إنحنى ليصبح وجهه أمام وجهها مباشرة ..
حتى أنها شعرت بأنفاسه البارده على وجهها ..
لكنها لم تحرك ساكناً ..
وبحركة سريعه لم تلحظها أخرج مسدساً صغيراً ..
و وجهه إلى صدرها ..
أحست بفوهه السلاح تلتصق بصدرها ..
و الشاب أمامها على فمه شبه إبتسامة ..
قالت صبا بصدق : ( أقتلني فلست أهتم .. )
لم يكن هذا العالم يعني لها أي شيء بعد مقتل كل من تعرف،
شعرت بـ إصبعه يشد على الزناد .. همس الشاب : ( عنادك لن ينفع .. تحدثي وإلا ألحقتك بوالديك )
لكنها رددت : ( إفعل ما شئت .. أقتلني .. اضربني .. عذبني .. لن أخبرك)
أحست بـ فوه السلاح تبتعد عنها ..
وكذلك هو ابعد وجهه عنها .. وتعدلت وقفته
ثم قال : ( أي نوع من الأطفال أنتِ !؟ )
صبا : ( .... )
رد الشاب قائلا : ( حسنا على كُلٍ..أنتِ ستذهبين معي في رحلة طويلة غداً ختامها سيكون في البيت الأبيض )
دهشت صبا وقالت : ( ما يكون ذلك ؟ )
أجابها بخبث : ( بيت مذهل .. )
صمت وهو يحلق بخياله بعيدا قائلاً بهمس : ( مذهل للغاية )
ثم عاد إلى عرشه .. و أكمل بعد جلوسه : ( وسأرافقك إليه .. ودعيني أحذرك من الآن .. أي تصرف مريب منك .. فلن أتساهل )
نظرت إليه قائله وقد لمعت عينيها : ( س أفعل ما تشاء .. لكن لدي شرط ) ..
نظر الشاب إليها وقد رفع إحدى حاجبيه بتعجب ..
لأول مره ينجح طفل في إثارة اهتمامه،
أكملت صبا : ( أريد تعلم اللغة التي تتحدثون بها! )
دهش الشاب من شرطها .. لكنه لم يمانع إذ قال : ( حسناً لكن نحن هنا نتحدث الفرنسية وغداً ستذهبين لدولة يتحدثون الإنجليزية .. فأيهما تريدين ؟!)
إتسعت عينا صبا .. و قآلت : ( إذاً أنا في فرنسا !! )
تمتم الشاب : ( ألم تدركي ذلك بعد )
صبا : ( ماذا قلت ؟! )
قآل الشاب : ( لا شيء .. ) وكيف لها أن تدرك،
نظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها ..
قائلاً : ( لا يجب أن تذهبي بهذه الملابس وبهذا الشكل القذر )
نظرت صبا إلى ملابسها ..
حسناً هي لا تستحق إسم ملابس إطلاقاً !
ممزقة و ملوثه و باليه .. محض خرقه
وشعرها رغم نعومته إلا أنه مليئ بالأتربه ..
كذلك بدت كهيكل بسبب مرضها الحاد ..
تحدث الشاب بعده كلمات بلغته..
فأتت فتاة طويلة وسحبت صبا معها ..
لم يكن لصبا حق بالاعتراض، أخذتها تلك الفتاة لغرفة أخرى ..
لم تكد صبا تدخل الغرفة حتى سحبتها أيادي كثيرة وأخذوا يعبثون بها !
---
وفي جهة صاحبنا الشاب ..
كان قد نهض وطلب من الحضور الخروج حيث أعلن عن إنتهاء الإجتماع ..
خرج الجمع بعد إحداثهم لشوشرة لا بأس بها ..
وعاد هو للجلوس على عرشة وشرد بذهنه مفكراً ..
دق الباب ودخلت طفلة صغيرة .. بدت غاية في الأناقة والجمال ..
لم تعره الطفلة إنتباها بل ذهبت بإتجاه المرآة ..
الشاب : ( أوه هذه أنتِ )
نظرت الطفلة إلى مظهرها وهي تمسك بملابسها قائلة : ( لا أفهم لغتك)
أعاد الشاب كلماتة بلغتها ..
فأجابت وهي تقرب وجهها من المرآة : ( أعتقد أنها أنا .. )
كانت قد تغيرت بشكل ملفت .. حيث ألبسوها فستاناً قصيراً ..
و رفعوا شعرها بعد غسله .. ثم وضعوا شيئاً كالقبعة على رأسها !
تجاهل الشاب إجابتها وقال : ( سأرسل طلباً لمدرسُ للغة الإنجليزية ليرافقنا في سفرنا )
صبا : ( لكني لم أختر الإنجليزية بعد )
أجابها بتملل : ( الإنجليزية أهم .. فأنت لست بحاجة للفرنسية فستغادرين فرنسا غداً )
قالت صبا : ( و سكان البيت الأحمر بأي لغة يتحدثون ؟! )
الشاب : ( سكان البيت الأحمر ! )
صبا : ( ما كان لونه؟ )
الشاب : ( الأبيض .. يتحدثون الإنجليزية )
صبا : ( هذا جيد .. لكن اعتقد أن تعلم الإنجليزية صعب ذلك لأنه لم يتبق إلا يوم واحد ثم سـ .. )
قاطعها مخاطباً الخدم : ( أخرجوا هذه الثرثارة )
تقدم خادم يرتدي بزة رسمية نحوها وسحبها معه خارجاً ..
صبا : ( لحظة بماذا أمرته ! .. أنا لا أريد تغيير ملابسي مجدداً .. فهذه تناسبني للغاية .. لونها جميل و .. )
أختفت و أختفى صوتها تدريجياً ..
تنهد الشاب قائلاً : ( لقد أعطيتها أكثر مما يجب )
ثم وجه نظرة إلى أحد الخدم قائلاً : ( أنت )
( نعم سيدي )
الشاب : ( إذهب لشراء ملابس مناسبة للطفلة و إحجز ثلاث مقاعد متوجهه لـ واشنطن حالاً )
( حاضر سيدي )
----
أقلعت الطائرة ..
و على متنها يجلس الشاب على كرسي قرب النافذة وبجانبه صبا وخلفهما المعلم
نظرت صبا متفحصة وجوه الركاب ..
ولوهلة شعرت بالخوف ..
أنت تقرأ
طفلة بألف درهم
Mystery / Thrillerظلمة شديدة.. لا يُرى بفضلها شيء .. وصوتُ خطواتٍ بطيئة .. مليئة بالثقة .. يترددُ صداها مشكلاً قرعاً ذا إيقاع متناغم .. تتوقفُ الخطواتَ .. و تمتدُ يدٌ لـ تفتح الباب .. يُصدرُ الباب صريراً مرتفعاً .. يوحيَ لسامعهَ أنه قد عاش دهراً.. يَدخُل الرجلَ...