خوفا من اعادة الاحداث ذاتها وخسارة من نحب نبدء بتغيير انفسنا كما لو اننا اشخاص مختلفين.
عندما يصبح مفترق لذاك الطريق في ذاك الفنجان الذي ارتسمت به حقائق اكثر من توقعاتنا نقوم بأختيار الاسوء لاننا اكتفينا كوننا اشخاصا جيدين فنبحث عن ذاك الشر بداخلنا او ربما نصطنعه فقط لعدم العودة الى ماضي قد اتعبنا وقد جعل منا اشلاءا مرمية في منتصف الطريق.
فيكفي لحظات قد ذبلنا فيها ولم يوجد احدا من حولنا كي يسقينا من جديد وتدب الحياة بنا!
نزيف الحقائق, نكذب المكتوب, نضحك على تلك الخطوط المرتسمة, وندعي الامر بأنه ليس الا اضحوكة طال شرحها لكن نيقن بأننا خائفين بعدها فنرتدي ذاك القناع الكاذب لاضاهر عكس ما نشعر به وبرغم هذا لا نود ان يبتعدوا عنا مهما حدث.
"يلزمه عذرا واحدا فقط .. ليبتعد عني
واختلق الاف الاعذار فقط .. ليبقى بقربي." #حنان القطان(فهد)
أمسكت يدها كي استوقفها عن ما كانت تفعها لكنها ابعدت نفسها بسرعة خوفا من ان يعاد ذات الشريط مرة ثانية.
صرخت قائلة, "لطخني, اتركني."
ابعدت يدي رافعها لمستوى رأسي, "خلاص اسف بس هدي شوي وين بتروحين الحين الوقت تأخر."
جلست على السرير وعادت الى بكائها, أخبرتها قائلا, "غيري ثيابج ناطرج!"
خرجت واغلقت الباب خلفي, ذهبت واغتسلت بسرعة ثم غيرت ثيابي حتى عدت لها. كانت ما زالت في غرفة النوم, طرقت الباب عليها لعلها تكون قد انتهت, "غلا للحين ما خلصتي؟"
قالت بصوتا مختنق, "ماريد اطلع."
حاولت فتح الباب لكن كما يبدو انها اغلقته بالمفتاح, لم اتفاجئ من فعلتها لكنني شعرت بالقلق ناحيتها, "غلا فجي الباب."
"كتلك ماريد روح."
"تفجين الباب ولا اكسرة الحين؟"
صرخت قائلة, "كتلك روح."
"قسم بالله بكسرة الحين!"
بعد لحظاتا قليلة قد مرت فتحت الباب لي وهي ترتدي ثيابا اخرى غير ذاك الثوب الاسود لكن كانت ما زالت ثياب منزلية لكنها "محتشمة".
"شتريد؟"
"ما خبرتج تغييرين ثيابج عشان نسير من هني؟"
"وين نروح؟"
"شوي تغييرين جو."
"ماريد. ثاني شي روح منا انت هم شربت."
ارادت غلق الباب كي ابتعد لكنني وضعت يدي كي امنعها, "شفيج يبة الحين تسبحت."
أخذت نفسا عميقا وهي ما زالت خائفة, استرسلت, "طيب خليني اقهويج الحين."
نظرت لي للحظات ثم اضافت قائلة, "اوكي."
توجهنا الى المطبخ بينما هي جلست على احد الكراسي الموجودة وكنت انا اصنع القهوة لكن عيناي لم تفارقها ابدا فهي تذكرني بتلك الايام التي لا استطيع نسيانها ابدا! كانت تشبهها جدا حتى في طريقة غضبها. ربما كان سببا يجعلني احتفظ بها في هذا المنزل معي وكان الكتاب مقدم حجة امامها!
بعد ان انتهيت وضعت الفنجان امامها في حين هي كانت غارقة في التفكير, "غلا قهوتج."
"شكرا."
اخذت فنجاني وجلست بمحاذاتها اراقب كل حركة, نظرة, رمشة عين قد تفعلها هي.
لاحظت نظراتي حتى قالت, "ليش هيج تباوعلي؟"
حاولت تغيير الموضوع بسرعة, "انا اسف وايد على الي صار. رامي موب جذي بس لانة كان سكران."
