"في أعماق الجريمة، يكمن لغم من الأسرار التي لا يمكن
تفكيكها، والجريمة لا تعيش طويلاً في الظلام، لكن الخوف منها يتغلغل في القلوب."
._._._._._._
كوخ وسط غابة
23:30الرقص مع الظلال.
كان الكوخ كما لو أنه يختبئ في قلب الغابة، بعيدًا عن أعين الفضوليين. جدرانه المتهالكة من الخشب الداكن كانت تحمل آثار الزمن، وكسرتها الرياح. الحائط الأمامي، المغطى بطبقة رقيقة من الطحالب، يبدو وكأن الطبيعة قد قررت أن تعيد هذا المكان إلى أحضانها. لم يكن ثمة ضوء سوى خيوط الشمس المكسورة التي تتسلل من بين الأشجار، تعكس ظلالًا غريبة على الجدران الباردة، ما يجعل المكان يبدو وكأنه في حالة انتظار دائم.
داخل الكوخ، كان الأثاث مختارًا بعناية فائقة، لكنه يحمل شعورًا غريبًا من الوحدة. كانت الطاولة الخشبية كبيرة، لكن عليها بعض الأطباق المهملة التي تبدو وكأنها لم تُستخدم منذ فترة طويلة. على الجدران، علقت صور قديمة، بعضها مغبر، وبعضها بدا كأنه يتلاشى مع مرور الوقت، يروي تاريخًا غامضًا. من جانب آخر، كانت ساعة حائط قديمة معلقة، عقاربها لا تتحرك إلا ببطء شديد، وكأنها تستشعر هي الأخرى غموض المكان، حيث يقف الزمن في معركة غير مرئية.
أثاث الكوخ كان يتناثر بشكل عشوائي، كأنما يهرب من رقابة صاحب المنزل. وعلى الرغم من بساطته، كان الكوخ يعكس حياة شخص لا يهتم بالمظاهر، ولكن في أعماق قلبه يخفي كل أنواع الأسرار.
....الضحية كان رجلًا في أواخر الأربعينات، ترتسم على وجهه خطوط الزمن، لكن عينيه لا تزالان تحملان بريقًا غريبًا من الفخر. شعره الأسود الناعم كان يلمع قليلاً في ضوء الشموع الخافت، وشواربه المصقولة بعناية تامة تزيد من جاذبيته. كان يرتدي بذلة رمادية أنيقة، بذلة تعكس الرفاهية، لكنه بدا مغرورًا أكثر من كونه رجلًا يشعر بالأمان. عيناه كانتا ثابتتين على الطعام، بينما يبدو أنه غارق في فكره، غافلًا عن حقيقة أن هذا العشاء هو آخر طعام سيأكله في حياته.
أخذ الرجل قضمة من طعامه، لكن فجأة بدأت عينيه تتسعان بشكل غير طبيعي، وكأنما بدأ يشعر بشيء ما يغزو جسده من الداخل. لكنه لم يكن يدرك بعد أن السم قد بدأ في التسلل عبر معدته، ينساب بهدوء من دون أن يترك أثرًا واضحًا. كان جسده يبطئ تدريجيًا، بينما يزداد قلبه في التسارع. ومع كل ثانية تمر، كانت اللحظات تتحول إلى كابوس لا مفر منه.
..........
دخل القاتل بهدوء، ظله أول ما ظهر في الزاوية البعيدة من الغرفة. كان يرتدي معطفًا طويلًا داكن اللون، يغطي جسده بالكامل. كان القناع الأسود يغطي وجهه تمامًا، لكن ما كان يبرز من القناع كان عيناه السوداوان اللتين تتلألأان كحبات لؤلؤ، صافية كالمياه العميقة، تتنقلان في الغرفة وكأنهما يراقبان كل شيء بتركيز لا حدود له.
أنت تقرأ
انياب من الحب
Aksiفي أعماق من الغموض عالم السفلي، حيث لا تسري فيه إلا لغة الدماء والرصاص، مارتينا سوليفار، امرأة لا تعرف الرحمة، محكومةً بالانتقام الذي يشعل قلبها. سعت لتدمير من قتل عائلتها، ولكن وراء قسوتها، ينبض قلبها بحب خفي لا يراه سوى في الظلال. وفي الجهة الم...