إن الامر غريب قليلًا لأعود للكتابة في يومياتي بعد اسبوعين من اللا كتابة، انا حقًا لا اعلم كيف اصف هذه الأسابيع الماضية.
لقد كانت مزعجة، لم استطيع فيها الحصول على أي وقت لنفسي لأكون ما أنا عليه فعلًا.. شخص حزين.
لقد كان بدر متواجدًا دائمًا يخبر نكاتًا ساذجة ويجبرني على النوم بينما يقرأ احد كتبه السخيفة عن تطوير الذات، لقد كان دقيقًا حينما اخبر د. عبدالرحيم بكونه لن يسمح لي بسماع افكاري الخاصة حتى.
مبكرًا في الصباح حينما يكون بدر نائمًا، سيكون هناك عبدالله ليخبرني قصصًا حدثت بالميتم بينما أنا لا ازال هنا وكأني آبه للأمر.
حينما يغادر عبدالله سأعود لمواجهة بدر، ثم د.عبدالرحيم.. لقد كان الأمر يشبه الركض المتواصل لقد كنت متعبًا جدًا من كل هذا القلق الذي ينتابني حينما اتواجد مع آخرين، لا اصدق أني سأقول هذا لكني سعيد بعودتي لهذه الغرفة الهرئة الباردة التي لا اسمع فيها سوى صوت أنفاسي.اعتقد أني عشت وحيدًا طويلًا، حتى نسيت كيف يكون الأمر بوجود آخرين حولي.
لقد حاولت تصنّع الأمر قدر إستطاعتي، تصنّع أني اتحسن بينما وليكن هذا سرّي الخاص، بعيد جدًا عن التحسن، أنا اقرب ما يكون للحافة.
لقد كنت ابتسم واتبادل الحديث معهم، لقد كنت اكبح إنهيارات ما بعد الساعة الثالثة فجرًا.. لقد كنت أحاول جاهدًا الخلاص من هذا الوضع وهذه الغرفة المزدحمة بالآخرين، ولقد نجحت بتصنع المضيّ قدمًا كما فعلت حينما تعلّق الامر بموت والدي.
اعتقد أني لا احتاج للطبيب النفسي، لربما البعض يولدون تعساء فقط، كل ما عليهم هو الإعتياد على الأمر، بأن يستيقظوا كل صباح بالرغم من تعاستهم ولا ينتهي بهم الأمر موتى بنهاية اليوم، وهذا يعد نجاحًا بالنسبة إليّ.كانت الغيوم تحجب ضوء القمر الليلة الماضية، لذلك كانت تبدو الليلة اكثر حِلكة مما جعلها اكثر ملائمة لإطلاق كل ذلك البكاء الذي كان مكبوتًا في صدري..
لقد بكيت على ما وصلت إليه من التعاسة.
لقد بكيت على محاولاتي العديدة للتحسّن.
لقد بكيت على الوحدة التي اشعر بها تحتل قلبي بوحشية بالرغم من تواجد الآخرين حولي.
لقد بكيت لأني حينما إمتلكت الشجاعة لقتل نفسي لم يفلح الأمر، بكيت لأني لا ازال على قيد الحياة.
وهذا يدُل بوضوح على عودتي لروتيني الخاص، البكاء حتى لا استطيع أن ابكي اكثر والنوم لأن جسدي لم يعد يحتمل كل تلك الأفكار في رأسي، كل تلك الصراعات والأصوات والصور الذي تظهر امامي..
أجل، لقد نمت فحسب، كالعادة، مع صلاة أن لا افتح عينيّ ابدًا بعد هذا.
لكن كما هي العادة المؤسفة، ها أنا استيقظ من جديد مع ألمٍ لا يطاق في رأسي من كل هذا البكاء في الليلة الماضية، وخيبة أمل لأن صلاةً اخرى لم تقبل ايضًا هذا اليوم.
أنت تقرأ
NOTE BOOK
Acakانا حزين لأني عُملت كالخطيئة من يومي الاول أنا وحيد، لكني لم اعد امانع ذلك ابدًا لقد عشتُ طويلا بهذهِ الوحدة حتى نسيت كيف يكون الأمر باصدقاء.