صديق.

87 4 0
                                    

الميتم يبدو اكثر هدوءًا اليوم.
غالبية الفتيان هنا غادروا لرحلة ميدان ما، لكني كما العادة لم اكن مهتمًا بالأمر لكن بالطبع البقاء بالميتم لوحدي كانت فكرة سيئة، فالوحدة عدو مصابي الذهان أمثالي.
اعني ان الهدوء التام سيء، يجعل عقلي يعمل بشكل اكبر وهذا يعني خيالات اكثر، واصوات رأسي تعلوا لدرجة لا استطيع السيطرة عليها وغالبًا ما ينتهي بي المطاف بإيذاء نفسي بشكل سيء، اكره الإعتراف بالامر لكن كان المهرب الوحيد لتتوقف كل تلك الأصوات برأسي، وكل تلك الصور، ولأشعر أني لا ازال على قيد الحياة ولستُ اتنفس فقط.
لذلك كما هي العادة في مثل هذه المواقف، لقد توجهت لدورة المياه بحثًا حقيبتي المخفية المليئة بالادوات الحادّة.. لقد كانت سري الخاص.
اجل، لقد كنتُ اسيء لنفسي لهذه الدرجة ولهذه الدرجة بلغتُ من الضعف، لقد كان هذا يعطيني اسبابًا اكثر لكره نفسي اكثر، لقد كنت اريد التوقف بشدة.. الله يعلم كم أردت ذلك، الله يعلم عن كل تلك المحاولات بالمقاومة بالوقوف ضد تلك الأصوات برأسي، والتحكم بعقلي الخاص بدلًا من جعله يتحكم بي ويقودني للجنون.
لقد سمعته، الجزء المظلم في عقلي، الصوت الساخر الذي يأمرني مرارًا وتكرارًا بقتل نفسي وتخليص العالم من مريض نفسي آخر، من معتوه لا احد يهتم بوجوده، او بالواقع لا احد يلاحظ وجوده.
لقد كنت امسك بالمشرط، اصلّي أن لا افعل ذلك، أن لا احمّل نفسي المزيد من الألم للتعامل معه... لقد كنت اصلي بيأس لشخص، لأي شخص، للوصول إليّ ومنعي، لقد كنت اريد أي إشارة لإثبات أن هذا الصوت برأسي مخطىء وأني مُلاحظ بشكل من الأشكال، واني لست بتلك الوحدة، رغم أني في اعماقي اعلم اني كذلك.

هيا افعل ذلك ما الذي تنتظره؟ إنه الشيء الوحيد الذي كنت تجيد فعله في الثلاث سنوات بالواقع..

لا أنا استطيع التحمّل.

التحمل؟ أتمازحني؟ تحمّل ماذا؟ خطيئة قتل والدتك؟ او خطيئة تحميل والدك مالا طاقة له به وصرعه؟ او تحمل كل تلك الندوب المقززة في جسدك؟ إنك منغمس بالأمر جدًا لتتوقف الآن سامي، لقد فات الاوان بالفعل.

افعل ذلك.

تخلّص مني إن كنت ازعجك، انهي حياتك المثيرة للشفقه.

لقد كنت منغمس بتشريح معصمي وصولا إلى مرفقي بالفعل بهذا الوقت، لقد كانت الدماء تملأ ارضية دورات المياه وتلطخ بياض قميصي بالبقع الحمراء، لم يكن الأمر مؤلمًا، لقد كنت افعل ذلك لثلاث سنوات، إن يديّ بالفعل مكتظتان بالندوب لم يكن هناك أي مساحة لندوب جديدة، لم يكن هناك أي اسباب جديدة للحزن فبالفعل لقد إستنزفت كل اسبابي، لذلك انا اعيد فتح ندوبي القديمة، ذاتها، لأستوضح الامر اكثر.. لقد كان هذا الندب هنا قبل سنتين بسبب الوحدة، ولا زال الامر نفسه الآن، انا اعيد تشريح ذات البقعة لأني وحيد، لأن لا احد هنا لإيقافي.

NOTE BOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن