اليوم الثامن

42 5 0
                                    

إلى بدر:

اشعر بالقلق، إن من الغريب أنك لا تهتم..
أعني أني أبعدتك بالمقام الاول، لكن تجاهلك التام وكأني لستُ متواجدًا مقلق، هل يعقل أني آذيتك لهذهِ الدرجة؟
هل اختياري لمغادرة الحياة مع علمي بالأذى الذي ألحقته بصاحبي سلفًا أناني؟ هل حقًا يجب علي إصلاح الامر؟

الأمر يشبه العواصف التي لا تهدأ برأسي، إنها تهدم كل حصوني للثبات، تزعزع كل إيمانٍ بي عما هو واقعي، وعما يبدو خياليًا.

إن هذا يومي الثاني في هذِهِ الغرفة التي بنهاية الرواق، لقد كنتُ أحظى بالعديد من الأشخاص للإحتفال، مسنّة بالسبعين من العمر تتلو علي أمورًا نفسية وكيفية التصرف تجاهها، شابٌ ما يحدق إلى السقف بفراغ متمتمًا أنها النهاية، وأن السقف سينهار فوق رؤوسنا، وتلك الطفلة التي لا تكف عن القفز فوق سريري..
لقد كان الامر واقعيًّا، واقعيًّا لدرجة الشعور بتحركاتهم، صوت السرير جراء كل ذلك القفز، إحتكاك عكاز الحديد الخاص بالمسنة بالأرضية، لكن الباب كان مقفلًا، ثم أن الميتم لا يسمح بدخول هؤلاء، إنها حتمًا ألاعيب يمارسها عقلي مجددًا.
هل تطورت أساليبه لهذهِ الدرجة؟
هل يمكنه خلق شخصياتٍ بلا عيوب، شخصياتٍ أخالطها يوميًا ولربما تلقي التحية علي، دون الإدراك انها ليست سوى جزءًا من هذه الفوضى التي يجبرني عقلي على المرور خلالها؟

لقد كنت أحاول النوم، التكور على نفسي وكأني عدتُ لأكثر الأماكن آمنًا، رحم أمي، مغلقًا عيناي، ضامًا يداي إلى صدري مع تكرار
"هذا ليس واقعيًّا"
"إنها ألاعيب فحسب"
"لا تتعمق بذلك يا سامي"
"لا تنصت، لا تنصت، لا تنصت"
"سامي كفّ عن البكاء، هذا إذعانٌ منك على أنك على شفير التصديق بوجودهم.."
حتى خلدتُ للنوم، لأقابل المزيد منهم بكوابيسي، هذا السباق مع عقلي لا يبدو انه سينتهي ابدًا، مقامٌ ما دمت على قيد الحياة.

لكن الأحلام امر طبيعي حينما تكون نائمًا، إن اي امر سيعد طبيعيًا مقارنةً برؤية أشخاص حقيقيين، بعيش كوابيسٍ فعلية، حينما تكون صاحيًا.

اعتقد أن هذا تمامًا هو ما يبدو عليه الجنون.

NOTE BOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن