Part 5

6.2K 164 8
                                    

ربما الخوف في احيان كثيرة هو ليس الا حاجز نبنيه في انفسنا لذا نجد الهروب وسيلة اخرى!
ربما نهرب لتلك الاوراق او تلك القهوة ونخط تلك الرواية بداخل ذاك الفنجان وتتكامل تلك الخطوط عن طريق انفاسنا التي لا نستطيع ان نطردهم من افكارنا لذا ننحني لهم رغما عنا. كأن القدر يجعلنا ان نلتقي بهم ويقربنا منهم ليجعلنا نعيد ماضي مؤلم فنلجئ لذاك الفنجان ونحن نرتعش خوفا من ان تعاد ذات القصة كأن تلك الخطوط متكررة ولا تخلق خطوط وقصص جديدة.
فأحاول ان اجعلك سرا في داخلي المنغلق بدلا من ان تنفضح تلك المشاعر التي تكاد ان تفضحني وانا انظر لك.
"وتظل .. سرا بين الورق وقلبي ..
يقرؤنك سطرا وانت بداخلي رواية." #شكسبير

(فهد)
شعرت بدقات قلبي المتزايدة وانا شبه اقبلها كما لو انني عندما كنت اود التأكد من مشاعري بهذه الطريق اصبح خطأ لا استطيع الهروب منه. أبتعدت عنها بأرتباك وحاولت الابتسام لها جاعلا الفلوس حجة امامها.
ابتسمت رغما عني وغادرت الغرفة قائلا, "بتكون عشر ملايين."
ذهبت لغرفتي بسرعة وانا احاول السيطرة على دقات قلبي وارتباكي كأنها اعادت شريطي مع سرور!
اردت ان احتسي الشراب لذا غادرت المنزل بسرعة متصل برامي, "هلا رامي. ناطرك في البار!"
"حاضر مسافة الطريق وبكون عندك."
ذهبت الى هناك وطلبت الشراب بينما كنت انتظر رامي حتى يصل. اخذتني الافكار بعيدا, كان وجودها خطأ في ذاك المنزل في الوقت الذي أنا كنت اجبرها على البقاء. شعرت بالخوف ان عدت ولا اراها بسبب فعلتي تلك ..
بينما كانت اغوص في افكاري قطعها رامي قائلا, "ازيك يا فهد؟"
"هلا رامي. وينك في من امس؟"
"اصل انا اسف على الي حصل امس مكنتش اقصد."
"ما عليك عارف لانك سكران بس يلعن ابليسك يا ريال."
"طيب هي عاملة ايه؟"
"ماني عارف حالتها موب كويسة وايد."
"بروح اعتذر لها؟"
اخذت رشفة من الشراب ثم اخبرته, "باين انا الي لازم اعتذر لها."
"ليه هو حصل ايه؟"
لا اعلم ما حدث وانا اخبره, "وايد فيها من سرور."
طلب شراب له ثم قال لي, "لا انت باين شربت كتير."
"بكلمك جد ماني عارف شقاعد يصير معاي. يا ريال كلامها, شخصيتها, تعبت وايد."
اتى شرابه ثم امسكه وهو ينظر لي بحذر حتى ولع سيجارة مناولها لي, اخذتها وسحبت نفسا منها, "طيب قلها انك مش عاوز تكتب الكتاب خالص."
فكرت قليلا لكن شعرت بأن قلبي لا يود منها ان تبتعد ابدا, "لا مابي."
صمت كلانا ولم يقل شيئا لانه لا جدوى من الحديث فكلانا نعلم بأن الشيء الذي يعيدني الى الماضي ليس الا وجعا كبيرا من الصعب تجاوزه.
أخبرته حتى ضحك على ما قلته, "بتعرف حد يقرة الفنجان؟"
"في ايه يا عم مالك؟"
"رامي بتكلم جد."
ناظرني حتى علم انني اتكلم بجدية لذا توقف عن الضحك قائلا, "تقابلت مرة في وحدة من تركيا وتعرف الحاجات دي لو عاوز."
قمت من مكاني واضع النقود على الطاولة وقبل ان يكمل شرابه اخبرته قائلا, "اوكي سيرني لها الحين."
"هو انت بتتكلم بجد؟"
"رامي خلاص ما قاعد اتقشمر معاج."
"اوكي!"
خرجنا من البار واخذنا السيارة خاصتي مرشدني الى الطريق, وصلنا الى منزل في اطراف المدينة. حتى اخبرني بأن اتوقف هناك مشيرا بأصبعه اليه, "هو دة."
ترجلت من العربة, "اوكي خلينا ندش داخل ولة الوقت تأخر؟"
"لا بتقدر تدخل بس انا مروح اصل بكره الحاجات دي."
"طيب كيف بتروح؟"
"متشيلش هم. اشوفك بكرة."
ذهب رامي بينما انا توجهت امام باب المنزل. طرقت الباب لعدة مرات حتى خرجت امرأة في نهاية الاربعينات من عمرها.

رواية الفنجان المقلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن