Part06:فَنَّـٰانَةُ ٱلْمَوْتِ

5 2 0
                                    


"بين ريشة الفنان وحد السكين، تنبض الحياة في لوحات الموت."
.
"هي فنانة لا ترسم إلا بالدم، ولوحاتها تروي قصصًا من الموت الأبدي."

____....____

سافانا الافريقية

الصحراء تمتد بلا نهاية كأنها لوحة رسمتها يد القدر؛ الرمال بلون الذهب تمتزج مع وهج الشمس الحارقة، فتبدو كأمواج بحر متحركة بفعل الرياح. السماء في تلك البقعة من العالم تبدو بلا عيب، زرقاء صافية، وتتناثر فيها سحب بيضاء خفيفة كأنها رسائل منسية. الأشجار المتناثرة، وإن كانت نادرة، تمنح شعورًا وهميًا بالأمان. الصمت هنا عميق، لا يكسره سوى همس الرياح أو صرخات بعيدة لحيوانات برية. في الليل، تتحول الصحراء إلى عالم مختلف؛ النجوم تتلألأ بجرأة، والقمر يسطع كملكٍ على عرش هذا الفراغ.

________

وصلت كريستينا إلى خيمة واسعة في وسط الصحراء، حيث يجلس ماليك كاندا وهو تاجر سلاح ومواد كيمياوية على سجادة منسوجة بعناية. تُحيط بالخيمة شاحنات محمّلة بالبضائع وحراس مسلحون.

ماليك بابتسامة خفيفة: "أهلاً بالجميلة من عشيرة السيزار. لم أتوقع أن تأتي بنفسك."

كريستينا بهدوء : "أنا لا أثق إلا بنفسي في أمور كهذه. السموم ليست مجرد تجارة، إنها فن يحتاج إلى دقة."
ماليك: "جميل. إذاً، هل جلبتِ ما طلبته؟"

مدت كريستينا يدها إلى حقيبة جلدية أنيقة وتفتحها، لتكشف عن زجاجات صغيرة مليئة بسائل ذهبي.

كريستينا: "هذه مجموعة نادرة. زجاجة واحدة تكفي لإحداث فوضى في مدينة كاملة. ولكن... كل شيء بثمنه."

ماليك: "وما الذي تطلبينه مقابل هذا الجمال السام؟"
كريستينا ابتسمت بخبث: "المعلومات. أريد الوصول إلى شبكتك في الغرب. وتحديدًا، إلى من يشتري منك الأسلحة في فرنسا."

ماليك: "أنتِ تطلبين الكثير يا كريستينا. ولكن... عشيرة السيزار دائماً تقدم أشياء تستحق المجازفة."

يمد يده، ويتصافحان.

كريستينا: "اتفاقنا لا يشمل الأخطاء، ماليك. خيانة واحدة، وسترى بنفسك كيف تعمل هذه السموم."

غادرت كريستينا المكان، تاركة وراءها انطباعًا قويًا عن ذكائها وقوتها.
.........

بعد انتهاء الصفقة، قررت كريستينا سيزار أن تمنح نفسها بضع ساعات من الراحة قبل مغادرة الصحراء. ارتدت عباءة خفيفة بلون الرمال، وتوجهت إلى سوق شعبي يقع على أطراف الصحراء، حيث تصطف أكشاك بدائية تُعرض فيها منتجات محلية وحرف تقليدية

السوق يعجّ بالحياة على الرغم من قسوة البيئة المحيطة. أكشاك خشبية تغطيها أقمشة ملونة ترفرف بفعل الرياح. الباعة يصرخون لجذب المشترين، عارضين بضاعتهم من الحلي الفضية المزينة بالأحجار الكريمة، والأقمشة المزركشة، والتوابل ذات الروائح النفاذة. في الجوار، تعزف مجموعة صغيرة من الموسيقيين ألحانًا بدائية على الطبول والقيثارات المحلية، مما يضيف طابعًا سحريًا إلى المكان.

𝑳𝑶𝑺𝑻 𝑬𝑪𝑯𝑶𝑬𝑺 /أصداء ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن