نحاول ان نجعل طريقنا مستقيم من دون تلك العراقيل التي تصبح امامه لكن يحدث وان تخلق تلك الخطوط الغامقة ونحن نرتشف فنجان واحد كما لو ان الحزن لا مفر منه.
برغم جمال الاحداث في بادء الامر لكن تبدء تلك الرسوم بجعل الوانها غامقة حتى لا نستطيع المفر منها لانه لا يوجد لدينا غير سلك هذا الطريق! برغم هذا فجميل ان تكون مرسوما بين هذه الخطوط العديدة وتكون سببا لسعادتي او حزني وتعاستي. لا اعلم لكن شعور جديد يولد ويجعلني انصاع لك فقط بسبب نظرة عين واحدة قد تأسرني كما انسى نفسي وانا استرق النظر الي عروق يدك وانت غارق التفكير او العمل في شيئا لطالما احببته تماما كما تلامس يديك جسدي حتى اشعر بأنني لست الا تحفة فنية من الصعب نكرانها.
"عندما أهتم لامرك ... لحزنك ... لهمك ... ليس لانه واجب علي ... لكن لان بين اضلعي قلب .. يأمرني بذلك." #حنان القطان(فهد)
اخذتها من يدها وذهبنا الى مكتبي الخاص الذي يوجد في المنزل. جلبت ورقة وقلم وبدأت برسم فستان اسود طويل مفتوح من فوق الصدر. ثم بدأت برسم نقش لونه يميل الى الذهبي من مكان الصدر الى تحت. كان الفستان مخصر وضيق من هناك حتى يصبح منفوش من مكان الخصر الى الاسفل.
كنت اتخايلها بهذا الفستان وانا انظر له, سوف تبدوا كالاميرة من بين الجميع. رفعت رأسي بينما كانت تناظرني بحذر حتى لمعت عيناها, سألتها متعجبا والابتسامة مرتسمة على شفتاي, "شفيج اطالعيني جذي؟"
أبعدت ناظرها بسرعة قائلة وهي متلعثمة في الكلام, "لا ولا شي."
"اوكي باخذ قياسج."
وقفت امامي بينما هي كانت جالسة, "اوكي."
أخذت اداة القياس وقمت بقياس طولها, "بسوي شوي طويل عشان الكعب."
"اي احلى."
كانت تجيب ولا تعلم ما انا افكر به ومالذي انوي عليه لذا اكملت قياس الطول وحوطت المقياس على خصرها كي اسجله. اصبحت بقربي جدا حتى شعرت بأنفاسها, لا اعلم ما حدث لي وانا اشعر بتسارع في دقات قلبي. انهيت بسرعة قبل ان اقوم بعمل اي شيء يزيد ارتباكي وارتباكها اكثر.
وقفت خلفها وتضاهرت بأخذ قياس الكتف في حين انني لم اكن بحاجة له لكن فعلت في كل الاحوال. كانت تقف امامي وانا استمع لانفاسها المتزايدة في حين انها لم تنطق بحرف. وضعت يدي على كتفها حتى تلمست يدها لانها كانت ترتدي فستان يصل الى الركبة من دون اكمام. شعرت بأرتعاش يدها لكن لم استطع ان ابعد لمساتي هذه لذا قمت بتحريك اصابعي الى وسط ضهرها حتى وصلت الى خصرها. تقدمت الى الامام بسرعة عندما لاحظت بأنني لم اكن أأخذ القياسات فقط!
بينما كنت الامس جسدها كأنها تحفة فنية شعرت بتجمع حرارة جسدي في رأسي حتى أحسست بالتعرق. عندما أبتعدت اخذت نفسا عميقا لكن اخذت خطوة الى الامام واحتظنتها من الخلف.
"خليج."
"فهد بلا هالحركات."
همست في اذنها, "شحقة امس رحتي وهديتيني؟"
"فهد لتفتح الموضوع."
"لا ابي اعرف شلي صار؟"
قالت مستهزئة, "ليش تحبني مثلا؟"
"تهكين شي ثاني؟"
لم تقل شي. أفلت يدي منها وخطيت بخطواتي كي اصبح اناظرها واقفا امامها, "شفيج توهكتي؟ ردي علي!"
كانت تناظرني في عيني وتتحدث معي, "فهد مو تسوي الي تسوي وية غيري وبعدين تجي تبين انت رايدني!"
عقدت حاجبي مستغربا من كلامها, "ما فهمت! كيف يعني اسوي الي بسوي؟"
"لا عرفت قصدي كلش زين ودتعرف على شنو دا احجي."
"انا من يوم خطيتي لهني ما شفت وحدة ولا نمت مع وحدة ولا حتى شفيتها!"
قالت محاولة السيطرة على غضبها, "والعنود شجنت تسوي وياها البارحة فوك؟"
لم أستطع ان اكتم ضحكاتي وبدأت تتعالى في ارجاء المكان, "يعني الحين امس هديتيني عشان العنود؟"
رفعت حاجبها مما ازدادت غضبا وبدت اجمل بكثير في نظري حتى قالت بتحدي, "لعد شنو برأيك؟ اذا تحبني صدك يعني تكون الية وحدي مو الية ولغيري."
"تصدكين عاد وايد حلوة وانتي معصبة جذي."
قالت بغضب, "فهد لتعصبني اكثر."
أمسكت يدها وسحبتها نحوي لكن حاولت ان لا تصبح بقربي, "احب المعصب انا."
"فهد!"
"عيون وروح فهد؟"
ذهب غضبها قليلا لكن اخبرتني قائلة, "الي دتفكر بي مستحيل يصير."
"لا بيصير مافي شي مستحيل. وعشان العنود ما صار شي انا طرشتها مبجر."
"جذاب!"
كانت قريبة جدا مني, اقتربت برأسي ووضعت فمي بقرب أذنها هامسا لها, "أحبج."
لم تقل شيء حتى اعدت الكلمة مرة ثانية, "غلا بقلج أحبج."
قالت بصوت هادء, "لازم اروح."
أبعدت رأسي قليلا كي انظر في عينيها, "مابي تسيرين اي مكان. ابيج حذاي."
شعرت بأرتباكها المتزايد ونظراتها التي تحاول ابعادها عني. كنت ممسك بأحدى يداي معصم يدها واليد الاخرى محوطة خصرها. رفعت يدي التي كانت على خصرها ببطئ شديد وانا الامسها بحذر ...
أبتلعت ريقها. اصبحت اصابعي على حنكها, أمسكته برقة وجعلتها تناظرني, "غلا انا ابيج."
نحنيت قليلا ولامست شفتي شفتيها لكن قبلتها دون ان انتظر منها ردة فعل كما فعلت في السابق. انزلت يدي بينما كنت اقبلها وحوطت خصرها مقربها نحوي وانا لا اود ان تبتعد عني ولو لحظة. وضعت يداها حول رقبتي وبادلتني بالقبلة حتى شعرت بسعادة تجتاحني غير مصدق ما يحدث لي.
شعرت كما لو انني شخصا مختلف تماما وانا بين يديها, ليس فهد عارض الازياء الذي يعرفه الجميع وانما شخصا مختلف تماما لدرجة اجهل وصف الشعور هذا فكانت هذه المشاعر تجتاحني لاول مرة.
شعرت بيداها على كتفي وهي تحاول ابعادي لكن برقة. أبعدت رأسها قليلا وهي ما زالت لا تستطيع النظر في عيني مباشرة. لم استطع ان امنع نفسي من التبسم وانا اناظرها.
اخبرتها قائلا, "طالعيني."
قالت وقد احمرت وجنتيها قائلة بدلع, "استحي فهد."
"يالبي ماني قادر."
ضحكت قائلة, "على كيفك وياية لهيج تحجي والله استحي."
"غلا شلي سويتي فيني؟"
قالت بصدمة حتى ناظرتني, "شنو شسويت؟"
ضحكت قائلا, "لا يالهبلة يعني كيف جذي حبيتج. شلي سويتي؟"
"يالله فززتني عبالي بيك شي."
"يعني خايفة علي؟"
قالت مبتسمة, "اي اكيد."
في هذه الاثناء أتت الخادمة وفتحت الباب دون طرقه. شعرت بالخجل وحاولت الابتعاد عني لكن كنت محكما يدي محوطها.
قالت بسرعة, "انا اسفة لم اعلم بوجودك يا سيد فهد."
"لا عليك."
"هل تأمرني بشيء؟"
ناظرتها سائلا, "تبين شي؟"
قالت بأستحياء, "لا سلامتك. كافي خلي اروح."
ضحكت هامسا في اذنها, "اوكي الحين بهدج بس مرة الياية ما بسويها."
ابتسمت حتى جردت يدي منها ثم خرجت من الغرفة. اخبرت الخادمة بأن تجلب لي القهوة لابدء بالعمل على الفستان.
ناظرت من حولي وطلبت الادوات والاقمشة التي احتاجها من الشركة كي يأتوا لي بها الى المنزل.