Part05:دَمَاءٌ مُّتَعَادِيَةٌ

5 4 0
                                    

...........

"الدماء التي تجري في عروقنا، هي ذاتها التي تفرقنا."

"الأخوة تتحطم عندما تتحول الدماء إلى سيوف متقاطعة."
.............

فندق ليوناردو
الساعة 10:45 مساءً

جلست لارا مورينو على طرف السرير في غرفة الفندق الفخمة، ترتدي فستانًا أسود بسيطًا كانت الغرفة مضاءة بنور خافت ينبعث من المصابيح الجانبية، يزيد من توتر اللحظة.

الرجل الجالس أمامها كان يدعى فيكتور كارلو، أحد الرجال المخلصين للمافيا الإسبانية. كان يحتسي كأس الويسكي بهدوء بينما عيناه لا تفارقان لارا. بدا وكأنه يحاول قراءة أفكارها، لكنها كانت بارعة في إخفاء أي شعور يظهر على وجهها.

"إذن، ما الذي أتى بك إلى هنا يا لارا؟" سأل فيكتور بصوت عميق وملؤه الفضول.

ابتسمت لارا ابتسامة صغيرة وهي تضع ساقًا فوق الأخرى، قائلة:
"الأمر ليس بالبساطة التي تعتقدها، فيكتور. أنا هنا لأستعيد ما هو ملكي."

رفع حاجبه بتساؤل، ثم ألقى الكأس جانبًا وقال:
"ملكي؟ هل تشيرين إلى الأموال التي سرقتها عائلتك من سوليفار؟"

اقتربت منه بخطوات واثقة، حتى أصبحت تقف أمامه مباشرة، قائلة:
"ليس المال ما يعنيني، بل الحقيقة. لدي أدلة تثبت أن عائلتي لم تخن المافيا. وأنت تعلم أن الحقيقة يمكن أن تكون أكثر خطورة من الرصاص."

فيكتور وقف فجأة، وابتسامة ساخرة ترتسم على وجهه.
"أنتِ تلعبين لعبة خطرة، لارا. تعرفين أن سوليفار لا يغفر. وإذا كنتِ تفكرين في تحديهم، فإنكِ لن تخرجي من هنا حية."

لكن لارا لم تتراجع. أمسكت بمعطفها الجلدي من فوق الكرسي، وأخرجت مظروفًا صغيرًا وضعته أمامه على الطاولة.
"هذا ما أريده منك. إما أن تعمل معي، أو أضمن أنك لن تكون في هذا العالم بحلول الفجر."

قبل أن يرد، دوى صوت انفجار بعيد من الشارع، مما جعل نوافذ الغرفة تهتز. رمق كلاهما الآخر بنظرات مليئة بالريبة. كانت هذه بداية ليلة لن ينساها أحد.

.................

اندفع فيكتور نحو النافذة، وأزاح الستائر ليرى مصدر الانفجار. ألسنة اللهب ارتفعت من سيارة سوداء متوقفة في الجهة المقابلة للفندق. عرف فورًا أنها رسالة موجهة إليه، وربما إلى لارا.

"هل كنتِ تعلمين شيئًا عن هذا؟" استدار نحوها، والغضب يتوهج في عينيه.

لارا، التي لم تفقد هدوءها، أخرجت من حقيبتها هاتفًا صغيرًا، وبدأت تكتب رسالة بسرعة.
"إذا كنتَ تظن أنني وراء هذا، فأنتَ تسيء تقدير الموقف. نحن الاثنان مستهدفان الآن. سوليفار أرسلوا هذا التحذير لأننا نتحدث."

انياب من الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن