"ظل الماضي".

98 11 3
                                    

مرّت سنتان منذ أن اختفى فيلكس من حياة هيونجين، لكن الذكريات التي كانت تجمعهما لم تفارقه قط. بالرغم من أنه انتقل إلى الجامعة وركّز على دراسته وحياته الأكاديمية، كان قلبه لا يزال عالقًا في تلك اللحظات، محاولًا فهم ما حدث ولماذا اختفى فيلكس فجأة دون أن يترك أي أثر.

ذات يوم، كان هيونجين في الحرم الجامعي مشغولًا بدروسه كالمعتاد، ولكن ذهنه كان بعيدًا، غارقًا في التفكير في فيلكس. بعد محاضرة طويلة، قرر أن يذهب إلى البقالة القريبة لشراء بعض الأشياء التي يحتاجها. كان الجو هادئًا جدًا، وكان في طريقه إلى هناك متوعدًا نفسه أنه يجب عليه أن يواصل حياته، رغم الشوق الذي يشعر به تجاه فيلكس.

بينما كان يدخل المتجر، لمح شخصًا واقفًا عند أحد الرفوف. كانت هناك حركة غريبة في الداخل، وكان هذا الشخص يحرك بعض الأغراض على الرف بعناية، كما لو أنه يحاول تجنب الأنظار. ثم، عندما رآه عن كثب، تجمد مكانه.

كان هو... فيلكس.

شعر هيونجين بأن قلبه توقف للحظة. كان فيلكس يقف هناك، كما لو أن الزمن لم يمضِ أبدًا. رغم أنه كان يبدو أكثر هدوءًا وأكثر انعزالًا عن آخر مرة رآه فيها، كانت عيناه، التي كانت مليئة بالحيرة والألم سابقًا، لا تزال مشبعة بشيءٍ من الخجل والقلق.

لم يتمالك هيونجين نفسه، فخطا خطواته بسرعة نحو فيلكس، وهو يحاول مناداته بصوت خافت.

"فيلكس؟"

توقّف فيلكس فجأة عندما سمع اسمه، ثم نظر إلى هيونجين بعينيه اللامعتين، وكأنها لحظة صدمة بالنسبة له. على الرغم من الهدوء الذي كان يبدو عليه، كان هناك شيء في عينيه يخبر هيونجين أن فيلكس كان متوترًا للغاية.

"هيونجين..." همس فيلكس، وقد تجنب نظره. بدا وكأنه يريد أن يهرب أو يختفي في تلك اللحظة.

"أين كنت؟ لماذا اختفيت؟" سأل هيونجين بصوت منخفض، محاولًا أن يخفي القلق الذي كان يعصف به. كان كل ما يشعر به هو رغبة عميقة في معرفة السبب وراء اختفاء فيلكس المفاجئ.

لكن فيلكس، الذي كان يحاول تجنب المواجهة، بدأ يتحرك ببطء للابتعاد. تحركه كان سريعًا، وكأن هناك حاجزًا بينهما لا يستطيع تخطيه.

"أرجوك، دعني وشأني." كانت كلماته خافتة، وكأنها صرخة ضعيفة في داخل نفسه، لكنه كان مصممًا على الابتعاد.

"فيلكس، لم أستطع نسيانك. كنت أبحث عنك طوال هذه الفترة." قال هيونجين، لكن فيلكس لم يستمع. بدأ يبتعد أكثر، وكأن الخوف كان يمنعه من التعامل مع هيونجين أو التواصل معه.

"لا تلاحقني. من الأفضل أن تتركني." قال فيلكس بصوت مرتجف وهو يبتعد بسرعة، ويداه ترتجفان من الخوف.

"لماذا؟ لماذا تفعل هذا؟ ماذا حدث لك؟" كانت هذه الكلمات الأخيرة التي قالها هيونجين وهو يراقب فيلكس يبتعد عن الأنظار. لكنه شعر بشيء غريب في قلبه، وكأن كل شيء قد أصبح غير قابل للإصلاح.

ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن