لا يجب ان نستهين بشيء فكل شي قد كتب وكل خط قد ارتسم في الفنجان عندما لا احد يعلم ما يدور في رأسنا غير تلك الخطوط التي رسمت ومن سيقوم بقرائتها وتفسيرها حتى نصدم لتلك النتائج.
نريد شيء, ويحصل شيئا اخر تماما لدرجة لا نعلم ما علينا فعله غير خلق خطوط جديدة ونحن نرتشف فنجان اخر حتى تأخذنا تلك الافكار التي تشكل اشياء قد تصدمنا لاننا لا نود تصديقها في لحظة.
كخلق تلك الحكاية الجديدة وانتي بجانبي لاجعل الامور تخرج عن صيرتك لكن ربما احيانا عندما نأخذ الحكاية الى ذاك المسار ينقلب كل شيء ونكون نحن ضحية لها. ربما سوف تكشف الاحداث بعدها, بعدما اعلم عن حكاية قد تشكلت قبل اي سابق انذار.
"الايام تكشف معادن البشر: والمواقف تكشف عمق المشاعر وصدق القلوب!" #فاروق جويدة(غلا)
قال تلك الكلمات وتركني هناك .. خرجت من المنزل غاضبة غير قادرة على تصديق ما عرضه علي.
عدت الى المنزل حيث كانت لينا هناك تجلس في غرفة المعيشة, "هلا حياتي شحالج؟"
"هلو! زفت حالي."
"شفيج عسى ما شر؟"
"فهد راد يقابلني علمود الخبر وعرض علية شي راح اتخبل منة."
"امبيه شسالفتج مع فهد! انتي ليش كتبتي عنة المقال؟"
"احسن يستاهل."
رفعت حاجبها قائلة, "طيب شلي خبرج فيه؟"
"ينشرلي كتاب بس بشرط اعيش وياه بالبيت."
اتسع بؤبؤ عيناها وهي تناظرني, استرسلت, "اوووف دشوفين شون وضعية؟"
قالت متحمسة, "طيب شلي خبرتي فيه؟"
"اكيد مكتلة شي. هو عرض هالشي وتركني وراح عصبني حيل."
"ليش ما تنفذين الي يبي عشان الكتاب الي حلمتي فيه من مدة؟"
قلت منصدمة, "مجنونة انتي؟ اعيش وية فهد الترك؟ هذا ابو البنات! اكيد لا."
"انتي الي خسرانة."
"لينا كومي نامي اضاهر الشغل مأثر عليج."
تركتها وقمت من مكاني متوجهة الى غرفتي حتى حل صباح اليوم التالي.
تتشوش جميع الافكار لدينا لكن نظن بأننا اخذنا ذاك القرار ولا مجال للتراجع حتى نكتشف بأننا مخطئين وليس يجب علينا الاستمرار انما تنقلب تلك الاحداث عندما تنخلق افكار جديدة!
عند تواجدي في الشركة في صباح اليوم التالي صادفت ماجد في طريقي, "صباح الخير غلا."
أبتسمت له قائلة, "صباح النور استاذ ماجد."
"تعالي المكتبي اريد احجي وياج."
"اكيد."
تبعته الى مكتبه. عند وصولنا طلب قهوة الصباح وفاجئني قائلا, "شنو صار البارحة؟"
"مفهمت!"
"مو قابلتي فهد الترك."
"اي صح."
قال ببساطة كأن الموضوع يعنيه تماما, "اي وشنو الي صار؟"
"مصار شي بس راد يتفاوض وياية علمود ما انشر بعد اخبار عليه."
"وشنو الي عرضة بالمقابل؟"
رفعت حاجبي قائلة, "عرض عادي!"
"ممكن اعرف شنوة؟"
"ينشرلي كتاب قصة حياتة."
سأل بحذر, "ووافقتي؟"
"ليش؟"
"لان ماريدج ترحين منا."
ناظرته بغرابة لما نطق به من كلام. كان شعورا غير مفسر وانا استمع لهذا الكلام الذي يقوله وملامح وجهه وعينه اللامعة التي كانت تناظرني بحذر. استرسل, "غلا اني خايف عليج من فهد وماريد اتبطلين الشغل هنا لان ما اتحمل هالشي."
أبتسمت غير مصدقة, "يعني شنو؟"
قال وقد فضحته كلماته, "بصراحة الي جوي يوقعون العقد مو موافقوا ومعجبتهم افكارج بلعكس كلش حبوج بس شرطهم جان تنقلين شغلج بشركتهم واني مردت هالشي."
صرخت قائلة, "شنــــــــــــــــو؟"
"غلا اني احبج."
لم أستطع التفكير بما يقوله وشعرت بأن كل شيئا قد ضاق من حولي.
قلت متلعثمة, "انت شون هيج تسوي؟"
"غلا اسف بس اريدج تعرفين اسبابي."
تركته وقمت من مكاوني وانا احاول الخروج لكنه تبعني بسرعة وامسكني من يدي, "غلا والله احبج."
"ارجوك استاذ ماجد."
سحبت يدي وخرجت من المكتب بسرعة متوجهة الى مكتبي.
جلست هناك وانا غير قادرة على تصديق كلا الخبرين فبذات الوقت قد حطم حلمي لانه لا يود ان ابتعد عنه؟ اكان هذا الحب في نظره؟
اخذت قرارا في تلك اللحظة ولا اعلم ان كان عقابا بالنسبة لي ام عقابا له لكن جلبت ورقة وقلم وكتبت استقالتي!
قبل ان اخرج جمعت حاجياتي وتركت الورقة عند السكرتيرة متوجهة الى عربتي.
عدت الى المنزل بينما كانت لينا ما زالت في العمل لذا دخلت الى غرفتي وبدأت بالبكاء لعل تلك الاوجاع التي في داخلي تهدء قليلا.
أخذني النوم بعيدا ولم اعي الا وصوت الهاتف يرن, رأيت بأن المتصل ماجد لذا رفضته بسرعة. في هذه الاثناء دخلت لينا الى الغرفة, "خرعتيني يلعن الشيطان. ليش انتي هني؟"
"استقاليت."
صرخت, "وشــــــــــو؟ ليش؟"
"لان ماجد طلع فد واحد حقير." تجمعت دمعاتي في عيناي غير قادرة على النزول. شعرت بأن غصة في قلبي كادت ان تجعلني اصرخ بكل ما اوتيت من قوة. أتت لينا وجلست بجانبي, "حياتي شفيج شلي صاير؟"
سردت لها ما حدث بالتفصيل حتى تفاجئت من فعلته, "هذا مينون ليش بيسوي جذي؟"
قلت بغضب, "يكول يحبني تخيلي."
"وشلي بتسوي؟"
"ما اعرف."
"طيب ارتاحي لين ما تلقين شغل يديد."
"ما ادري احس روحي مشوشة راح اتخبل من صدك."
"هدي حياتي لا تحاتين كلشي بينحل."
"ان شاء الله."
لا نعلم ان كانت تلك الحلول سوف تأتي لنا لكن نأمل بأن تنقلب الامور كما نريد. فكل شيئا يصبح اجمل عندما تخط تلك الخطوط بالطريقة التي اردناها!