15 • إعترفات بَسِيطَةٌ •

4.9K 423 14
                                    

...

...
انت لي !

..

بعد الامسية بعدة ايام ، بدء الحاضرون بالعودة الى ممالكهم ، توحه اولا الامير والي الى مملكته ، هذا بعد ان وعد الاميرة بإرسال لها هدايا كثيرة ، اما الامير مارك فقد بقي ليومين آخرين قبل ان يذهب .

..

ارادت الاميرة الذهاب للتمشية في الحديقة الغربية التي اهداها والدها إياها بعد بلوغها .

بهذا حضرت الخادمات الكثير من المرتبطات ، و هذا لان الاميرة تود استضافة صديقتها الكونتيسة بوالا الى حفلة ساي صغيرة بينهما فقط .

بعد ان جهزت ذلك لعدة ايام و إرسال الدعوة لها ، حضرت الكونتيسة مع الهدايا .

" لم ارك منذ وقت طويل سموك " كان ذلك العناق الذي حظيت به الاميرة من صديقتها بمثابة تنفيس عن غضبها .

" انا سعيدة ان والدي سمح لي بالعودة الى نشاطاتي اليومية ، اعتذر ، لم اطلب منك الجلوس بعد ، فالتتفضلي "

كانت تلك الطاولة المستديرة مزينة بشتى انواع المقبلات و الحلوى ، بالإضافة الى الشاي الساخن .

" كاتي ، من ذاك ؟ " اشارت بوالا الى ليو الذي وقف في البعيد كالتمثال " انه فارسي الشخصي الذي عينه والدي منذ أشهر ، لم اخبرك بذلك بسبب منعي ابي من الخروج و التواصل معك ، في الواقع هذه هو سبب عقابي ، لم أرد فارسا و ابي غضب "

هزت بوالا راسها ثم اعادت النظر اليه مبتسمة بينما تاكل البسكويت " لكنه وسيم "

وقع كوب الشاي من يد الاميرة ليتناثر أرضا ، اخذت بوالا تحدق بملامح الاميرة المرتبكة ، ثم ابتسمت بمكر " ما الامر كاتي ؟ "

" ماذا ؟ " اجابتها الاخرى بتوتر
" فهمت ، اذا متى وقعتي في حبه ؟ "

" حبه ؟ ما الذي تتحدثين عنه ؟ انا لست كذلك "

" حقا ؟ اذا ايمكنني مغازلته طالما انك لا تهتمين لامره ؟ "
وقفت الكونتيسة محاولة الذهاب الى ليو لكن الاميرة صاحت بها لتدفعها للجلوس مجددا " انت محقة " صرخت لكنها ادركت ان صوتها عالي بالواقع لذا همست اليها " اقصد انا اشعر بالانجذاب له ، لا اعلم متى بدأ ذلك و كيف ، لكن الامر انني اشعر بالسعادة عندما اكون معه "

تفهمت بوالا مشاعر رفيقتها لكنها سألتها " لا اعلم هل هو حقا حب ؟ "

" ماذا تقصدين ؟ "

" اقصد ان معظم الفتيات يقعن في حب فارسهن ، لكن ذلك ليس حبا حقيقيا ، انه يحصل لان مجتمعنا لا يسمح لنا بالانخراط مع الفتيان سوى عند البلوغ ، و الرجل الوحيد الذي يمكن للفتيات مقابلته هو الفارس فيظنون انهم وقعوا في حبهم ، بالطبع هذا بسبب عدم فهمهم لتعريف الحب "

عم صمت طويل بين الاثنتين حتى عادت كاتي للحديث " افهم مقصدك ، لكنني قابلت رجالا كثيرين سابقا ، حتى انني بقيت مع الامير والي لثلاث ليال وحدنا ، و مازلت لم اقع بحبه ، لكن دخول ليو الى حياتي جعلني ادرك الكثير من الامور "

" في الواقع هذا رائع ، انا اشعر ايضا بالتحسن في تصرفاتك و كلامك ، اصبحت اكثر نضج ، اذا ماذا تنوين ان تفعلي ؟ "

" لا اعلم "

لابد وانه امر صعب ، فالاميرة لفترة طويلة كانت عالقة بين كتبها الرومانسيه فقط ، لم تعلم ان هناك عوالم اخرى مختلفة ، لذا كان الواقع مختلفا عن تلك الكلمات المعسولة في الكتب ، و لم تعلم ما يتوجب عليها فعله .

" اخبريه بحبك له "

" اتمزحين ؟ انت حتى لا ارى نهاية لعلاقتنا "

" بما انني صديقتك المقربة سأخبرك شيئا ، اتعلمين ما الألقاب التي يطلق عليكي في الخارج ؟ "

رفعت الاميرة يدها لتبدء العد " الغبية ، الاميرة الحمقاء ، وعاء جميل مزخرف و فارغ من الداخل ، و لقبي المفضل الطاغية " ضحكت بوالا بصوت عالي حتى سمعها ليو من البعيد .

" اشعر ان مزاجي تحسن كثيرا ، لم اعلم انك تدركين كل تاك الألقاب التي تطلق عليك ! لكن لا .. هنالك لقب آخر سيعجبك اكثر ..الاميرة المتمردة "

" المتمردة ؟ "

هزت رأسها لتوافقها " عليك ان تتمردي ضد الجميع ، ان ظننت ان هذا الحب المراد قاتلي كيف تجعليه حقيقي ، من يعلم ، فربما حظيتي بنهاية سعيدة! "

......

اخذت كلمات بوالا ترن في عقل الاميرة حتى انها كانت شاردة الذهن بينما تمشي ، و لم تدرك بنفسها الا وهي تتهاوى على الأرض ، لكن من حسن حظها ان ليو امسكها من خصرها ليقربها نحوه فتصدم بوجهه .

بحلق الاثنين ببعضيهما لفترة ، و كأنهما غرقا ، صوت قلبيهما بدا مسموعا للاخرين ، حتى ادرك ليو فعلته و تركها
" في ماذا انت شاردة ؟ "

" هل ...هل احببت احد ما مسبقا ؟ "
لم يستطع متابعة سيره الا و كلامها اوقفه " مطلقا " تلك إجابة بسيطة .

" جيد " صمتت قليلا ثم اردفت " انا .. انا أحب.." لم تكمل جملته الا و ليو يبتعد للوراء " اشعر ان جملتك لن تنتهي بخير ، لذا افضل عدم سماعها رجاءا "

شعرت كاتي بخيبة امل ، انه يحاول الابتعاد عنها بشتى الطرق ، و هذا حقا يؤذيها !

فارِسُ الأَمِيرَةِ الشَّخْصِيُّ •1•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن