هي قهوة فقط, هذا ما يظنه البعض! ترتشف على مهل كما قال #محمود درويش, "القهوة لا تشرب على عجل القهوة أخت الوقت تحتسى على مهل, القهوة صوت المذاق, صوت الرائحة, القهوة تأمل وتغلغل في النفس وفي الذكريات." فهي عالما اخر قد لا يعلمه البعض. هي حكاية كاملة ممكن ان تكتب وتألف لسنوات ولا تكتمل!
هي قهوة, حبيبات قد غليت مع ماء لكن تعطيك ذاك المذاق الرائع مع مستقبلا دون معرفته وتساؤلات قد تمحى بلمح البصر حتى تبقى مع تلك الحلول لسلك الطريق الصحيح.
ربما يكون الطريق غائم وتلك الخيوط المتداخلة تظهر كل شيء ولا تعلم أن نكرانها وعدم الاكتراث لها سوف يسبب مشكلة اخرى لكن لحظة ادراك بما يدور حولك تعلم بأنه لابد من اتخاذ ذاك الحل حتى لو كان ضد تلك الرغبات.(غلا)
خرجت من مكتب فهد وانا غاضبة بعد اسلوبه ذاك وطريقة حديثه المستفزة. بدأت اتجول في شوارع كاليفورنيا وانا افكر في حل حتى اتتني تلك الفكرة!
كان ما زال الضوء يعم ارجاء المدينة وقد قاربت على الغروب لذا ذهبت الى شركة فهد ووقفت امامها انتظره كي يخرج. بعد لحظات طويلة من الانتظار خرج هو حيث كان السائق ينتظره. صعد معه وتوجه الى حيث لا اعلم حتى بدأت اتبعهم, وصلنا الى مكان غريب كنت اتواجد به لأول مرة. توقف امام منزل كانت الاضاءة به مفتوحة والستائر كذلك. ترجل فهد من السيارة ودخل الى داخل المنزل بينما السائق ذهب وتركه هناك.
كنت ما زلت في داخل السيارة وانا اراقب ما يحدث هناك وما يفعله فهد في مكانا كهذا. ترجلت وحاولت رؤية ما يدور في المنزل حتى رأيته يجلس وبأحظانه امرأة قد بدت عليها في بداية العشرينات بشعرها الاشقر وملابسها الفاضحة!
رن هاتفي في تلك اللحظة, اجبت بسرعة قبل اصدار اي ضجيج, "وينج في؟"
كنت اتحدث معها بصوت هادء جدا, "هلو لينا, بعدني بالشغل من اخلص اخابرج."
"اي شغل طالعي الساعة جم."
"باجر اكلج."
"اوكي انا بنام عشان عندي شغل مبجر."
"اوكي حبيبتي."
اغلقت الهاتف وبدأت التقط صور لذاك المشهد المثير. بعد دقائق قليلة تقدم شخص اخر واغلق الستائر حتى انعدمت رؤية ما يدور هناك لدي.
اخذت سيارتي وعدت الى المنزل وانا افكر بتلك الصور. لم أستطع النوم ليلتها لذا جلبت ورقة وقلم وكتبت في الخط العريض في وسط الصفحة "فهد الترك وحياة الليل" ثم قامت الكلمات تخط حتى اصبح مقالا متكامل حول ذاك الشاب الذي يبلغ نهاية العشرينات وهو خاطف قلوب مئات البنات ويحلم بحياته كل شاب.
انتظرت حتى يحل الصباح وتوجهت الى الشركة كي أرى ماجد واتحدث معه. وصلت هنا مبكرا وانتظرته في مكتبه حتى دخل وتفاجئ برؤيتي, "غلا! اشو هنا؟"
"صباح الخير استاذ."
"هلا صباح النور. سوري بس تفاجئت من شفتج."
"لا عادي بس موضوع شاغلني من البارحة وردت احجي بي وياك."
"غلا اني اسف على الي صار علمود الكتاب بس صدكيني لو اكدر اساعدج جان مقصرت."
اخذت نفسا عميقا محاولة نسيان ما حدث لي أمس. اخبرته قائلة بخيبة امل, "مو هذا الموضوع! بس جايتك بموضوع بمليون دولار."
ضحك وتوجه الى كرسيه كي يجلس, "مليون دولار!؟ شنو القصة؟ لحظة خلي ادز على كهوة حتى اصحصح ونبدي نحجي."
أبتسمت له, "اوكي."
بعد ثواني قليلة جلبت السكرتيرة القهوة لي ولماجد, أرتشف من فنجانه ثم اخبرني قائلا, "اي غلا اسمعج شنو الموضوع؟"
"تعرف فهد الترك؟"
رفع حاجبه سائلا, "عارض الازياء مو؟"
"اي هو نفسة."
"شبي؟"
"محضرة مقالة الة."
سأل متعجبا, "مفتهمت! اني كتلج حضري فكرة جديدة لكتابج مو تروحين تكتبين مقال."
"بس غيرت رايي وردت ابدي بموضوع جديد واحسن من ما اكعد بالبيت الهي روحي بهيج شغلات وثاني شي الشركة عدهة عدت اقسام ومن ضمنها اكدر انشر هيج مقال بالجريدة."
"وكتابج؟"
"من تجيني الفكرة المناسبة اكيد راح ارجع."
لم اقل كلاما صادقا انما لا اعلم ما حدث لي وانا اود الانتقام من فهد حول ما حدث.
ربما هو لم يكن له ذنبا بما حدث لي لكن كنت على يقين تام بأنه يستحق ما افعله بسبب الحديث الذي دار بيننا في شركته وتعجرفه ومدى غروره لذا لا يمنع بأن اخطي خطوة كهذه.
كان يناظرني ماجد كأنه كان يفكر حتى قال, "حبيت حماسج. بس شمعنى فهد الترك؟"
"ولا شي بس البارحة شفتة ابيت مشبوه واخذت صور." أخرجت من حقيبتي المقال الذي كتبته وناولته اياه, "وهذا المقال."
نظر له وللعنوان, "مو مجازفة هاي؟"
"ليش مجازفة؟ مو ابلد الحرية احنة و النا حرية الحديث بأي شي."
"وين الصور؟"
اخرجت هاتفي وجعلته يشاهد الصور الواحدة تلو الاخرى, "تصدكين عاد الموضوع نار."
أتصل بأحد موضفين الشركة محدثه بالانكليزي, "مايك تعال الى مكتبي لدي موضوع لنشره وفي الصفحة الاولى."
"سوف اتي."
أبتسمت له وانا في غاية السعادة, "شكرا استاذ."
بادلني الابتسامة, "ميحتاج تشكريني بس كتلج اكيد راح تلكين روحج وتعرفين انتي وين بس بنفس الوقت مو تنسين موضوع الكتاب."
"اكيد."
أتى مايك وأخذ المقال من ماجد لنشره في الصفحة الاولى كما امر.
قلت له, "اوكي هذا خبر اليوم. ممكن اطلب طلب كمكافئة؟"
"اي كولي تدللين؟"
"ارجع للبيت لان البارحة منمت وبقيت اكتب بي."
"اكيد اخذي راحتج."
عدت الى المنزل وانا اشعر بلذت الانتصار وحول ما سيحدث في الساعات القادمة.
كنت اتمنى ان اكون لديه وانا اراه يقرء خبرا كهذا. ربما لشعرت بأنني لم اخسر شيئا في ذاك اليوم وانني بدأت بطريقا جديد سوف يغير حياتي. فكل شيء يحتاج جرئة وبداية ملفتة كي تعلم اين انت من بين تلك الخطوط التي رسمت وخطت في فنجان قد ارتشفته او ارتشفه غيرك.