصة التي كانت جزءًا من عمله السابق في الحكومة. "ستحتاج إلى استخدام هذه الأدوات، ولكن يجب أن تدرك أن هذا يمكن أن يترك آثارًا. ليس من السهل مسح كل شيء وراءك."

"أنا مستعد لذلك،" قال هيونجين بصوت حازم، وهو لا ينوي التراجع. "هل يمكنك مساعدتي أم لا؟"

أخذ الأب هاتفه، وبدأ بتوصيل جهاز إلى الكمبيوتر الخاص به. "أحتاج إلى رقم الهاتف أولًا. إذا كنت مستعدًا لتقديمه، يمكننا البدء."

هيونجين أخرج الهاتف من جيبه على الفور، وقام بتسليم الرقم الذي كان في رأسه طوال الفترة الماضية. "هذا هو."

نظر الأب إلى الشاشة، وعينيه تحدقان في الأرقام باهتمام. ثم بدأ بالعمل على الجهاز، بينما هيونجين كان يقف بجانبه بترقب. كانت كل لحظة تمر وكأنها دهر، وكل ثانية كانت تزيد من ضغطه.

ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن