'
وضع يده فوق يدها اللتي على كتفه وهمس ووجهه قريب منها : ممكن تخليني اكمل مهمتي يا حضره المترجمه
هزت راسها بتوتر من قربه البسها بكّل حنيّه ولطف
كايد ابتسم : الحمد لله جت على مقاسك
شعرت بإحساس غريب يسكن قلبها فهو ثالث رجل بعد ابيها واخيها فيصل يركز على تفاصيلها
خوله بتعجب : كيف عرفت مقاسي بذي الدقه ؟
ابتسم وهو يقف ويمد يده لها ويساعدها لتقف
خوله بتعجب : كيف عرفت مقاسي بذي الدقه ؟
ابتسم وهو يقف ومد يده لها وساعدها لتقف تلامست انامله الخشنه بأناملها الرقيقه لاحظت خوله انه متوتر من قربها عندما ابتلع ريقه وارتفعت تفاحه آدم التي في رقبته هتف ببرود محكم : لمحته من كعبك
أصبحت تنظر اليه وقلبها يرتجف بعنف ومغص شديد حلّ على بطنها في المقابل ابعد عينيه عنها لا يريد أن يضعف ويخبرها بشيءٍ ويندم على تسرعه فعينيها تجذبه وتتحكم به من دون أن تشعر هيَ بتأثيرها الكبير عليه
دخلا المصعد واوصلها لمكتبها جلست على كرسيها هتف لها بقلق وهو يلمح احمرار كاحلها : خوله متأكده ما تبين اوديك المستشفى ؟!
هزت رأسها بتأكيد : اي متأكده ما يحتاج والله
کايد بحزم خفيف : اذا خلص دوامك انتظريني انا باخذك بنفسي للحضانه
خوله بأدب : شكراً على اللي قدمته لي بس عندي سياره وبروح بنفسي
کاید بحده خفيفه : خوله قلت انا باخذك بنفسي ما تقدري تسوقين ورجلك تعبانه
خوله باستسلام من اصراره : طيب ابشر
ابتسم بخفوت وقبل ان يخرج القى عليها نظره اطمئان وقلبه قلق عليها ثم خرج
-
عند « مطعم ذياب بن راجح آل سيّاف »
كالعاده كان يدور في المطبخ بين الطباخين فَ لقد تعلّم فنون الطهّي من كثره دخوله لدورات كثيره عند اشهر الطباخين وتعلم على أيديهم ثمّ فتح مطعمه الخاص فيه تقدّم عند أحد الطبّاخين ببدلته الرسميه التي توضّح عضلات عضده وعرض منكبيه
رآه وهو يجهز لأحد الزباين طبق « فوتشيني » اخذ شوكه نظيفه وتذوقها امسك كتفه وهزّ راسه برضى تام على الطبق وأنّ كل شيء فيها متوازي ابتسم الطبّاخ بسرور انّه نال على إعجابه التف على صوت النادل الذي اتى وعلى وجهه علامات الغضب والغيض الشديد : معلم ذياب وحده من الزباين مصرّه تبي تشوفك
ذياب بإستغراب : ليش ايش فيه !
النادل : تقول الطبق تبي ترجعه والمشكله ماكله منه
تنهد ذياب فمشاكل الزباين لا تنتهي
مشى ذياب وخلفه النادل
ذياب : وينها؟
أشّر على مكانها تقدم لها ذياب ثم هتف بمهنيه :
السلام عليكم معاكِ المدير بإيش اقدر أخدمك ؟خبرني النادل انه فيه مشكله في الطبق وما عجبك ؟!
رفعت رأسها اليه وشعرت بذهول من منظره وقوامه المميز فلَم تكن تتوقع ان المدير ينال من هذا القدر العالي من الوسامه
تنحنحت ثم هتفت بدلع أنثوي وهي تأشر على طبق
« كاساديا الدجاج » : ذا الطبق ما عجبني وجاني بارد وطلبته يكون الفلفل متوسط جابه برضو وبدون فلفل
رفع حاجبه بتعجب من طريقه كلامها هتف وهو يبتسم بصبر : طيب حابه تبدليه بشيء ثاني؟ نبدله لك حتى لو كان طلبك اغلى من هالطلب
هتفت وهي مستمره عالدلع : جيب لي من ذوقك
النادل الذي كان خلف ذياب لف ووجهه وهو يحاول ان يمسك ضحكته وهو يرى نظرات مديره المتعجبه منها
رغم جمالها الهادي لكن اسلوبها يجعلك تُستفز
ذياب بإحترام : نعتذر منك على القصور اللي بدر مننا في الطبق والحين نجهز طبق ثاني لك ولصديقتك وحسابكم كله مجاني
ثم تركها ومشى متجهه للمطبخ مره أخرى
هيَ ، التفت لبنت عمها التي تجلس بجوارها وهتفت بإعجاب كبير : يمه عليه يهبل يهبل ايش هالطول ووجهه اللي يرد الروح وطريقه كلامه
بنت عمها وهيَ تضحك عليها : اكلتي الرجال بعيونك
هيَ ضحكت : بذمتك ما هو جنتل مان؟
بنت عمها : اوكِ ما اختلف معاك بس مو للدرجه يعني اللي حسيتي فيها
هيَ برواق : دخل مزاجي وبجيب راسه
بنت عمها بذهول : اركدي واقبضي ارضك واضح انه محترم يا إيلين
إيلين بهدوء وهي تضع رجل على رجل :
انتي لا تتدخلي وخليكِ على حبك لكايد
تأففت ملك بتذمر : انتي ما تتركين فرصه الا وتفتحين سالفه كايد مرا ثاني خليتي الندم على عدد شعر راسي اني قلت لك
ضحكت إيلين : والله احب استفزك بس صدق معقوله ما اعجب فيكِ ابداً !! او أثرتي انتباهه بشيء !!
ملك بضيق : هو من بعد طليقته مخلي مسافه كبيره بينه وبين معشر الحريم كلهم بشكل ما تتخيلينه
إيلين بتعجب : لذي الدرجه يعني !
هزت رأسها : واكثر من كذا
إيلين : يبيلك دروس
ملك : خلي الدروس لك يا يجي الشيء من نفسه يا بلاها
ضربتها على كتفها برقه : غبيه بتضيعينه من يدك
رفعت كوب العصير وشربت منه : يضيع من يدي ليش وهو مثل ما قلت لك ما يطالع احد
إيلين بخفوت : حبيبتي تراك على عماكِ مستحيل مافي احد بيلفت انتباههه الحين او بعدين
ملك بتغيير الموضوع : خليكِ مني وقوليلي ايش صار معاك انتي وآسر؟
إيلين بجديه لا تتناسب مع ملامحها الهاديه الناعمه :
ما صار شيء يذكر غير انه ماجد في لندن مع واحد اسمه فيصل
ملك : طيب مو انتي الحين محاميه ما بتسوين شيء!
إيلين وهي تنظر للمدى البعيد وبحقد دفين يسكن روحها : بيجيك العلم قريب بيرجع ماجد غصب عنه ووقتها انا بتحرك
ملك وهي ترخي ظهرها على الكرسي و بهدوء : حاتم يدري عن اللي قاعده تخططين له مع آسر !!
إيلين بغضب خفيف : لا طبعاً ما يدري ولا ابيه يدري لأنه اكيد بيمنعني وبيكسر الدنيا فوق راسي اني لجأت لشخص مثل آسر وترا انتي الوحيده اللي اقولها كل شيء فإنتبهي لان لو طلع كلام بعرف انه جاء منك
ملك توترت من حدّه إيلين : ترا يا إيلين ماجد أنا شفت كيف يعامل رتيل وأخواته وعيالهم ما تتخيلين قد ايش هو طيب وحنون يعني للآن مو متخيله انه هو اللي قت*ل رعد احس في حلقه مفقوده
لم ترد عليها لأنّ النادل اتى ومعه الأطباق وضعها على الطاوله : بالعافيه عليكم والحساب مدفوع
تركهم وغادر بدؤوا ياكلون بصمت وكل وحده غرقت في عالمها الذي يحمل من الاسرار الشيء الكثير
-
بعد ما تطّمن ذياب على وضع مطمعه اتجهه للسياره متجه للمستشفى ليأخذ اخته رفيف
وصل واتصل عليها انه ينتظرها في الخارج مرت عده دقائق وركبت السياره وهي مبتسمه
مشى وهو يهتف لها حباً وحناناً : يا هلا وغلا في دكتوره قلب ذياب كيف دوامك اليوم كان؟
ضحكت برّقه فهو دائماً يناديها « دكتوره قلبه »
رفيف وهي مبتسمه : حلو الحمد لله بس فيه كان عمليه متعبه اجهدتني بس اشكر الدكتور عزيز ساعدني كثير
ذياب بإستغراب : مين عزيز ؟
رفيف : عزيز آل كايد اللي من جماعتنا
هزّ راسه بهدوء وبتذكر : اي عرفته بس ما قد قلتيلي انه يشتغل معاك
رفيف : لانه ما نتصادف كثير وعملياتنا تختلف عن بعض صمتت لثواني ثم هتفت بتردد كبير : ذياب
ذياب بحب : عيونه
بلعت ريقها : ما عرفت شيء عن تميم وين اختفى؟
تجمدت أطرافه من ذكره وتبدلت ملامحه للجمود
امسك يدها وبيده الاخرى يسوق بها : لا تفكرين فيه او تشيلين هم خلي الموضوع على اخوك ذياب والا ما تثقين فيني ؟
رفيف رفعت يده وقبّلتها بحب أخوي صافي : اذا ما وثقت فيك اعتبر انّ الحياه مالها امان
ابتسم ذياب بهدوء
رفيف : ذياب ايش رايك اكلم امي وابوي ونروح نتغدا في مطعم غير مطعمك طبعاً لأننا بنخسرك من كثر ما نروحه
ضحك على حديثها : فداكم مطعمي يا شيخه ومافيها خساير وبعدين انتي تدللي مو تطلبي وكلميهم عطيهم خبر اننا مسافه الطريق واحنا عندهم خليهم يجهزون
اتصلت رفيف على والدتها واخبرتها ووافقت وهيَ فرحه انّ رفيف بدأت تنسى محاوله اعتداء تميم عليها
-
عند « شركه آل كايد للتصميم الداخلي »
رفعت خوله ساعتها رأت أنّ الدوام انتهى وقفت شعرت بألم حاد أغمضت عينيها بقوه كبيره فالألم اصبح لا يطاق تحاملت على نفسها اخذت شنطتها واصبحت تعرج بشكل ملحوظ تسندت على الجدار وهي تبلع ريقها عده مرات من الألم وصلت للباب وقفت ثم خرجت من مكتبها اصبحت تمشي بروّيه لتصل للمصعد في لحظتها خرج زايد وبرفقته نواف رآها وهي تعرج تلهف قلبه على منظرها تقدّم لها بسرعه وبدون شعور منه هتف لها بقلق كبير : ايش اللي حصل لك يا بنتي تعرجين سلامتك؟
رفعت راسها اليه وعينيها تعلن انها في اي لحظه ستبكي
لكن امسكت نفسها بصعوبه شديدة
خوله وصوتها يوضح انها تتالم : لويت كاحلي بالغلط
خفق قلب زاید بقوه فنبره الألم التي لمحها في صوتها جعلته يشعر بحزن متوحش قاتل هتف لها بحنو ابوي وهو يمد لها عصاه التي صممت خصيصا له بالحجر الكريم الخالص : خذي استندي عليها
نفت بإحراج شديد : لا يا طويل العمر انت تحتاجها أكثر مني انا بمشي على مهلي
زايد بقلق اكبر وهو يرى كاحلها منتفخ : رجلك واضح عليها انه مو ممكن يكون مجرد التواء اوديك المستشفى؟
ما بالهم رجال آل كايد اليوم !!
« حنوا عليّ بس عشان لويت رجلي وامي اللي عشت معاها سنين ولا عمري لمحت فيها ذي الحنيّه »
خوله بتعب : لا يا طويل العمر هي منتفخه عشان توي اليوم لويتها وبكرا بيخف
تقدم زايد ووضع مقبض العصا على كفها أرادت أن تعترض ولكن هتف زايد لها بحزم رقيق : يا بنتي ما تبي تروحي المستشفى استندي عليها لا تحملي على نفسك فوق طاقتك انتي الحين بحاجه لها اكثر مني
بعد أن استندت عليها شعرت ان الضغط على رجلها اليمنى قلّ هتفت ببحه : الله يرفع قدرك يا طويل العمر
ابتسم زايد من كلامها الدافئ ربت على كفها برفق : انتبهي لنفسك يا بنتي واذا حسيتي ما تقدري تداومين خذي اجازه
شعر زايد أنه في كل مره يقول لها « يا بنتي » بِ لذّه غريبه ورجفه تحتل قلبه وكأنه لأول مره يقولها هزت راسها بخفوت فهي بالفعل ستاخذ اجازه
اتجهوا للمصعد وصلوا للدور الأرضي تقدمت خوله لجهه الاستقبال هتفت بتساؤل لفرات التي كانت تجمع اغراضها : فرات شفتي كايد؟
رفعت راسها : اي شفته يخرج من نص ساعه
ولكن الذي لا تعلمه فرات أن كايد رجع بعدها ولكن هي لم تنتبه عليه
خوله « الحمد لله جت منه »
بدأت تمشي وهي تستند على عصا زايد
فتحت باب سيارتها أدخلت العصا وشنطتها الرماديه جلست وقبل ان تقفل باب السياره انتبهت لشخص يمسك الباب بقوه رفعت راسها رأت كايد توترت من ملامحه الشبه حاده : اتوقع قلت لك انتظريني
خوله بتوتر : سألت فرات عنك قالت انك خرجت
التي تجهله انه عندما خرج ذهب للقصر وبدّل سيارته الكبيره التي خرج بها الصباح لأصغر لأجلها
كايد بهدوء : قومي طيب لسيارتي
امسكت عصا زايد وشنطتها وخرجت من السياره
كايد بتعجب : مو هذي عصا عمي زايد؟
خوله وهي تقفل سيارتها : اي عصاه
كايد بشبه ابتسامه : تدرين انه مستحيل يعطيها لأحد
التفت عليه وهي تمشي بجواره ببطئ : عشان شافني اعرج حَب انه يساعدني
هز راسه بهدوء وصلوا لسيارته
فتح لها الباب الخلفي وجلست بهدوء واقفل الباب
ركب مكان السائق
كايد وهو يعلي على التكييف : الجو كويس والا بارد عليك؟
الجو بارد يا كايد !! كيف يكون بارد واللهيب الذي في صدري يجعلني احترق فقربك بهذا الشكل ورجولتك الكايديّه تشعرني بخطر، لم ترد عليه لأنها سرحت بالطريق رفع نظره للمرآه ورآها تفكر بسرحان
« يا ليت هالحواجز والقيود اللي بيننا تنعدم »
تذكرت خوله ان تخبر عذوب ان تخرج سيف معها
رفعت هاتفها وارسلت لها
« عذوب خرجي سيف معاك لأني جايه مع كايد »
وأقفلت الجوال ثواني ورأت عذوب تتصل عليها
ترددت ان ترد وهو موجود ولكن مع اصرار عذوب
ردت بصوت هامس : هلا عذوب
عذوب بإستغراب كبير : هلا ، ما فهمت عليك انتي جايه مع كايد ! كايد ولد اختي والا احد ثاني !!
خوله بهمس لا تريد البوح باسمه : الاختيار الاول
عذوب بقله صبر : خوله تستهبلين معاي
أقفلت الخط على عذوب وارسلت لها
« اقصد كايد ولد اختك »
عذوب « كيف انتي وكايد ! وليش جايه معاه ؟ حرام عليك مخي وقف يستوعب »
خوله « مو قلت لك اني اشتغل في شركه »
عذوب « طيب بس ما قلتي لي انها شركه آل كايد »
خوله « لانك ما سالتيني وبعدين مهي قضيه يا قلبي »
لم ترد عليها عذوب لأنهم قد وصلو امام الحضانه وعذوب كانت واقفه تنظرهم وهي حامله ترف وممسكه بيد سيف
فتحت الباب الخلفي اقبل عليها سيف بسعاده مشرقه حملته وقبّلته برقه بالغه وبهمس : كنت شاطر مع خاله عذوب؟
هز راسه وهو يبتسم بشقاوه فتحت عذوب الباب الخلفي من الجهه الأخرى ووضعت ترف النائمه ورات خوله وبحضنها سيف واشرت لها على رقبتها انها ستقت*لها ضحكت بخفوت على حركتها
ركبت جنب كايد وبنبره مقصوده : اول مرا اصدق مقوله انّ الدنيا صغيره وبالحيل
ناظرها كايد من طرف عينيه وفهم عليها انّ الدنيا جمعته بظبيّته مره اخرى من بعد ان رآها عندها قبل سنين
كايد وهو يوجّهه حديثه لخوله : وين بيتك ؟!
عذوب وهي ترفع حاجبها : قلتلك الصباح نبي نروح السوق
كايد بهدوء : أم سيف في الشركه لوّت رجلها ما بتقدر تضغط عليها وتمشي كثير
استغربت من حديثه لخالته أَلِ هذه الدرجه قلق لأجلي ! ولا يريدني ان امشي واتعب !
بدون شعور منها رفعت يدها على قلبها الذي ينبض بشكل جنوني فَ كايد اليوم لم يجعل قلبها يهدا ولو للحظه اشعر بخوف يقلقني انّ الأسوار التي شيّدتها ستسقط وانا في وسط حصونه
بلعت ريقها وهمست برّقه : بروح السوق اول مع عذوب متواعدين من قبل
رفع نظره للمرآه والتقت عينيه بعينيها وكأنه يخبرها ان تبدل رايها ولكنها أشاحت نظرها عنه وهي متوتره
كايد ببرود كاذب : اي سوق تبغوا تروحون؟
عذوب وهي تلتف على خوله : وين نروح ؟
خوله بخفوت : عادي اي مكان
عذوب وهي ترجع لجلستها الطبيعيه : ودينا الرياض بارك مول
غيّر طريقه كايد وهو يشعر بغيض من خالته ومنها
بعد عشر دقايق توقفت سياره كايد امام المجمع
ترجلوا والتفت عذوب لتحمل ترف
كايد : خليها دامها نايمه أرجعها معاي القصر
عذوب : لا ابيها معاي عشان اشتري لها فستان
أقفلت الباب واتجهوا للمجمع ونظر كايد مصوب على خوله إلى ان غابت عن عينيه ومشاعره اتجاهها تدفقت بشكل لم يعد يستطيع ان يتحكم بها وكأنها تعصف به من كلّ صوب وتأبى ان تهدا هذه العاصفه
ضغط على قياده السواقه بحدّه « أنا احترق عليها وهي ولاهمها »
-
بعد مرور ساعتين
جلست خوله بتعب والم شديد وبجوارها عذوب وبيدها عدّه اكياس
خوله بتعب : الحمد لله مع ذا التعب على الأقل لقيت لي فستان لملكه حنين
عذوب وهي تمسك يدها : معليش تعبتك معاي
خوله بمرح متعب : ما بكذب عليك واقلك تعبك راحه لاني من جد تعبت
عذوب فتحت عينيها : بالله !! مقبوله منك
وبحماس : تدرين اليوم اكتشفت شيء !
خوله بإستغراب : ايش الله يجعله خير
عذوب بنبره ذات مغزى : لأول مره بعد سنين اشوف كايد متغير
رجف قلب خوله : كيف متغير ؟
عذوب بقصد عميق : كايد مستحيل يهتم او يقلق على احد كذا غيرنا انتي تدرين ملك كم حاولت فيه عشان تلفت انتباهه !!
شعرت بجمره تقف في حلقها من كلام عذوب من هذه الملك التي تحاول ان تلف شباكها على كايد
هتفت ببرود وهي تحترق : طيب وبعدين!
عذوب بضحكه : بس اقولك انه متغير
انتبهت لهزّ خوله لرجلها هتفت بخبث : لا يكون غرتي؟
انصدمت من كلام عذوب
اغار !! ولماذا اغار عليه !! واي أثنى غيري ستتوتر من قرب رجل منها فأنا لم اعتد على لمسات رجل حانيه بل لمسات وحشيّه عنيفه ، محرقه وهذه ليست سوى مشاعر وهميه لا أكثر
خوله بهدوء محكم : اكيد انك تمزحين اغار عليه ليش وهو مافي شيء يستدعي اني من الاساس اغار
عذوب بتهكم : اي اي صدقتك
دنت منها وهي تبتسم بمكر : الا حكيني ايش صار معاك انتي وبتّال ؟!!
تغيرت عذوب من ملامح متهكمه لِ ملامح جامده
عذوب وهي تغمض عينيها وبغيض : قاتل*ه المتعه شفتيني مبسوطه قلتي خليني اقلب عليها الطاوله
ضحكت بخفوت : وحده بوحده حبيبتي
ترف وهي تترك هاتف والدتها وبطفش : ماما متى نروح طفشت
عدلت فستانها وبحنيّه عذبه : شوي ماما ونروح ايش تبغي اجيبلك انتي وسيف ؟
سيف بحماس : نبغى اسكريم
هزت ترف راسها بتأييد : اييي ماما نبي اسكريم
وقفت عذوب : يلا تعالوا نروح نشتري ، تبين اجيبلك ؟
خوله بإرهاق : لا يا قلبي بقوم اشتري لي قهوه
عذوب : جيبيلي معك فلات وايت
ذهبت عذوب مع سيف وترف
وقفت خوله وهي تعرج لجهه الكوفي الذي كان أمامها لتاخذ لها ولعذوب قهوه تحت انظار شخص طامع يراقبهم من بدايه تسوقهم تأكد انّ خوله دخلت اقترب وبخبث هادئ مسك العصا هتف لنفسه وهو يبتسم بحقاره : والله ثقيله بعد ذي بالراحه تجيب لي عشره آلاف
التف لخوله وتأكد أنّ لم يلمحه احد اخذ العصا التي جذبته بشكل كبير اول ما رآى خوله وهي تمشي ومستنده عليها مشى بخطوات سريعه مبتعد عن المكان
بعد عشر دقائق عادوا في نفس الوقت
تقدمت عذوب وحملت من خوله القهوه
عذوب بعتب حاني : ليش ما استندتي على العصا شوفي رجلك كيف منتفخه
خوله وهي تبتسم بتعب : قلت مو لازم دامه قريب
لفت نظرها وتنبهت انّ العصا ليست مكانها اصبحت تتلفت بخوف قلق
خوله بخوف وهي مازالت تتلفت : عذوب العصا مو مكانها
وضعت عذوب الاكواب على الطاوله وامسكت بِ خوله تهدئها : اهدإي يا قلبي يمكن طاحت
تقدمت عذوب لترى اذا العصا سقطت ولكنها لم ترى شيء
رفعت نفسها وبتساؤل : انتي ما اخذتيها معك وانتي تاخذين الطلب ؟
خوله بتوتر بالغ : لا أنا متأكده اني خليتها هنا وما اخذتها اكيد احد شافها وسرقها
أمسكتها وأجلستها : طيب الحين انتي اهدئي باتصل على كايد يجي ويشوف الوضع
اتصلت على كايد اكثر من مره و لم يرد عليها
عذوب بغضب خافت : وقتك يا كايد ما ترد
عادت عليه الاتصال ولم يرد ثم هتفت بتذكر : صح اتصل على نواف كيف راح عن بالي
هزت خوله راسها وهي متوتره وغاضبه من نفسها كيف انها لم تأخذها معها وتركتها بدون حمايه فالواضح على العصا انها راهيه بشكل راقي
بعد عده لحظات رد نواف : مساك الله بالخير يا أم ترف
عذوب : مساك الله بالنور يا نواف
نواف بإستغراب من اتصالها فهي نادره الاتصال :
آمريني بغيتي شيء؟
عذوب بإحراج : معليش اذا اتصلت عليك بوقت غلط بس محتاجينك
نواف بوّد : لا يا ام ترف حيّاك الله اي وقت ، آمريني ايش بغيتي ؟!
عذوب بخفوت : العصا اللي زايد اعطاها خوله الصباح انسرقت ونبيك تجي المجمع تشوف ايش الوضع ومين اخذها
شعر بتشوش كبير من كلامها خوله ! عصا وسرقه !
نواف وهو يحاول ان يفهم : ام ترف حبه حبه عليّ
خوله مين ؟
عذوب وهي تلقي عليه الخبر : خوله أم سيف اللي تشتغل مترجمه بشركتكم
سكت بصدمه كبيره وبتفاجىء عميق : كيف تعرفينها ؟
« وقتك يا نواف تسألني من وين اعرفها »
عذوب بصبر : معليش الحين مو هذا موضوعنا موضوعنا العصا انسرقت
نواف وهو مازال تحت الصدمه : طيب وينكم أجيكم !
عذوب : الحين برسلك موقعنا
أقفلت منه وارسلت له الموقع وبعد ربع ساعه رأته يقبل عليهم بهيبه وثقل وكأنه اكتسب صفات زايد بكل شيء
اقترب منهم وسلم بإحترام ثم هتف : من متى انسرقت منكم ؟
خوله ببحه : من نص ساعه تقريباً
نواف بهدوء : طيب خليكم هنا أنا بروح مركز الأمن العام اللي بالمجمع واتفاهم معاهم ونشوف الكاميرات
خوله وهي تشعر بحرج شديد من الموقف :
نواف حاول تلقاها ما ابي اتفشل عند العم زايد
ابتسم بهدوء وهز راسه وهو يطمنها : لا تشيلي هم ولا سمح الله ما لقيناها ما بيزعل منك طويل العمر
خوله بخفوت : ان شاء الله خير
نواف : مالك الا اللي يسّرك يا أم سيف
تركهم وذهب في لحظتها اتصل كايد على خالته
ردت عذوب بغضب : نعم
كايد بإستغراب من غضبها : ايش فيك معصبه !
عذوب بقهر من بروده : كم مره اتصلت عليك ما ترد
كايد : مشغول يا خالتي يعني لو فاضي ما برد عليك
المهم فيه شيء صاير؟
تنهدت : عصا زايد انسرقت
كايد بخوف فضحه : خوله بخير صارلها شيء؟
ابتعدت عذوب عن خوله رغم غضبها الا أنها ابتسمت بملئ ثغرها على كلامه هتفت وهي مبتسمه : الحين اقول لك العصا انسرقت تقول لي خوله بخير
استوعب على نفسه وغضب على حماقته
تنحنح وهو يحاول ان يخفي احراجه : الحين جايكم
مرت نصف ساعه اخرى وخوله تشعر بقلق وتوتر كبير
وحلّ مكانهم الراحه عندما رأت نواف يمشي نحوهم وبيده العصا وعلى وجهه ابتسامه هادئه
وقفت وبراحه : الحمد لله لقيتها
نواف وهو يمدها لها : واحد شافها معاك وشكله طمع فيها
خوله بسرعه وهي ترجعها لنواف : لا معد ابي اخذها خليها معك ورجعها لعم زايد ووصله شكري
هز راسه بهدوء ثم هتف : خلصتوا اوصلكم ؟
عذوب وهي ترى اتصال كايد : لا هذا كايد وصل
التفت خوله واخذت كوب قهوتها التي لم تشرب منه ومدّتها لنواف وبرّقه تشكره : تفضل خذه من نصيبك وبإحراج : معليش بس أتوقع بردت
اخذ نواف الكوب منها وهو مبتسم : الله يعطيك العافيه ما قصرتي وما سوينا شيء
خرجوا من المجمع وكان كايد بانتظارههم عندما رآهم ترجل من السيارة وركبت عذوب وخوله السياره
تقدم كايد وسلم على نواف
ثم هتف له بحده : وين لقيتوه السراق؟
نواف بضحكه خافته : شفناه يمشي في المجمع بكل ثقه وهو ماسكها ولما مسكناه كان ينكر حتى يوم وريناه الكاميرات كفين وجابها من صديقه
كايد امسك كتف نواف وبمحبه : جزاك الله خير طول عمرك راعي واجب
رفع يده ووضعها فوق يد كايد : من بعدك يا ابو غيث
شكر كايد نواف وبعدها ركب السيارة متجهين ليوصلوا خوله بيتها ونواف للقصر ليرجع العصا لزايد والأهم أن يخبره بما عرفه
-
امام « قصور آل كايد »
فتح الحارس البوابة لنواف دخل وركن سيارته واتصل على زايد بعد رنتين رد عليه : هلا يا ولدي
ابتسم نواف بمحبه عميقه لهذا الشخص الذي بمثابه الاب له فهو العوض له عن كل فقد كان في حياته
هتف بود كبير : هلا فيك يا يبه بس بغيتك في موضوع مهم اذا فاضي
زايد يتعجب : عسى خير ان شاء الله اسبقني لمكتبي من الباب الخارجي وانا جايك
اتجهه للباب الخارجي من المكتب الخاص لزايد فتح نواف الباب بقوه وفي لحظتها كانت ريوف ممسكه بيدها كوب قهوه ويدها ممدوه إلى رف أعلى من مستواها لتمسك بكتاب ولكن من أثر فتحه نواف القويه تفاجئت وسقط الكتاب على وجهها وانزلق الكوب من يدها واحدث صوت مدوي في الغرفه تالمت من ارتطامه في وجهها التفت ريوف بحده لترى من هذا المتطفل ولكن صدمت بنواف يقف أمامها بطوله وهيبته رغم الهدوء الذي كان على مظهرها الا انها كانت متوتره اما نواف فكان متفاجئ من التي تقف أمامه بهذا الشكل المترف من الدلال والانوثه الطاغيه وشعرها القصير الذي يغطي نحرها الشامخ ابتلع ريقه الجاف وقبل أن يعطيها ظهره
فتح الباب الداخلي المردود وكان مشعل المستغرب من الصوت الذي صدر من مكتب والده ولكنه صدم جداً عندما رأى ريوف متکشفه امام نواف
تقدم وبغضب : ايش تسوون هنا لحالكم !!
وبغضب جنوني اكبر : معقوله یا نواف تخون ثقه ابوي فيك وتنتهك حدود حرمه بيته !!
انصدم نواف من كلامه ولم يرد لأنه كان في وضع لا يحسد عليه ويتمنى الأرض تنشق وتبلعه قبل أن يدخل مجرد شك في قلب زايد انه خوّان الثقه
كان مشعل سيتقدم جهه نواف وهو يشتعل بغضب عارم ولكن شعر بضربه قويه على كتفه الأيمن التف بكامل جسده رأى والده وقد اعتلت ملامحه الغضب
زايد بغضب كبير : احترم نفسك وثمن كلامك قبل ما تقوله يا ابو صقر
عندما سمعت وريوف صوت والدها وكأنه طوق النجاه من بعد الغرق ركضت اليه شرع لها يده واحتضنها بحنيه بالغه بعدها وقفت خلفه وتمسكت بثوبه ونواف ولّاهم ظهره وخرج من المكتب
همست لوالدها بخوف من ملامح مشعل : يبه ترى مافي شئ بيننا انا كنت باخذ كتاب زي دايم وهو دخل فجاه
مشعل بغضب وهو ممسك بكتفه بالم : بتصدقها من هالكلمتين والوضع المريب اللي شفتهم فيه !
ضرب زايد عصاه بالأرض وبحده : قلتلك ثمن كلامك واستح على وجهك عيب اللي تقوله وانا واثق بتربيتي لبنتي وبنواف ومستحيل أشك فيهم والحين اطلع من قدامي مشعل رمق ريوف بنظرة غضب وازدراء وخرج وهو حانق
التف زايد على ريوف المرتجفه حضنها بهدوء وبكت بخفوت لأنها شعرت بأمان وهو خلفها كالسد المنيع
مسّح على شعرها برفق وبحنان عميق : الحين ليش تبكين تراني واثق فيكم وما خالجني شعور اني أشك فيكم ابداً
ريوف ببحه حزينه : حز في خاطري كلام مشعل شكّه اللي ذبحني يا يبه
مسح دموعها وبتهكم : لا تلوميه هو من بعد ما طلق شيخه والرجال مستخف
ابتسمت على تهكم والدها لمشعل امسكت يده وقبلت كفه بمحبه صافيه عميقه هتفت بهمس : بروح لرتيل قبلت رأس والدها وخرجت واقفلت الباب خلفها تقدم زايد وجلس على الكنبه ونادى على نواف الذي اتى وعلّق العصا في مكانها ثم اقترب منه وهو محرج بشده من الموقف المهيب
قبّل رأسه وكتفه الأيمن وهو يعتذر منه
جلس بجواره وهو مطئطئ الراس
امسك زايد كفه : ارفع راسك ولا تحنيه طول عمرك
رفع راسه ونظر لعينيّ زايد : شعوري مثل شعور بنتك يا طويل العمر كلام مشعل ماله اي وزن من الصحّه لان كل واحد فينا اتفاجئ بالثاني وانا مكلّمك قبل لا اجي المكتب
زايد بإبتسامه حنونه على وجهه : عارف يا ولدي وانا واثق فيكم الاثنين وكلام مشعل امسحه بوجهي
ثم هتف بتذكر : خلينا من ذا الموضوع خبرني عن المهم اللي جاي له؟
فجاه تنشط نواف وابتسم : جبت لك عصاك وعلقتها مع الباقيين
التف زايد ورآها مع باقي العصيان هتف بإستغراب : كيف رجعتها وانا معطيها ام سيف الصباح!
نواف وابتسامته تكبر : هنا الموضوع طال عمرك
سكت ثم اكمل ببطئ : الليله عرفت يا طويل العمر انّ خوله ام سيف تصير صديقه ام ترف من سنين
اعتلت ملامح زايد الصدمه والذهول : كيف عرفت؟
نواف : كانوا مع بعض في مجمع واتصلت علي ام ترف تبلغني انها انسرقت وانصدمت نفس صدمتك الحين انها على معرفه فيها وقدرت أرجعها من اللي سرقها وكنت بعطيها اياها بس هي رفضت وقالتلي رجعها لعم زايد
وتوصلك شكرها على مساعدتك
كان يستمع لنواف وينظر في مكان فارغ ولكن كل جوارحه تدّب بشكل عنيف وشيء من الضوء الباهت الذي يأتي في نهايه الكهف يمدّه بالغيث !
فمتى يحلّ وقت المطر ويروي الضمى من بعد الجفا !
متى ستحّن عليّ السنين وتجبر قلبي المكلوم المرهق !
وتنثر الورد لِبُستاني المتصحّر !
متى ستكتمل فرحتي الناقصه وشعور النقص الذي يلازمني من سنينٍ عجاف !
اهذه محض صدفه ام إشاره من الله !
اهيَ قريبه مني لهذا الحد وانا جاهل !
اقسم بالله يا فاتن لأذوقّك مالا تُطيقين لو تأكدت انها ابنتي سأجعلك تكيلين الالم اضعاف انتي وحقيرك
هَز راسه وهو في مجاهده الإستيعاب
فجأه طُرق الباب بقوه وصوت رتيل المستغيث الخائف يصّل إلى مسامعه : يبه الحق على ريوف مشعل مو راضي يفكها
انلسع ووقف بغضب عارم فمشعل تخطى جميع حدود صبره فتح الباب بقوه وهو يرى رتيل ترتجف وتبكي
مشى بسرعه متجاهلاً المصعد
وصل للطابق الذي يخص الأجنحه ووصل لمسامعه صوت ريوف العالي الباكي
ومشعل الذي يصرخ بها بحدّه لتعترف وتخبره الذي بينها وبين نواف
وصل لباب الجناح وصرخ بأعلى صوته : مشعل !!
التف مشعل على والده وهو ممسك عضد ريوف بقوه يكاد ان ينصهر بقبضته
اقترب منهم وأمسك يد مشعل ودفعه بقوه فزايد رغم كبر سنه إلا أنه محتفظ بقوه عضلاته وصلابتها
زايد بغضب كاسح : تنكسر اليّد اللي تنمد على بناتي وراسي يشم الهواء والروح ما فارقتني ولو كان ولدي تفهم والا لا !!
مشعل بغضب مثل غضبه : يبه مو كل وقتك تحنّ وتلين عليهم لازم يكون فيه شدّه والا بيصير استهتار منهم
اقترب منه واصبح يدق صدره : أنا ربيتك كذا يا مشعل تلوي ذراع اختك وتوجعها بكلامك وانا باقي حيّ !! كيف اذا الله اخذ امانته !! خليها في بالك انّ عمر الشدّه والضرب ما جابت نتيجه وحل
أنا أقدّر خوفك بس مو بذا الاسلوب العنجهي
والله لو عاد تعترض لها بكلمه بتشوف شيء مني ما يسّرك
اهدا واقعد مع نفسك وفكر اللي سويته مع اختك وشككّ فيها يسوى والا لا يا ولدي !
مشعل كان يتنفس بغضب وحرقه طوال كلام والده ولكن في نهايه كلامه وعندما شعر بحنيّه والده ابتلع ريقه والغصه تخنقه بشكل محرق لا شعورياً منه وضع رأسه على كتف والده رفع زايد يده على رقبته من الخلف ومسح على شعره بأعلى مستويات الحنيّه لم يتكلم احد منهم فالموقف والمشاعر كانت كفيله ان تعبر عن ايّ كلام
ابتعد مشعل عن والده وقبّل راس ريوف وهو يهمس لها بأسف : المعذره والسموحه منك يا بنت زايد
وخرج وهو يضغط على عينيه بقوه لن يسمح لأحدٍ ان يرى دموعه او ضعفه غيرها فأين هيَ الآن منه !!
اين انت يا شيخه !! اين انتي من مشعلك
فمشعل بدونك جسد بلا روح !! ألا يوجد لديّ اي حسنه تجعلك تعفين عني وتدمحين زلتي ورجولتي التي خرجت في لحظه ضعف !! اللحظه التي جعلتك تبتعدين عن شقّي الأيمن ! اللحظه التي حكمت فيها على كلينا القصاص الروحي و ان اسامر الليالي بدونك وابتلع العلقم !
خرج بسرعه متجهه لقصره الذي يلاصق قصر والده
جلس زايد على السرير واحتضن ريوف التي كانت تبكي
وبكائها يأخذ النصيب الاكبر حزناً على اخيها مشعل اتت عفراء وهي بعابئتها وكانت للتو تأتي من الخارج برفقه بتّال اقتربت وبإستغراب تسأل رتيل : ايش حصل!! شفنا مشعل خارج ووجهه مقلوب سالته ما رضي يتكلم
التفت رتيل على والدتها اقتربت منها وحضنتها وهي تبكي ايضاً بحزن على ريوف وعلى اخيها وعلى حالها فما الذي حلّ عليهم الليله فالمشاعر فاضت وبشكل عنيف
عفراء بقلق شديد : يا بنتي ايش حصل وقفتي قلبي
رفعت راسها واخبرت والدتها وبتّال الذي كان بجوارها
كل شيء بإختصار
تنهد بتّال بحزن : خليني اروحله
مسكته به عفراء وهي تشعر بحزن انغرس في قلبها على ابنائها : اتركه خليه يهدا مع نفسه
تركت عفراء رتيل واقتربت من زايد الذي كان يمسح على شعر ريوف بحنيّه بالغه وهو يقرأ عليها بعض من آيات القرآن لتهدآ جلست بجوارها من الطرف الآخر اخذتها من حضن والدها لحضنها واصبحت تقبل راسها
عفراء بحنيّه أم : اهدإي يا ماما كلنا واثقين فيك وسامحيه هو ذي الفتره مشتت ونفسيته تعبانه لازم نعذره ونتحمله
رفعت راسها وصوتها عليه آثار البكاء : أنا ما ابكي الحين على شكّه فيني ابكي على حاله مشعل ماهو مشعل
ماما كلمي شيخه ترحمه وترجعله حرام والله
وضعت يدها على خدها برفق : اهدإي حبيبتي نتكلم فذا الموضوع وقت ثاني
-
توقفت سیاره كايد امام العماره التي تسكن فيها خوله خوله برقه : شكرا يا كايد على العنوه
ابتسم على كلامها : العفو ولا تشكريني على واجب
فتحت باب السياره وانزلت سيف ثمّ ترجّلت بتعب وحملت الأكياس وهي تقفل الباب سمعت سيف يصرخ بفرحه طفوليّه : فيصل حبيبي
بلا شعور منها سقطت الأكياس من يدها والتفت بكامل جسدها لترى فيصل أمامها ينزل لمستوى سيف ويحمله وهو يضحك بصوت عالي كانت تنظر اليه وعينيها تجمعت بها الدموع بشجن عميق لاخيها الذي عاد بعد غياب لم تهتم للأكياس ومشّت بسرعه فالارض لا تكاد ان تسعها وهي تراه واقف أمامها بطوله الفارع وبملامحه التي تشبهها بصوره رجوليه عندما رآى خوله تقبل عليه وهي تعرج بدون ان تتكلم او تشرح فبينهم تناغم كبير اقترب وهو ماد ذراعه لها تمسكت بعضده بقوه
نظرت إلى عينيه وبشوق : واخيراً حنيّت ورجعت لأهلك وحشتني واعتبر هالكلمه قليله انها تعبر عن شعوري
قبّل رأسها بشوق مشابه وبمحبه اخويه عميقه : ما فقدت احد في غربتي كثر ما فقدتك ياضيّ عيون اخوك
شدّت على عضده بقوه اكبر وبكت بصمت من كلامه الذي لامس قلبها بعمق فهي موجوعه لحد النخاع ، متألمه من ليالي العذاب التي عاشتها وهو بعيدٌ عنها دمعت عينياه وهو يعلم مدى الآلام التي حرقتها قبّل رأسها بتأثر كبير : يا جعل الوجع اللي يسكن ضلوعك يسكن اللي اوجعوك ويصير اضعافها
رفعت راسها وببحه : لا تدعي على احد
فهم عليها أنّ والدته اول من اوجعها فَفِي نهايه الأمر تبقى والدتها مسح دموعها برّقه : لا تبكين يالظبّي دموعك غاليّه لا تنزليها على رخيص !
ثم هتف وهو ينظر للسياره التي ترجلت منها هيَ وسيف : مع مين جيتي؟
خوله : مع صديقتي عذوب
اما عند كايد وعذوب رؤوا الموقف بالكامل
عذوب بتأثر عميق : يا عمري والله الله يرد لنا ماجد قريب
كايد كان يدقق في ملامح وجهه فيصل وهو يحاول ان يتذكر اين رآه فوجهه ليس غريب عليه
كايد بتساؤل : والله اني مشبهه عليه ايش اسمه !!
عذوب وهي ليست معه : فيصل
فتح عينيه بصدمه كبيره وللتو يستوعب اين يعرفه
« فيصل الراسي !! خوله الراسي !! فيصل صديق خالي ماجد !! معقوله !! كيف ما ربطت ان فيه صله بينهم »
كايد وهو يبتسم : تدرين فيصل اللي قدامك مين ؟
التفت عليه وباستغراب : مين يعني اخو خوله !
كايد بابتسامه أكبر : مو بس كذا هو نفسه صديق خالي ماجد
عذوب بصدمه : تقولها صادق !!
کايد وهو يفتح باب سيارته : اي والله اني صادق
ترجل من السياره واقترب من فيصل وخوله
کاید بصوت رجولي وببحته المميزه نطق بالE :
جوزيف ألكسندر
رفع فيصل نظره بقلق من الشخص الذي يعرف اسمه المستعار في لندن ولكن توسعت عيناه ابتسم ثم ضحك بفرحه
وهو ينزل سيف ويبتعد عن خوله ويتقدم لكايد ويحضنه بقوه وكايد يشد عليه وكأنه يحتضن خاله الغائب ويشتم فيه رائحته ابتعد عنه وبموده كبيره : يالله انك تحييي فيصل والريح اللي جابته من لندن
فيصل بإبتسامه : الله يحييك ويبقيك يا ابو غيث والله على بالي أزورك بكرا لكن القدر سبقني
شد كايد على كتف فيصل : الدنيا صغيره وانا اخوك مين كان يدري ان صداقه حريمنا تربطنا
في هذه اللحظه ترجلت عذوب من السياره اقتربت منهم وتمسكت بخوله وببحه : الحمد لله على سلامتك يا فيصل
فيصل باحترام : الله يسلمك
عذوب وهي تبلع ريقها وبشوق يقتلها : كيف ماجد طمني عل_لم تحتمل ان تكمل حديثها فالعبره خنقتها وبكت بصمت احتضنتها خوله من كتفها وبهمس حاني : اتعوذي من الشيطان يا عذوب
فيصل بتأثر : والله انه بخير يا ام ترف وما يبي شيء من الدنيا غير انه يرجع يجتمع فيكم وموصيني بأغراض اعطيها لكم وبإذن الله أعطيكم اياها قريب
عذوب بلهفه : وينها الاغراض !
فيصل بحرج : في الخبر ما جبتها معاي لاني ما كنت متوقع اشوفكم اول ما اجي
هزت عذوب راسها بحزن تشبع في روحها
كايد بـ لباقه : حياك الله عندنا اجتماع في المزرعه بعد اسبوع وودي لو تكون حاضر
فيصل وهو يقبل خشم كايد : ابشر يا ابوغيث على هالخشم وفيه ملكه اختي بعد كم يوم ويشرفني حضورك
کاید بابتسامه : ابشر اعتبرني اول الحاضرين
استأذنا بعدها ورحل كايد مع خالته للقصر وتوجهه فيصل مع خوله للداخل بعد أن دخلوا وضع الأكياس على طاوله الاستقبال
أمسكت خوله بيد فيصل بقوه وكأنها خائفه انها في حلم وتخشى الاستيقاظ منه
فيصل بحنان وهو يمسك خدها برقه : ماني حلم مثل ما تحسين !
خوله بضحكه : ايش اللي خلاك تقول كذا !
فيصل وهو يمسكها ويجلسها على الكنبه ويجلس بجوارها ويضع سيف في حضنه : لاني اعرف ايش اللي في خاطرك من غير ما تقولين
خوله بود : في هذي صدقت وبتساؤل : متى جيت من لندن؟
فيصل : اليوم الصبح وصلت على بيت ابوي واتفاجئت انك مو موجوده وقلت ما ابي الليل يسري الا وانا عندها
احتضنت عضده ووضعت راسها على كتفه وهي تشعر بأمان الدنيا كلها مجتمعه في أخيها تركها لعده دقائق ثم هتف بخفوت عميق : تدرين يا خوله ان كل الاخوان اذا اختهم اتطلقت يزعلون الا انا فرحتي ما تنوصف لمن بلغني ابوي عن طلاقك
رفعت راسها من كتفه وببحه : يعني ما تحس اني حمل ثقيل عليك !
فيصل بغضب طفيف : لا اسمعك تقولين عن نفسك ذا الكلام انتي تنحطين على الجرح يبرى كيف تكونين حمل ثقيل !!
خوله بوجع : ذا مو كلامي ذا كلام امي عني يا فيصل
تنهد بعمق وهو يمسح على شعرها : قلتيها كلام يعني ماله قيمه كبيره عشان تكدرين خاطرك ولا تفكرين كذا وبتذكر : ابوي قال لي انك تشتغلين بشركه ايش هي !
خوله بابتسامه : شركه آل كايد للتصميم الداخلي كمترجمه
ضحك فيصل بتعجب : لا كل مرا تثبت لي مقوله الدنيا صغيره انها فعلاً صغيره
خوله وهي تقف : جوعان حبيبي ؟
فيصل بِ لطف : واذا جوعان مو مسويه شئ نطلب من برا
هزت راسها بهدوء وهي تمشي للغرفه وفيصل خلفها حامل سيف النائم : ايش فيك تعرجين !
خوله وهي تخلع عبائتها وبحرج من تذكرها الموقف الذي جمعها مع كايد : لويت رجلي بالغلط في الشركه اليوم
وضع سيف على السرير بهدوء والتف عليها وبقلق : اجلسي طيب خليني اروح الصيدليه اجيبلك مرهم وعشا مره وحده
هزت راسها فَ ليس لديها طاقه ان تعترض قبّل رأسها وخرج
-
« في مبنى التحقيق »
دخل مشعل المكان وهو يشتعل غضباً فَ لقد تراجع عن فكرة ذهابه لقصره وهو بهذا اللهيب صرخ بالموظفين بغضب حاد : جيبولي المتهم اللي من جماعه أسر الآن !
توتروا الموظفين من صوته الغاضب فالكل يجتنبونه وهو في هذه الحاله اتجه لغرفه التحقيق
مرت عده لحظات دخل عليه سعود وهو مكبل اليدين جلس امامه
مشعل ب طنازه : هلا ب الحب !صاير اشوفك أكثر من اهلي !
لم يرد عليه سعود واكتفى بالنظر اليه بجمود تقدم مشعل للأمام وبحده مهيبه : الليله ما بطلع من المكان الا وانت معطيني اسم
سعود بوجه خالِ من التعابير : اجل بتقضي باقي عمرك هنا لأن ما عندي شئ اقوله لك
وقف مشعل وأصبح يدور حوله : تقول لي ما عندك شئ تقوله !
التف وهو يهتف لِ الشرطي خالد : خالد جيب لي معدات التعذ*يب
هز خالد راسه بطاعه وذهب
جلس مشعل مره اخرى امام سعود وبسكون مرعب : للمره المليون اسالك مين اللي امر بق*تل
« قايد آل کاید » و « ذيبان آل غياث » !
سعود وهو محافظ على جموده : انت تسأل الشخص الغلط لان احنا مالنا علاقه في مو*تهم
في لحظتها دخل خالد ومعاه عدّه التعذ*يب فتحها امام سعود الذي توتر وابتلع ريقه بصعوبه
وقف مشعل واخذ المشر*ط واقترب من سعود ومرره على رقبته بخبره محترفه : الخوف يحفز الانسان انه يتذكر اتذكرت الحين انه لكم علاقه والالا!
في لحظه غفله من مشعل التقط سعود بخفه السك*ينه الحادة التي أمامه وبسرعه خاطفه جرح مشعل في خده الأيمن الذي ابتعد بقوه وخده ينزف من الدم
اقترب خالد بسرعه وكتّف سعود وصرخ فيه بغضب : مجنون انت ! تعرف ايش عقوبه اللي يأذّي نائب ! سجن وغرامة !
مشعل وجرحه ينزف وملامحه التي اعتلاها الغضب الشديد وأصبح وجهه مرعب تقدم ومسك يد سعود بقوه ووضعها على الطاوله اخذ السك*ينه التي جرحه بها وبسرعه غرزها من بين اصابعه ولكن لم يصبه بأذى !
حَنى ظهره وأصبح وجهه قريب من سعود ثم هتف بحده مرعبه : مو غريبه عليك حتى وانت مقيد غدار
امسك دقنه بقوه وبهمس موحش قاتل : اعطيني اسم عشان ادمح حركتك اللي قبل شوي
سعود وهو يبتسم بحقاره : تبي اسم مثل شيخه يعني !
شعر مشعل بغیره مريره اقتحمت قلبه من ذكر اسم زوجته على لسان القذر الذي امامه صفعه بقوه ثم امسك فكه بقوه كبيره يكاد ان يحطمه بقبضته العنيفه : اكسر راسك لو جبت طاري اسم زوجتي على لسانك تفهم
سعود باستفزاز خبيث : قصدك طليقتك !
جنّ جنونه و برباطه جأش غير غريبه على مشعل مع المتهمين : وش ارتجي من واحد ياخذ من اسامي الحريم قوه
ثم ضرب كف بكف وبضحكه خبيثه : يلا نروح مركز التدريب !
ضحك خالد : بدأ الحماس
استغرب سعود من ضحكاتهم « شفيهم استخفوا »
توجهوا لمكان التدريب التي كانت برَحه رمليه كبيره وفيها جميع معدّات التمارين العسكريه
مشعل بإستمتاع وهو يرى ملامح سعود المتعرّقه من التوتر : حاب بإيش تبدأ تمرين !
لم يرد عليه سعود لأنه للتو يفهم سبب ضحكاتهم
وفهم أن مشعل يريد إرهاقه بالتمارين الشّاقه
تقدم مشعل ناحيته وامسك عضده بقسوه ومشى به الى جهه كفرات كبيره : أبيك تشيلها على ظهرك وتمشي فيها خمسين جوله !!
لم يستطع سعود ان يتحكم بملامحه الصادمه ضحك مشعل بصوت عالي متشّفي ثم هتف : بس إذا ودّك نترك هالتمرين كله تعطيني اسم وأفكك من ذا العذ*اب قبل لا تبدأه
ابتعد سعود عنه بحنق شديد وحمل الكفر الثقيل على ظهره فَ بِالرّغم من بنيته الضخمه وتدريباته عند آسر إلا أنه لم يحمل مثل هذا الثقل من قبل
رفعه بصعوبه فوق ظهره وعروق وجهه ظهرت
مشعل بقهر منه : ليش ما تتكلم وتريح نفسك !
لم يرد عليه سعود واصبح يدور ذهاباً وإياباً والكفر على ظهره
مشعل بأسف وهو يهتف لخالد : لو عندنا شخص مثل شخصيه سعود وبأسه كان بيكون مكانته عاليّه بس للأسف اتوظف في مكان ملطخ بالوحل
مرّت الساعات ومشعل يثقل على سعود بالتدريب القاسي والشّاق إلى أن أذّن الفجر
التف خالد لمشعل وهتف بإرهاق : خلاص خلينا نوقف أنا تعبت معاه
هز رأسه مشعل ولهيب صدره هدأ قليلاً وهو يرى سعود المنهك تماماً : خذه ورجعه للحبس وخليه يتروش ويصلي عسى الله يغفر له ذنوبه
ثم اتجهه مشعل للطوارئ لِ يخيطوا له جرحه الذي بدأ يحرق خده لأنه اكتفى قبل بِ لصق ضماد
-
بعد مرور أسبوع في « مزرعه آل كايد »
في « قسم الحريم »
كانت ولايف تصرخ في جسّار : جسّار شوي شوي على ورداتي لو سمحت عاملهم برّقه كأنك تعامل حور
جسّار وهو يضع فازات الورد على الأرض : اقول لا تقارنين حوريتي اللي ما تذبل بورودك اللي تذبل
دخلت حور في لحظتها وهي تخلع نقابها ابتسمت بسعادة من كلامه اقتربت منه و لم يلاحظ تواجدها قبّلت خدّه برّقه بالغه : حبيبي اللي يدافع عني
ابتسم ببهجه وهو يراها : يا هلا باللي لها الخافق يهّلي
قبّل خدها وهو يبتسم بحب : وإذا ما دافعت عن حوريتي أدافع عن مين !
ولايف وهي تغطي وجهها : ترا هنا فيه عذاري
ضربها جسّار بخفه على راسها : انتي كل ما شفتي احد يحِبْ زوجته تسوين كذا
ضحكت ولايف بشقاوه واحمرّت وجنتيّ حور بخجل
وتين التي كانت عند الباب هتفت : جسّار تعال ابيك
ابتعد عن حور واقترب منها : هلا آمريني
وتين بهمس : ابيك تاخذ حور عن المكان عشان نبدأ نرتب الحفله إذا خلصنا بتصل عليك
جسّار : بس ما طلبتي شيء هذا مطلبي أصلاً
ضحكت وتين واقتربت من ولايف وحور : روحي جسّار يبيك
حور وهي تحمل فازه ورد : بساعدكم وبعدين بعد بكره زواجنا يصبر
وتين وهي تاخذ منها الفازه : انتي عروسه ارتاحي لا تشيلي هم
حور : اصلاً ايش بتسوون !
وتين وهي تأخذها وتضع كفها بكف جسّار : يلا خذ حوريتك
حور بزعل : ايش فيك تبي تصرفيني
وتين وهي تقبل خدها : مو عشان شيء والله بس أبيكم تتمشون وتقعدون مع بعض دامنا في المزرعه
هزت راسها وخلعت عبائتها وهي محرجه من نظرات جسّار الثاقبه
اتجهوا لجلسه أمام المسبح الكبير
جلس وكانت ستجلس بجواره ولكن امسك يدها ووضعها في حضنه وبهمس لعوب : مكانك هنا مو جنبي
حور بخجل كبير : جسّار لا احد يشوفنا ايش بيقول
جسّار وهو ما زال على همسه : واذا شافونا زوجتي وحلالي
كان ينظر إليها بحب دافئ ، صافي لم يستطع ان يتمالك نفسه اقترب من نحرها وقبّله بعمق وهو هائم من قربها اللذيذ على قلبه الذي يذوب بها ارتجفت برّقه من قبلته ضمت شفايفها للداخل بكُّل قوتها
جسّار بخبث خافت : لا تسوين كذا عشان ما أتهور
حاوطت رقبته وبدلع يعشقه جسّار منها : جسّاري
جسّار وهو يرفع حاجبه : لا انتي شكلك تبيني أتهور !
ابتعدت عنه وهي تضحك برّقه امسكها وارجعها لحضنه
: وين رايحه ؟!
حور : خليني اروح للبنات والله مو حلوه هم يشتغلون وانا هنا معاك
جسّار : افا يعني مليتي من القعده معاي !
حور بحب : لو اقضي عمري كله معاك مستحيل أمّل منك بس يعني انو عيب
جسّار بإصرار فإذا ذهبت سيأكلونه إخوته : طيب شوي وروحي خليكِ الحين معاي وقوليلي وين حابه نسافر ؟
-
« قسم الرجال »
كان كل رجال آل كايد مجتمعين ويجلسون على أطراف الديوانية
زايد : كايد مين الضيف اللي عازمه !
كايد وهو يبتسم : شوي وبيوصل يا عمّ
بعد لحظات اتصل فيصل على كايد ليخبره بوصوله
وقف : هذا هو وصل
خرج للخارج وكانت للتو سيّاره فيصل تدخل المزرعه وبرفقته خوله وابنها سيف
ترجّل فيصل من السياره واستقبله كايد وهو يهتف بترحيب كبير
فيصل وهو يسلم عليه : الله يرفع قدرك يا ابو غيث
ترجلت خوله من السياره وحملت سيف اقترب منها فيصل وأخذه منها : بوديه معاي عند الرجال وانتي ارتاحي
ابتسمت بهدوء
كايد : حيّاك الله يا أم سيف
خوله بخفوت محرج : الله يحييك يا ابو غيث
ثم اخذت صينيه الحلا واتجهت لقسم الحريم
كانت بإستقبالها عذوب وهي مشرعه لها ذراعها احتضنتها بسعاده : يا الله إنك تحييّ الظبّي
خوله بإبتسامه صافيه من استقبال عذوب لها : الله يحييك يا قلبي
اقبلت شيخه وسلمت عليها وبوّد : هاتي الصينيه اوديها المطبخ وانتي شيلي عبايتك براحه
ابتسمت برّقه اخذت شيخه الصينيه واتجهت للمطبخ
عذوب : ليش كلفتي على نفسك ماشاء الله البنات ما قصروا
خوله بعتب : ما فيها كلافه بالعكس احنا صديقات وأهل
خلعت عبايتها وصفّرت عذوب بإنبهار من طلّه خوله
خوله بإحراج : عذوب ! ما اصدقك
عذوب بصدق : اقسم بالله ان جمالك طاغي شكلك مو شايفه نفسك في المرايه ، غمزت لها : ومع الوردي طالعه خياللل
قبّلتها على خدها بحب : تدرين انك اول وحده تمدحني بذا الشكل
عذوب : صدقيني اللي ما يمدحك غيران منك خذيها مني
فتحت شعرها وانحدر شلاله حتى خصرها كليلٍ سرمدي معتم
عذوب بخوف عليها : ارجعي اربطيه لا تخلينه مفتوح والله العين حق
خوله بثقه : أنا محصنه نفسي الحمد لله وبعدين ابيه يغطي اكتافي لان فستاني حَبل ونسيت اجيب الشّال
عذوب وهي تقترب وتسمّي عليها وتحصنها
وخوله تبتسم بحب لمحبّه عذوب وخوفها عليها
مسكتها عذوب : تعالي نسلم على الحريم بعدين نروح للبنات
اتجهوا « لمجلس الحريم الداخلي »
التفت جواهر عندما رآت عذوب مقبله وبجوارها خوله
أصابها ذهول كبير وكأنّ فاتن متجلّيه أمامها
« سبحان اللي يخلق من الشبّه أربعين »
سلمّت عليهم بوّد واحترام ثم ذهبوا عند البنات
أم كايد وهي تهتف بذهول : اقسم بالله النظره الأولى احسبها فاتن طليقه زايد
هزت راسها جواهر وبذهول مشابهه : نفس شعوري لمن شفتها وقلت في خاطري معقوله فاتن محتفظه بِهذا الجمال والقوام للآن بس استوعبت انه مر عُمر
أم جسّار بإنعجاب : بس ماشاء الله هالبنت جمالها باذخ اكثر والا شعرها قطعه وحده اللهم بارك
أم كايد وهي تنظر لجواهر : اخطبيها لِ هتّان البنت ما تتعوض الله يحفظها
جواهر بتفكير : بكلم عذوب اسأل عنها والله يكتب اللي فيه الخير
-
« قسم الرجال »
دخل كايد ومعه فيصل وهو حامل سيف
وهتف بصوت جهوري : أعرفكم على ضيفي
« فيصل الراسي » صديق قديم وعزيز على قلبي
بُهت زايد والتف على أخيه برّاك التي تلاقت أعينهم في نفس اللحظه من ذكر كايد لإسم « الراسي »
ابتسم فيصل بمودّه على كلام كايد اقترب وبدأ بالسلام عليهم وعندما اقترب عند زايد
همس كايد لعمّه : فيصل يصير صديق خالي ماجد
ابتسم زايد وما زال مبهوت انّ فيصل من « الراسي »
فإسمها هذه الفتره يتكرر على مسامعه بشكل كبير
سلّم عليه بحرارة اكبر طبطب على ظهره برفق حاني : يا هلا وغلا تو ما نورت الرياض
فيصل وهو يقبل رأسه بإحترام : منوّره بأهلها يا عم زايد
مدّ زايد يده لسيف : اعطيني اياه وسلم على الباقيين براحه
مدّ له سيف ليحمله زايد ولكن صرخ سيف بإعتراض وهو يتعلق برقبه خاله : لا ما ابغى
ابتسم زايد بتوتر وقلبه ضخّ بشكل عنيف وهو يرى ملامح سيف وكأنه يرى بتّال وهو طفل !
جلس بهدوء ومازالت عينيه على سيف الخائف من كثرت الرجال وهتف في جوفه
« يارب أنت عالم بضعفي وقلّه حيلتي ثلاثين سنه من العجاف يارب أعطيني دليل واحد بس دليل »
جلسوا وبدوؤا بعدّه احاديث
عسّاف وهو يدنو على أذن هتان ويهمس بخبث :
تدري ذا فيصل مين بالأساس ؟!
هتان وعينيه على فيصل الذي يتحادث مع كايد وبتّال :
شايفني عالم الغيب !
عسّاف بخبث اكبر : صديق ماجد اللي قت*ل ولد عمك رعد
التف هتّان على عساف ورفع حاجبه بريبه : وانت ايش عرفّك انه صديق ماجد وكايد قال انه صديقه !
توتر عسّاف من ملاحظه هتّان ابتلع ريقه وعدّل جلسته : أنا قلت لك إذا تبي تاخذ حق ولد عمك
شعر هتّان بتوجس من عسّاف وكلامه المتوتر وكأنه يخفي أمراً !
هتّان بحدّه : ولا تزر وازره وزر أخرى يا عسّاف هو صديق ماجد لكن ماله علاقه باللي سواه ماجد وانا اصلاً من البدايه مو مقتنع انه ما*جد هو القا*تل
ابتلع عساف ريقه الجاف وهو يلعن نفسه انه تكلم مع هتّان فهو كان يريده ان ينفعل ويقلب الدنيا على رأس فيصل ولكن لم يتوقع أن هتّان فطن وشديد الملاحظه
فالطاوله قلبت عليه وزرع في قلب هتّان الشكوك حوله
-
« قسم الحريم »
دخلت خوله وعذوب المجلس الخارجي
كان المكان مُبهر بِ لمسات ولايف ووتين بالورد المنسق وبالألوان الزّاهيه المنثوره اللتي كانت ما بين
« الوردي الفاتح والأبيض والأصفر » والشموع المتوزعة بترتيب راقي وعلى عدّه أشكال في فازات كبيره وصغيره في جزء من المجلس الواسع الفخم الذي صممّ بذوق عالي وجدار كامل من الزجاج مطّل على منظر المزرعه من الخارج وبجواره ثيم كبير وضعته شيخه مكتوب عليه
« عروسه نوفمبر ، حوريتنا »
عذوب بإبتسامه وهي تراهم منشغلين بترتيب الحفله : يا حلوات
التفتوا عليها واقتربوا وعلى وجوهيهم ابتسامه مرحبّه عرفتهم على خوله وسلموا عليها بوّد راقي
ولايف وهي تمسك خد خوله وبإنبهار : إنتي متأكده إنك بشر زيّنا !
عذوب بضحكه : اذكري الله اشبك !
ولايف : الله يحميك تف تف ماشاء الله
خوله بخجل فهي لأول مره تمدح بهذا الشكل المكثف :
عيونك الحلوه حبيبتي
ولايف : والله عيوني صارت حلوه لمن شافتك
ضحكت خوله برّقه وهي محرجة
رتيل بوّد : تعالي اقعدي نضيفك
خوله : لا خليني أساعدكم في الحفله
رتيل بنفي : ابد والله البنات يكفون ويوفون تعالي انتي
جلسوا وبدأت رتيل تصبّ لخوله القهوه
وجلست بجوارها وهي تشعر براحة كبيره وهي تنظر إليها
رتيل وهي مبتسمه : من زمان وانا متحمسه اشوفك من كثر ما اتكلمت عنك عذوب بس اذكر قالت لي انكم قطعتوا يوم عذوب جت الرياض
خوله : ايوا قطعنا كم سنه والتقينا مره ثاني يوم سجلت ولدي في الحضانه وبالصدفه المديره هي عذوب
رتيل بتفاجئ : انتي أم ؟ ماشاء الله مو مبين ابداً
خوله وهي تضحك : يكفي إحراجات والله مو متعوده
في لحظتها مرّت عفراء من امام الباب وهي ولم ترى خوله للآن لأنها كانت منشغله في المطبخ
رتيل وهي تنادي على امها : ماما تعالي سلمي على خوله صديقه عذوب
دخلت عفراء وهي مبتسمه ولكن خفّت ابتسامتها وهي ترى ملامح خوله !
اقتربت وسلمت عليها بهدوء
ثم هتفت بإبتسامه متوتره : ذكرتني ملامحك بوحده اعرفها من زمان !
ابتسمت خوله : يخلق من الشبه أربعين
عفراء بتساؤل وهي تريد ان تقطع شكّها باليقين :
تقربلك وحده اسمها فاتن آل سعد ؟!
استغربت من معرفتها لإسم والدتها بهذه الدّقه : اي فاتن تصير أمي
شعرت عفراء وكأن الدنيا تدور بها !
وكيف لها ان تنسى هذه الملامح الفاتنه التي حفرت في عقلها والتي شاركتها شقّ زايد الأيمن !
كيف لها ان تنسى مُرّ الليالي التي حرقتها بسياط الغيره في كل مره يذهب إليها وتكون ليلتها مشبعه بالقهر القهر الذي استمر بتعذيبها لمده خمس سنين !
عفراء وصوتها فيه شيء من الرجفه : نورتينا يا بنتي واقعدي وخذي راحتك واعتبري نفسك وسط اهلك
وخرجت بإستعجال شعرت خوله بشيء من الإستغراب فهي منذ ان أخبرتها انّ فاتن والدتها وكأن حالها تبدّل !
-
دخلت عفراء بوجه متهجم ومازال صوتها يحمل نبره الرجفه : تعرفون ان صديقه عذوب هي خوله بنت فاتن طليقه زايد !
تبادلوا فيما بينهم النظرات وهم يضحكون بتفاجئ
جواهر : والله تونا يوم سلمت علينا قلنا انها تشبه فاتن طلعت بنتها
جلست عفراء وهي ما زالت ترتجف من الشكوك التي اقتحمتها
مُهره بحنيّه وهي تقوم وتجلس بجوار عفراء : شفيك ترجفين بسم الله عليك !_-
لاتنسوا أن تدلوا إعجابكم بتعليق ونجمه⭐️وشكراً
حسابي في الإنستا "r_44yara "

أنت تقرأ
الشّوق نضج يا عجاف السنين
Mystery / Thrillerبعد مرور ثلاثين سنه من العجاف تتبعثر الأوراق القديمه ❤️🔥 . للكايد وخوله✨ . الكاتبة : يارا