حتى لو علمنا ما يوجد في ذاك الفنجان وما تعنيه تلك الخطوط لكن يكون من الصعب أحيانا تغيير واقع او الهروب منه لانه رسم وقد سلكت تلك الخطوط واصبحت حكاية يصبح من المستحيل المضي من دونها الى الامام.
كونك طعنتني واحببتك بعمق حتى تغيرت مفاهيم الحياة لدي. فما فائدة معرفة واقع مرير يخبرني ان حياتي سوف تتدمر بخيانتك لي من اول يوم؟ اكتب الحب ليكون درس من الصعب المضي به من دون تلك المشاكل التي تسلب الروح من الجسد؟ اتأتيك الطعنة بعد ان يصبح العشق متشبع بداخلك كما لو انه لا يوجد شيء غير جعل دموعك تنهمر بغزارة؟
لكن لابد من كل طريق ان ينتهي مهما كانت نهايته صعبة او سعيدة لكن لكل نهاية بداية كما يوجد لكل بداية نهاية.
برغم هذا صعب ان اكون قد تعلمت الحب على يدك لكن بذات الوقت لابد من اخذ خطوة الى الامام ورسم خطوط جديدة في الفنجان!
"اول من علمني الحب كان انت .. واول من علمني الشوق كان أنت .. وأول من علمني الجنون كان انت .. واول من علمني الموت فوق قارعة الطريق كان أنت!" #شهرزاد الخليج(غلا)
كنت ما زلت جالسة على السرير وامامي الحاسوب أشاهد الفيديو حتى لم استطع اكمال ما كان يحدث. شعرت بالاختناق كأنني اشاهد فيلم اباحي لاول مرة في حياتي لكن كان الشعور مكروه جدا فهذا الشخص الذي يمارس الحب كان الشخص ذاته المتربع في داخل قلبي لكن مع واحدة لا اعلم من هي حتى تخايلت بأنه يفعل الشيء ذاته مع العديدات كهذه في كل ليلة قد مرت وكل ليلة سوف تمر.
لم استطع اكمال الفيديو واغلقت الحاسوب بسرعة وما زال "السيدي" بداخله حتى رميت الظرف ارضا. لم استطع الصراخ لكن كاد البكاء الصامت ان يقتلني.
قمت من مكاني بسرعة وغيرت ثيابي. فتحت حقيبة السفر خاصتي وجمعت بها كل حاجياتي التي قمت بجلبها وقد رميت بعض الملابس التي كانت موجودة في الخزانة ارضا.
في هذه الاثناء رن هاتفي برقم غريب. أجبت بغضب, "نعم؟"
"هل انتي غلا؟"
كانت امرأة تتحدث باللغة الانكليزية. "نعم! من معي؟"
"هل اعجبك الفيديو؟"
صمت ولم اجيبها حتى بهرت بجرئتها وهي تتصل بي تسألني شيئا كهذا. ضحكت كما كانت تضحك بين احظانه كما لو انه كان بجانبها في تلك اللحظة, استرسلت, "يبدوا انه لم يعجبك لكن لا تعبثي مع حبيبي فقد رأيتي بأنه اتى لي بعد انتهاء العرض لان الذي بيننا من المستحيل ان ينتهي بسببك حتى لو كان مقابل مليار وليس عشر ملايين كما تظنين."
اغلقت الهاتف بسرعة ولم اود سماع اي حديث اخر منها لانني اكتفيت بتلك الاحاديث الغبية التي كانت ترمي بها نحوي.
شعرت بأن المكان ضاق علي وغير بأستطاعتي ان اجلس هنا وانتظر قدومه حتى استمع لتبريراته الكاذبة فكانت الاسئلة في رأسي متربعة حول خروجه بعد عودتنا في منتصف الليل لكن اجيبت جميعها عندما وصلني ذاك الاتصال المشؤوم.
اخذت السيارة خاصتي وتوجهت الى سكني الاول. لحسن الحظ كانت لينا غير موجودة هناك فكنت غير مستعدة لاي حديث مطول حول الامر وغير قادرة على قول كلمة واحدة عن ما رأيته.
دخلت الى غرفتي واستلقيت على الفراش مستمرة في دموعي المنهمرة. كلما اغمض عيني ارى ما حدث في ذاك الفيديو لدرجة انني لم اود لحظتها رؤيته. جلست هناك محاولة ان اكون ساكنة لتصفية رأسي لكن كانت صوت انفاسهم تجتاح مسامعي حتى كدت ان اصاب بالجنون. وضعت يدي على اذني وبدأت بالصراخ بكل ما اوتيت فكان من الصعب تحمل كل هذا الالم.
بعد ان صمت لانه لم يتبقى لدي صوت كافي للصراخ سمعت صوت الهاتف يرن. اخرجته من الحقيبة التي كانت على الارض بجانب السرير ورأيت اسم فهد مكتوب على الشاشة. اصبت بالغضب فكيف يتصل بي بعد ماحدث؟
لم اجبه ورميته على السرير لكن استمر برنينه. بعد دقائق قليلة وصلتني رسالة نصية. قمت بفتحها, "هلا حياتي؟ ليش ما تردين علي؟ للحين نايمة؟ اشتقت لج. ماني قادر انطر اكثر الحين ياي."
قرأت الرسالة عدت مرات وقد بدت كنكتة لي كونه يدعي اشتياقه لي لهذه اللحظة.