أخذت رشفة من فنجانها بعدها اخبرتني قائلة, "اني مراح ابقة هنا بس يطلع الضوة اروح."
قلت محاولا الاحتفاظ بوجودها هنا, "والكتاب؟"
"ميهمني. ماريد بعد."
صمت قليلا بينما كنا نرتشف القهوة وانا احاول التفكير بشيئا يجعلها تبقى بجانبي دون ان تدرك مدى ذاك الاهتمام المفاجئ!
كانت واضعة اصبعها على حافة الفنجان وهي تدور به وتنظر كأنها تقرء قصة ما.
قلت لها مفاجئها, "بعوضج عن الي صار؟"
سألت متعجبة, "مفتهمت شون؟"
"بكتبلج صك ثلاث ملايين من غير اتعاب الكتاب."
شعرت بتغير ملامح وجهها, زفرت قائلة, "انت عبالك الدنيا بس فلوس؟"
شعرت لحظتها بأنني اخطأت, "طيب شلي تبي؟"
"ماريد شي. اني اصلا ما اعرف ليش كاعدة هنا وياك ودا اسمع الك." حاولت الوقوف لكن امسكت يدها محاولا منعها من الذهاب, بدى عليها الخوف من جديد, صرخت, "كتلك لطخني اتركني."
"اسف ما كنت اقصد. بس خليج قاعد اتحجة معاج."
فاجئتني قائلة, "اني خايفة. خايفة اكعد وياك هنا. خايفة اشاركك بنفس المكان. اخاف بعد انام من ورة حياتك المملة وثاني شي ماكو الي اكتبة لان توقعت صدك راح الكة شي بس بعدني ثاني ليلة وشوف الي صار؟"
ربما كانت محقة! "طيب هدي وخلينا نتكلم مثل اي ثنين عاكلين. بس هدي."
جلست من جديد, استرسلت, "يمكن الي صار لج بسبتي عشان جي حاولي تتقبلين الي بقولة لج. بصراحة انا ما يهمني الموضوع وحتى الكتاب بس كلت دامج تبين تنشرين انا بساعدج!!"
"اذا ميهمك خلص ميحتاج نكمل لان اني الموضوع بعد هم ميهمني."
"بكمل ما خلصت كلامي!" عاودت النظر الى الفنجان حتى ارتشفت اخر رشفة فيه وفاجئتني بقلبه!
سألتها متعجبا, "شقاعد تسوين؟"
"شنـــــو؟"
اشرت بأصبعي على الفنجان المقلوب, استرسلت, "شكو شبيك؟"
"ليش سويتي جذي؟"
تعجبت من اسئلتي المتكررة وتعجبي من فعلتها كأنها اقدمت على امرا لا يحتمل التأجيل!
"شبيك بس كلبتة مسويت شي."
حاولت ان اجعل الامر طبيعي, "ليش بتأمنين بهذول الاشياء؟"
"ما اعرف ممجربة وما اعرف اقراه بس عندي عادة من اشرب اكلبة!"
"اوكي."
قلت محاول تغيير الموضوع بينما كنت اناظر الفنجان الذي يحمل كثيرا من الاسرار التي اود معرفتها, "اي بنكمل موضوعنا! بوعدج اني ما اشرب هني ورامي ما بتشوفي مرة ثانية هني."
"واذا صارت وشربت؟"
"ما بسويها وعد." كنت اعلم بأنها لا تستطيع نشر صوري انا والعنود بعد الان لانني لا احتمل فضيحة جديدة في الاعلام لكن اخبرتها, "وان صار هالشي نشري الخبر الي عندج والصور."
"اوكي اتفقنا. عندي شرط!"
"وشو؟"
"كل شي تكولة وميصير مقابلة نص مليون."
قلت متحديا, "مليون." استرسل, "بس كيف يعني؟"
"يعني اذا لزمت ايدي بعد تكتبلي نص مليون! سمعت."
ضحكت بقوة. لكن كنت اعلم بأنها خائفة, ناظرتني بسبب قهقهاتي التي ملئت المكان, لكن اخبرتها بعد ان اكتفيت, "موافق."
تركتني وتوجهت الى غرفتها. تركت الفنجان المقلوب على الطاولة.
لا اعلم مالذي حدث لكن شعرت بالخوف من معرفة ما يدور بداخله لذا اخذته واحتفظت به في غرفتي.