19 • البَحْثُ •

4.7K 390 25
                                    

...

بين صرخات المارة و صياح البحارة تمدد على الحائط الذي يطل على البحر محدقا بالسماء بتلك العينان الحالمتين ، مازال عقله شارد التفكير ، مشتت و غير قادر على اخذ قرار صحيح ، مازال لا يظن انها الفكرة الصحيحة للهروب ، ربما مان عليه البقاء بجانبها ، ماذا ان قررت الاعتراف له؟ اليس الامر عاديا ؟ اهو خائف جدا من نفسه ؟ ان يصبح جشعا ، شخصا لا يود تركها .

لقد احتمل كثيرا الى الان ، فقد امسك نفسه عن احتضانها، النظر اليها طيلة الوقت ، سماع ضحكاتها و مراقبة عيناها و اخيرا تقبيلها ، كل تلك الامور كانت محرمة عليه ، لكنه الان يشعر بالندم لعدم فعلها !

تلك الفتاة شجاعة جدا لاعترافها بمشاعرها لفارس لها ! لم يهمها شيء ، لم تهتم انه فارس دون منصب ، لا جاه ولا مال ، لا شيء مطلقا ، لكنها اصرت على الاعتراف .

لكن كيف سيخبرها ؟ ان الشخص الذي تعشقه هو مجرد قاتل !
قاتل مطلوب للعدالة في احدى الممالك الشرقية !

بمجرد ان تعرف بذلك ستتركه ، و ربما تخافه ، مازال يملك هذا الخوف في داخله ، العديد من الافكار المزعجة تملأ رأسه .

لكن الان ، لا قرار بالعودة ، ما حدث قد حدق ، هو سيترك الامر للقدر كي يتحكم به كما يشاء ، فقد تعب بالفعل .

...

في الجهة الاخرى ، اخذ فرسان القصر يبحثون عنه في كل مكان ، الطريق الصحراوي ؤ الطريق البحري ، الميناء ، الحدود الشرقية ، لم يتركوا مكان الا و قد وصلوا إليه.

على الرغم من مرور يومين من البحث لكن مازال البحث عقيما .

و حالة الاميرة مازالت لم تتحسن ، فهي تهذي و تبقى نايمة دون حراك او تناول طعام ، تماما كالوقت الذي تم اختطافها .
لازمها الملك لعدة ساعات ، نوعا نا هو يشعر بالذنب ، لو قام بسؤال ليو عن سبب رحيله او حتى منعه لما حدث كل هذا .
..

بعد اسبوع من بدء البحث :

حدق ليو بتلك السفينة ذات الشراع الابيض الموشكة على الابحار ، لقد قضي الامر ، سيسافر عبر البحر الى مملكة اخرى بعيدة ، فقد فكر كثيرا ، اراد البحث عن عمل اخر في المملكة لكنه لم يستطع التركيز ، لابد ان الحل الوحيد هو الهروب الى البعيد كي لا يذكر الامر مجددا .

اعلن قبطان السفينة وقت انطلاق الرحلة ، حمل الحقيبة الصغيرة و مشى نحو السفينة ، و قبل ان يصعد هبت رياح خفيفة ، مرت من خلاله و كانها تخبره ان يبقى ، فقلبه مازال هناك في منتصف الطريق ينتظره .

لكن لم يهتم ، فقد واصل المسير الى أن شعر بالعديد من السيوف تحيطه ، التفت ليقابل فرسان القصر يحدقون به طالبين منه ان لا يتحرك ، تبا لقد نسي سيفه في غرفة الفندق .

" انها اوامر الملك ، عليك العودة معنا حالا " تحدث احد الفرسان

" انا لست مجرم ليتم القبض علي هكذا ، كما اود ان اعلم سبب طلب الملك قدومي ! "

هل علم الملك بالامر ؟ محال ان يقبض عليه لقتله ، ربما سيظن انه اغوى ابنته وهرب ببعض المال  !

" لا علم لنا ، امرنا ان نحضرك بالقوة ان لم ترد القدوم بلطف"

اخ يا وجع الرأس ، لما دائما ما تحل عليه مصايب العالم !!

" حسنا سأفعل "
ابدى ليو استسلامه للفرسان ، ماذا عساه ان يفعل سوى ذلك ، لو انه احضر سيفه لقتلهم جميعا و فر بجلده .

فارِسُ الأَمِيرَةِ الشَّخْصِيُّ •1•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن