*
( صبا .. صبا .. أفيقي )
فتحت صبا عيناها بتثاقل، كانت لا تزال في الطائرة ..
لكن الركاب بدأوا بالنزول .. ألقت نظرة سريعة على الشاب ..
وسألته : ( عذراً .. ما إسمك ؟ )
مرت دقائق قبل أن يجيب : ( جيان )
رفعت حاجبها لثانية تتأمل اسمه .. ثم أكملت : ( جيان .. هل ستبقى معي أم ستعود؟ )
لم يجب عليها و سار قائلاً : ( إن لم تنزلي ستحلق الطائرة مجدداً )
انزعجت صبا لتجاهله سؤالها لكنها لم تعقب، وحملت حقيبتها لتحلق به بسرعة .. خرجوا من المطار واستقلوا سيارة فاخرة سوداء اللون ..
و مضى وقت طويل قبل أن تصل بهم إلى بوابة البيت الأبيض ..
حينها تقدم أحد الخدم إلى باب السيارة وفتحه لهما ..
حدقت صبا بالبيت الأبيض قائلة : ( ياه .. إنه فعلاً مذهل )
( آنسة .. )
كان احد الخدم يمد لها يده ..
تراجعت صبا بحذر وهي تعانق حقيبتها هامسة لـ جيان : ( مالذي يريده ؟ )
جيآن : ( يريد اخذ الحقيبة )
صبا : ( أوه .. هل سيفتشها ؟)
جيان بإنزعاج : ( كلا سيساعدك بحملها )
مدت صبا الحقيبة بإبتسامة مصطنعة،
أخذها الرجل بإبتسامة أشد تصنعاً وقال : ( من هنا رجاءً .. )
دخل ودخل البقية بعده.
كان المنزل شديد الفخامة من الداخل ..
حيث قادهم الرجل إلى غرفة إجتماعات كبيرة للغاية وطلب منهم الإنتظار لحين قدوم الرئيس ..
وخرج ..
لم يبق في الغرفة إلا جيان وصبا
قال جيان بجدية : ( دعيني أحذرك يا صغيرة.. هذا الأمر شديد الخطورة .. عليك أن لا تتفوهي بالحماقات أمام الرئيس .. وإلا .. )
قاطعته صبا : ( كم مرة عليك قول هذا .. ) ثم أكملت تقلد صوته : (وإلا لن أكون متساهلاً )
قبل أن يتمكن جيان من الرد دخل الرئيس وخلفه خمسة، رجلان وامرأتين ..
نهض جيان بسرعة .. وكذلك فعلت صبا ..
صافحهما الرئيس ثم جلس على مقعده ..
وقال لصبا: ( إذاً فهي أنتِ .. )
إبتسمت صبا ببلاهة ..
وقال جيان : ( المعذرة سيدي .. إنها لا تجيد الإنجليزية بعد .. )
كان الرئيس أسمراً طويل القامة، بدا ودوداً على عكس توقعات صبا المخيفه عنه.
قال الرئيس : ( لا بأس قم بالترجمة .. )
جيآن : ( أمرك سيدي )
قال الرئيس لـ صبا : ( أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .. أرحب بك بيننا .. و آمل أن تساعدينا على إكتشاف الحقيقة .. )
ترجم جيان لـ صبا ما قاله ..
فقالت : ( لا يهم من يكون .. لن أخبره ! )
جيان بغضب : ( صبا ! )
أشاحت برأسها بعيداً بحركه طفولية ..
قال جيان للرئيس : ( المعذرة سيدي. . أأستطيع محادثتها على إنفراد .. )
أومأ له الرئيس ..
خرج جيان وهو يجر خلفه صبا بقسوة ، ودفع بها خارج الغرفة و خرج خلفها
قال بغضب : ( ألم أحذرك ؟ )
صبا : ( بلى .. لكني وعدتك بفعل ما تريد وليس بقول ما تريد )
أمسك بذراعها بغضب شاداً على اسنانه كي لا يعلو صوته : ( أتعرفين من يكون هذا الرئيس؟ .. ألا تعرفين أنه بكلمة واحده يستطيع محو دولة من الوجود؟ .. أنا حتى لا أعرف كيف تتملكين كل هذه الجرأة )
ودفع بها بعيداً عنه قائلاً : ( سأعود الان لأخبره انك غير مستعدة للادلاء بأقوالك بعد .. لعلي أتمكن من تأجيل المقابلة .. عندما أعود سأجد طريقة جديدة للتعامل معك )
دخل وأغلق الباب خلفه ..
جلست صبا أرضاً و استندت على الجدار قائلة : ( لديه وجه مخيف حقاً)
ثم أكملت : ( و كأني سأخبره حتى .. هه )
قررت صبا انها لن تخبرهم قبل أن تتأكد من انها دولة صديقة، لا تريد أن يذهب موت اهل بلدتها هباءاً منثورا..
فكرت صبا : ( إن كانت أمريكا هي الدولة التي هاجمت دولتي .. و أخبرتهم بكيفية نجاتي سيقتلونني كما قال ذلك الرجل..)
قالت تقلد صوت جيان مجدداً : ( لن يكونوا متساهلين معي )
تنهدت بضيق هامسة : ( تباً )
أنت تقرأ
طفلة بألف درهم
Mystery / Thrillerظلمة شديدة.. لا يُرى بفضلها شيء .. وصوتُ خطواتٍ بطيئة .. مليئة بالثقة .. يترددُ صداها مشكلاً قرعاً ذا إيقاع متناغم .. تتوقفُ الخطواتَ .. و تمتدُ يدٌ لـ تفتح الباب .. يُصدرُ الباب صريراً مرتفعاً .. يوحيَ لسامعهَ أنه قد عاش دهراً.. يَدخُل الرجلَ...