"الهروب الأخير"

204 13 1
                                    

في نفس اليوم، بعد أن انتهى من الحديث مع صديقه، قرر هيونجين أن يأخذ الأمر بجدية. شعر بشيء من الأمل يطفو على قلبه، ورغم أن قلبه كان يغلي بالحيرة والقلق، إلا أن عزيمته كانت أقوى من كل شيء. ارتدى معطفه بسرعة وخرج من منزله، عازمًا على البحث في الحي القديم الذي ذكره صديقه. هذا المكان كان موطنًا للعديد من الذكريات التي جمعها مع فيلكس، وإن كانت الذكريات لا تزال ضبابية، فإن وجوده هنا يشعره وكأن هناك شيئًا مفقودًا يجب أن يعثر عليه.

بينما كان يقطع الشوارع المتعرجة في الحي القديم، كان هيونجين يراقب الوجوه المحيطة به. كان الحي هادئًا، والنوافذ مظلمة في معظم الأماكن، وكان الهواء باردًا قليلاً. مرت الدقائق وكأنها ساعات وهو يمر أمام المتاجر القديمة والمقاهي التي اعتاد فيلكس أن يزورها من حين لآخر. توقف أمام كل متجر صغير، وسأل البائعين والأشخاص في الشوارع إذا كانوا قد رأوا الشاب الأسترالي الذي يدعى فيلكس. لكن كل الإجابات كانت متشابهة: "لم نره منذ فترة طويلة" أو "لا نعرفه."

بدأ اليأس يتسرب إلى قلبه، ولكن هيونجين لم يكن مستعدًا للاستسلام. انتقل إلى الجيران، طارقًا الأبواب واحدًا تلو الآخر. في بعض الأحيان كان يسمع همسات من وراء الأبواب المغلقة، وفي أحيان أخرى كانت الإجابات غير واضحة.

في إحدى اللحظات، وصل إلى منزل قديم يقع في زاوية الحي. كان الجدران متآكلة قليلاً، والنوافذ مغطاة بظلال طويلة من الأشجار. كان هذا المنزل يبدو مألوفًا، وذكره بشكل غريب بتلك الأيام التي كان يلتقي فيها مع فيلكس هنا. رن جرس الباب عدة مرات حتى فتح رجل مسن باب منزله ببطء.

"هل يمكنني مساعدتك؟" سأل الرجل بصوت هادئ.

هيونجين كان مترددًا للحظة، لكنه أخرج من جيبه صورة لفيلكس وقال: "هل رأيت هذا الشاب من قبل؟ اسمه فيلكس، كان يعيش في هذا الحي لبعض الوقت."

نظر الرجل إلى الصورة لبعض لحظات ثم هز رأسه. "آه، نعم، أذكره. كان يزور هنا من وقت لآخر. آخر مرة رأيته فيها كانت منذ حوالي شهر. لقد كان يبدو مشوشًا بعض الشيء، وكان دائمًا يفضل العزلة."

ثم أضاف، وكأن فكرة أخرى خطرت له: "لكنني رأيته في الأسبوع الماضي في زاوية الشارع هناك، بجانب المحل المهجور."

أمل جديد يلوح في الأفق. شكر هيونجين الرجل بسرعة، وهو يسير نحو الزاوية التي أشار إليها. قلبه ينبض بسرعة أكبر مع كل خطوة يخطوها، وأصبح يشعر وكأن هذه هي فرصته الأخيرة للعثور على فيلكس.

وصل إلى الزاوية ووقف هناك لبضع لحظات، يتنفس بعمق. المكان كان مهجورًا، لكن هناك رائحة مألوفة في الهواء، كأن فيلكس كان هنا بالفعل منذ وقت قريب. بدأ يبحث في كل زاوية، وفجأة شعر بشيء غريب. كان هناك ظل يتحرك في الزاوية البعيدة.

اقترب بحذر، وعيناه مشدودتان على الظل. وعندما اقترب بما يكفي، توقف فجأة. كان يقف أمامه، وفيلكس، الشاب الذي كان يبحث عنه منذ فترة طويلة، يقف هناك، عينيه منخفضتين.

ذَكرى دِيسمبر البارِدةَ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن